16-يونيو-2023
gettyimages

مصادر إسرائيلية أكدت على وجود مفاوضات، مشيرةً إلى أنها لن تفشلها (Getty)

أكدت مصادر إيرانية وغربية، على وجود محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بهدف رسم خطوات يمكن أن تحد من البرنامج النووي الإيراني وتطلق سراح بعض المواطنين الأمريكيين المحتجزين في إيران، وتفك تجميد بعض الأصول الإيرانية في الخارج، وفق "رويترز" و"سي إن إن". وتشارك الولايات المتحدة التحديثات مع تل أبيب بشكلٍ مباشر، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

مصادر عدة تتحدث عن محادثات بين طهران وواشنطن من أجل التوصل إلى تفاهمات توصف بـ"التهدئة"، باعتبارها أقل من اتفاق شامل

وبحسب مصادر رويترز، يمكن وصف هذه الخطوات على أنها "تفاهم"، بدلًا من اتفاقية تتطلب مراجعة من قبل الكونجرس الأمريكي، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى تجاوز عقبة الكونغرس.

زكي وزكية الصناعي

ورفضت الحكومة الأمريكية التقارير التي تفيد بأنها تسعى إلى اتفاق مؤقت مع إيران، مستخدمة نفيًا مبنيًا بعناية يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال "تفاهم" أقل رسمية يمكن أن يتجنب مراجعة الكونغرس، الذي من الممكن أن يفشل التفاهم الشامل مع إيران.

ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر وجود أي اتفاق مع إيران، ولكنه قال: إن "واشنطن تريد من طهران تخفيف حدة التوترات وكبح برنامجها النووي، ووقف دعم الجماعات التي تنفذ الهجمات بالوكالة، ووقف دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، والإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين".

وأضاف "نواصل استخدام العلاقات الدبلوماسية لتحقيق كل هذه الأهداف"، دون الخوض في تفاصيل.

وقال مسؤول إيراني: "أطلق عليه ما تريد، سواء كان اتفاقًا مؤقتًا، أو تفاهمًا مشتركًا - كلا الجانبين يريدان منع المزيد من التصعيد"، وفق "رويترز".

وأوضح المسؤول الإيراني أن الاتفاق "سيشمل تبادل الأسرى والإفراج عن جزء من الأصول الإيرانية المجمدة".

getty

وأشار إلى أن الخطوات الأخرى قد تشمل إعفاءات من العقوبات الأمريكية لإيران لتصدير النفط مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وتعاون إيراني أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

قال مسؤول غربي لـ"رويترز": "سأطلق عليه تفاهم تهدئة"، مشيرًا إلى أنه جرت أكثر من جولة من المحادثات غير المباشرة في عُمان بين المسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكغورك وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني.

كما التقى المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روب مالي بسفير إيران لدى الأمم المتحدة بعد شهور من رفض إيران الاتصال المباشر.

وقال المسؤول الغربي إن الفكرة هي خلق وضع مقبول للجميع، وجعل إيران تتجنب الخط الأحمر الغربي للتخصيب والوصول إلى درجة نقاء 90%، والتي يُنظر إليها باعتبارها الدرجة الكافية لامتلاك سلاح نووي، وربما حتى "إيقاف" التخصيب عند درجة 60%.

وقال المسؤول الغربي إن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو منع تدهور الوضع النووي وتجنب صدام محتمل بين إسرائيل وإيران.

وفي سياق متصل، قال مسؤول أمريكي، لشبكة سي إن إن، إن الالتزامات الدبلوماسية للإدارة الأمريكية تركزت على "تقييد سلوك إيران المزعزع للاستقرار وضمان عدم امتلاكها سلاحًا نوويًا"، وفق تعبيره.

وأضاف: "نواصل استخدام اتصالاتنا الدبلوماسية لتحقيق كل هذه الأهداف بالتنسيق الكامل مع شركائنا وحلفائنا".

وتابعت المصادر الأمريكية أنهم "يريدون أن يروا طهران تكبح برنامجها النووي، وتتوقف عن دعم الجماعات التي تعمل بالوكالة والتي تنفذ هجمات في المنطقة، وتتوقف عن دعم روسيا في حربها في أوكرانيا"، على حدِّ قوله.

getty

إسرائيل تعرف ولن تفشل المحادثات

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشارك إسرائيل بانتظام محادثاتها غير المباشرة مع إيران، بما في ذلك المحادثات التي جرت في عُمان الشهر الماضي.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية لم تقرر بعد موقفًا نهائيًا بشأن هذه المحادثات، ونفى بشدة المزاعم القائلة إنها كانت تحاول بطريقة ما تخريب المفاوضات عن طريق تسريب معلومات حساسة للإعلام، مضيفًا: "لدينا أسئلة ومخاوف، ونطرحها في حوارنا المفتوح مع الإدارة الأمريكية".

وتابع المسؤول الإسرائيلي، بالقول: إن إسرائيل ما زالت "تدرس" شروط التفاهمات المحتملة، ولم تقرر بعد موقفًا سياسيًا ردًا على ذلك، موضحًا "في الوقت الحالي، نحن لا نتحدث علنًا ضد المحادثات، لكن يمكننا التعبير عن تحفظاتنا، ونواصل التأكيد على أننا لسنا طرفًا في هذه التفاهمات، وسوف نحافظ على حريتنا في العمل لحماية مصالحنا ".

وفي يوم الخميس الماضي، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن من أنه "لا يوجد أي اتفاق مع إيران ملزم لإسرائيل، التي ستفعل كل ما في وسعها للدفاع عن نفسها"، وفق تعبيره.

getty

من جانبه، قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ، يوم الخميس، إن "الدبلوماسية [مع إيران] ليست بالضرورة أمرًا سيئًا"، وذلك أثناء حديثه في مؤتمر مؤيد لإسرائيل في واشنطن.

وأضاف السفير الإسرائيلي: "بقدر ما نشعر بالقلق، الدبلوماسية في حد ذاتها، ومثل هذه التفاهمات، ليست بالضرورة سيئة لدرجة أنها يمكن أن تساعد في تهدئة الوضع"، مشيرًا إلى التقارير التي تتحدث عن مفاوضات بين طهران وواشنطن.

وجدد السفير التأكيد على الموقف الإسرائيلي الذي تكرر في الأيام الماضي، قائلًا: "أكدت إسرائيل دائمًا أنه بغض النظر عن النتيجة الدبلوماسية بين المجتمع الدولي وإيران، فإنها ستحافظ على استقلالها وحرية عملها، لاتخاذ إجراءات لحماية مصالح الأمن القومي الخاصة بها"، على حدِّ تعبيره.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام لجنة العلاقات الخارجية والأمن في الكنيست إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران حول "اتفاق صغير" أو "تفاهم" يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وفق موقع أكسيوس الأمريكي الذي تحدث مع خمسة نواب في الكنيست الإسرائيلي.

وأشار نتنياهو إلى أن "التفاهم" الذي تناقشه واشنطن مع إيران، يتضمن التزامًا إيرانيًا بعدم تخصيب اليورانيوم فوق مستوى 60%، مقابل استعداد الولايات المتحدة الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة حاليًا، وصفقة تبادل أسرى.

وادعى نتنياهو أن "الاتفاقية النووية لعام 2015 لم تعد ذات صلة" بالنسبة للإدارة الأمريكية، مضيفًا أن ما يتم مناقشته حاليًا لا يمكن تعريفه بـ"الاتفاقية"، موضحًا أنه أشبه بـ"اتفاقية صغيرة" أو "تفاهم".

في المقابل، نشرت القناة 13 الإسرائيلية، أن نتنياهو أوضح لأعضاء لجنة الخارجية والأمن أن إسرائيل يمكنها التعامل مع هذا الاتفاق، مرجحة إشارة نتنياهو إلى إمكانية "التعايش" مع تفاهمات إيران وأمريكا، الذي تحدث عن أن الاتفاق لن يشمل رفع العقوبات عن إيران.

وخلال مشاركته في الجزء العلني من اجتماع لجنة الخارجية والأمن لأول مرة منذ تشكيل الكنيست الحالية، قال نتنياهو: "أكثر من 90% من مشاكلنا الأمنية تنبع من إيران، وإلى جانب توسيع دائرة التطبيع، فإن سياستنا تهدف إلى كبح إيران"، وأضاف: "موقفنا واضح، لا اتفاق مع إيران، سيلزم إسرائيل التي ستواصل بذل كل ما في وسعها للدفاع عن نفسها".

وتابع نتنياهو، قائلًا: "أعتقد أن معارضتنا للعودة إلى الاتفاقية الأصلية مع إيران تعمل، لكن لا تزال هناك خلافات في الرأي ولا نخفيها، حتى لو كانت في الجزئيات الصغيرة".

وأشار نتنياهو إلى التغييرات العميقة التي تحدث في المجتمع الأمريكي، والتي تشمل تعزيز التقدميين في الحزب الديمقراطي، وقال: "لا يمكنك حقًا التأثير على العمليات الداخلية في الولايات المتحدة، ولكن هناك أيضًا عمليات إيجابية، هجرة ذوي الأصول الأسبانية، على سبيل المثال، أمر جيد لإسرائيل، لأنهم إنجيليين".

بودكاست مسموعة

وأكدت "وول ستريت جورنال"، استئناف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المحادثات مع إيران في محاولة لكسب الإفراج عن السجناء الأمريكيين المحتجزين لدى طهران وكبح البرنامج النووي المتنامي، بحسب مصادر مقربة من المناقشات.

قال مسؤول إسرائيلي كبير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشارك إسرائيل بانتظام محادثاتها غير المباشرة مع إيران، بما في ذلك المحادثات التي جرت في عُمان الشهر الماضي

وقالت مصادر أمريكية وعراقية أنه مع استئناف الاتصالات بين واشنطن وطهران، وافقت الولايات المتحدة على الإفراج عن 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار)، من مدفوعات الحكومة العراقية لواردات الكهرباء والغاز الإيرانية، والتي تم تجميدها سابقًا بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية.