11-يناير-2024
مجلة الدراسات الفلسطينية شتاء 2024

مجلة الدراسات الفلسطينية شتاء 2024

لا يكفي غزة كتاب ليحكي ما جرى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولن تفي القطاع مجلدات لوصف وتحليل مجريات ما حدث من مقاومة وجرائم احتلال، وذلك حين تضع المحرقة التي ترتكبها إسرائيل أوزارها. لهذا كرست "مجلة الدراسات الفلسطينية" العدد 137 كاملًا ليكون "كتاب الطوفان".

شارك في العدد 60 كاتبًا وكاتبة من فلسطين والعالم العربي والعالم. وتصدّرت العدد "افتتاحية" قادمة من غزة، كتبها الأكاديمي حيدر عيد، وذلك ضمن مسعى "مجلة الدراسات الفلسطينية" خلال العام المنصرم لأن تأتي افتتاحياتها من الميدان حيث المواجهة والمقاومة والصمود في قلب فلسطين. وهي الافتتاحية الرابعة على التوالي، بعد افتتاحيات القادة الأسرى مروان البرغوثي وأحمد سعدات وإبراهيم مرعي للأعداد الثلاثة السابقة.

يتضمن هذا العدد خمسة مداخل كتبها أكاديميون بارزون في مجالات العلاقات الدولية والقانون والسياسة والحرب والتاريخ، على المستويات العالمية، والعربية، والفلسطينية، والصهيونية، والإسلامية.

لا يكفي غزة كتاب ليحكي ما جرى منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ولن تفي القطاع مجلدات لوصف وتحليل مجريات ما حدث من مقاومة وجرائم احتلال

تلتها حوارية "فلسطين: من القدس إلى غزة" مع المقدسي، خالد عودة الله، الذي يصنع الطريق بالخطى، وهي رحلة ذات مسارات متشابكة في التاريخ السياسي والاجتماعي والعسكري للقدس وفلسطين، وما تستدعيه هذه المسارات من الإحالات إلى القدس وفلسطين و"إسرائيل" وغزة.

وفي محاولة جماعية للقول على ما حدث ويحدث وسيحدث، توزَّع هذا العدد على أربعة محاور يتضمن كل منها مقالات وتقارير وشهادات ودراسات.

يغطّي "محور الأسرى والحرية" حال الأسرى الفلسطينيين، بين آلام الأسر وأحلام الحرية، خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة ومختلف الجغرافيات الفلسطينية، وما يتعرّض له الأسرى من "إبادة غير مرئية" في ظل "حالة الطوارئ" الصهيونية وتواطؤ المؤسسات الدولية. وتتصدّر هذا المحور مقالة افتتاحية للقيادية الفلسطينية والأستاذة والباحثة في جامعة بيرزيت خالدة جرار، التي اعتُقلت في اليوم الحادي والثمانين للحرب، خلال طباعة هذا العدد.

كما يضمّ المحور مساهمات عن مرضى غزة وفلسطينيي 1948 الذين أضحوا أسرى السياسات العنصرية الصهيونية المتصاعدة ضدهم، والهادفة إلى تكريس حالة من الكُمون في صفوفهم.

ويعرض "محور الإعلام والسردية" تغطية الإعلام الرسمي والعسكري والشعبي وأجنداته. وعلى الرغم من تركيز هذا المحور على "تغطية الحرب على غزة"، فإنه يقترح كذلك محدِّدات بناء سردية فلسطينية وعربية وعالمية مضادة للدعاية الصهيونية ومروِّجيها والمتساوقين معها. كما يتضمّن المحور شهادات عن حال الإعلام والثقافة في العواصم الغربية التي تتماهى حكوماتها مع مواقف الحكومة الصهيونية ودعايتها، بينما تهتف شعوبها باسم غزة وفلسطين "من البحر إلى النهر" في الشوارع والميادين.

ويتناول "محور الإعمار والعمارة" تحليلات لمباني الهيمنة الحربية الصهيونية خلال الحرب، ومقترحات معمارية في توظيف أدوات الواقع الغامر في توثيق جغرافيا الحرب على طريق إدانة دولة المستوطنين التي لن تنتصر أبدًا على رغبتها في النصر، بجرائم الحرب والإبادة الجماعية. كما يسلط هذا المحور الضوء على الأمل، في ظل الدمار الشامل، من خلال عمليات الترميم والتصميم والتخطيط المعماري، وخصوصًا للمباني التاريخية التي دمّرت الحرب عددًا غير مسبوق منها. ويتضافر مع ذلك نقد سياسات الدعم والتمويل لغزة، وشهادات على أمكنة غزة التي قضمتها آلة الحرب.

أمّا "محور الاجتماع والثقافة"، فيتضمّن مقاربات تاريخية واجتماعية وثقافية وفنية، سواء على مستوى الثقافة العالمة أو الثقافة الشعبية، لحدث "طوفان الأقصى" وما تلاه من حرب إبادية على غزة. فمن ناحية، يشكّل التاريخ الاجتماعي للمقاومة في غزة مقدمة لقراءة الأجواء القيامية التي خيّمت ولا تزال على غزة، وامتدت إلى عموم فلسطين والإقليم والعالم. ومن ناحية أُخرى، يشكّل فهم سياسات الصداقة والعداء في تاريخ الاستعمار الطويل لفلسطين والهيمنات المتعاقبة عليها، أداة تحليل للسياسات الثقافية والفنية، ولأنماط التضامن على امتداد العالم. ويكتمل قوس هذا المحور بدراسة تحليلية لثنائية البأس الاستعماري والأمل الفلسطيني.

وأدرجت المجلة في العدد بابًا للشعر، تضمَّن قصائد لعشرين شاعرًا وشاعرة من غزة، حلّ عليهم ضيفًا كل من معين بسيسو بمقطع من مطوّلته "أبدأتَ تُحصي أضلعك؟"، وحسين البرغوثي بقصيدته "سلام لغزة" التي جعلناها عنوانًا للعدد. وبين الشعراء ثمة أربعة شهداء أودعت الحرب أجسادهم في تراب غزة، بينما زاحمت أرواحهم في سمائها طائرات الموت، وهم: هبة أبو ندى ورفعت العرعير ومريم حجازي وسليم النفَّار.

يشتمل العدد كذلك على ثلاثة أبواب ثابتة، تضم: تقرير فلسطين الحدثي، وقراءات عميقة في أربعة كتب عن غزة، ووثيقة خاصة هي "خطاب طوفان الأقصى" في يومه الأول.