19-أكتوبر-2020

تهدف الزيارة إلى التفاوض بشأن المعتقلين الأمريكيين في سجون النظام السوري (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير 

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مسؤولًا رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سافر إلى دمشق لإجراء محادثات سرية مع مسؤولين في النظام السوري في وقت سابق، وذلك من أجل التفاوض على إطلاق سراح أمريكييّن يعتقد أنهما متحتجزان لدى النظام السوري، الذي يواجه عزلةً دولية منذ قرابة عقد من الزمن بسبب قمعه للاحتجاجات السلمية.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن مسؤولًا رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سافر إلى دمشق لإجراء محادثات سرية مع مسؤولين في النظام السوري

ونقلت الصحيفة الأمريكية على لسان مسؤولين في إدارة الرئيس الجمهوري قولهم إن نائب مساعد ترامب وكبير مسؤولي البيت الأبيض لشؤون مكافحة الإرهاب كاش باتيل، قد سافر إلى دمشق بهدف إجراء محادثات سرية مع النظام السوري لإطلاق سراح المواطنين الأمريكييّن أوستن تايس، وماجد كمالماز، الذي يعتقد أن الأسد احتجزهما خلال فترة عملهما مع نشطاء المجتمع المدني المعارضين للنظام السوري، ورفضت المصادر الحديث عن الأشخاص الذين التقاهم باتيل خلال زيارته.

اقرأ/ي أيضًا: الأسد يكيل المديح لتدخل موسكو.. ومنظمات حقوقية توثق مقتل الآلاف على يد الروس

ويرجع آخر لقاء بين مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من النظام السوري إلى عام 2010، عندما أجريت محادثات بين مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ومسؤولين من نظام الأسد، والتي يعتقد أنها كانت في سياق دخول نظام الأسد محادثات سلام متقدمة بوساطة أمريكية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتيناهو، جرى خلالها مناقشة الانسحاب الإسرائيلي إلى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967، قبل أن تتوقف بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

وكانت إدارة الرئيس أوباما قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد في عام 2012 احتجاجًا على الحملة القمعية العنيفة التي شنها ضد المحتجين السلميين الذين كانوا يطالبونه بالتنحي عن السلطة، فضلًا عن مشاركة البيت الأبيض سواء أكان في ولاية أوباما أو سلفه الجمهوري ترامب بفرض عقوبات مشددة على كيانات وشخصيات مقربة من الأسد، بما فيهم أفراد عائلته، كان آخرها قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين، بهدف دفعه للقبول بالحل السياسي، والجلوس على طاولة المفاوضات.

وأعرب المسؤولون الذين وصفتهم الصحيفة الأمريكية بأن لديهم "اطلاع على (تفاصيل) الرحلة" عن أملهم بأن تؤدي الصفقة مع نظام الأسد إلى إطلاق سراح الصحفي المستقل والضابط السابق في مشاة البحرية الأمريكية أوستن تايس، والذي اختفى خلال تغطيته للمظاهرات السلمية في سوريا في عام 2012، بالإضافة للمعالج الأمريكي من أصول سورية ماجد كمالماز، والذي اختفى كذلك بعد إيقافه من إحدى الحواجز العسكرية التابعة لقوات الأسد في عام 2017، وتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يسود بينهم اعتقاد بوجود أربعة أمريكيين على أقل تقدير محتجزين لدى نظام الأسد.

وفيما رحب إبراهيم ماجد كمالماز بالزيارة التي أجراها باتيل إلى دمشق بوصفها "خطوة إيجابية" في محاولة إعادة والده إلى المنزل، فإن اعتقادًا يسود لدى عائلتي تايس وكالماز بأنهما لا يزالان على قيد الحياة، رغم أن المسؤولين في النظام السوري لم يقدموا دليلًا واضحًا على ذلك، وقالت وول ستريت جورنال إن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق، فيما لم يرد مسؤولو البيت الأبيض على طلبات التعليقات، وكذلك البعثة السورية لدى الأمم المتحدة.

وتسود بين المسؤولين الأمريكين مخاوف بشأن مصير الأمريكيين المحتجزين لدى نظام الأسد، بالأخص بعد التقارير التي تحدثت عن وفاة الناشطة الأمريكية من أصل سوري ليلى شويكاني (26 عامًا) داخل سجون النظام السوري في عام 2016، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى تعرض شويكاني خلال فترة احتجازها – قبل وفاتها – للتعذيب، قبل أن يقوم نظام الأسد بإعدامها بسبب نشاطها في المجال الإغاثي في مناطق سيطرة المعارضة.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية فإن الإدارة الأمريكية حاولت لأكثر من مرة إجراء محادثات مع الأسد لإطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين لدى النظام السوري، بما في ذلك الرسالة الخاصة التي اقترح فيها ترامب على الأسد إجراء "حوار مباشر" بشأن تايس في آذار/مارس الماضي، فضلًا عن التقارير التي تحدثت مؤخرًا عن اللقاء الذي جمع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين مع مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم في البيت الأبيض، جرى خلاله التطرق لمناقشة قضية الأمريكيين المحتجزين لدى النظام السوري.

تقارير تحدثت مؤخرًا عن لقاء جمع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين مع مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، جرى خلاله التطرق لمناقشة قضية الأمريكيين المحتجزين لدى النظام السوري

وكان إبراهيم قد لعب دورًا حيويًا في المفاوضات التي جرت بين إدارة ترامب ونظام الأسد، وأفضت في النهاية لإطلاق سراح الأمريكي سام جودوين الذي كان يزور المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرق سوريا، في إطار جولة أطلقها لزيارة جميع دول العالم، والذي بقي محتجزًا لأكثر من شهرين، قبل أن تساهم وساطة إبراهيم بإطلاق سراحه. وقال أشخاص مطلعون على المفاوضات إن المحادثات مع نظام الأسد المرتبطة بتايس وكالماز لم تصل إلى مراحل متقدمة حتى الآن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 الالتفاف على العقوبات الأمريكية محور زيارة وفد الكرملين لبشار الأسد