27-يناير-2024
مستشفى ناصر والأمل تحت الحصار الإسرائيلي

(Getty) من أصل 36 مستشفى في القطاع المحاصر، تعمل 8 فقط "بشكل جزئي" في كافة أنحاء القطاع

تحولت مستشفيات قطاع غزة، إلى هدف للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبينما كانت اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء، أبرز هذه الاقتحامات، فإنه كرر هذا السيناريو في عدة مستشفيات، مثل الإندونيسي والرنتيسي والعودة، وحاصر المستشفى المعمداني، ويكرر حاليًا هذا الهجوم على مستشفيات جنوبي القطاع.

وكان الملاحظ طوال الأسابيع الماضية، بأن مسار تقدم قوات جيش الاحتلال في خانيونس، يستهدف حصار مستشفيات المدينة، وبالأخص ناصر والأمل، وذلك كله وسط شح شديد في المعدات الطبية، واللوازم الأساسية لعمل المستشفيات.

ومنذ حوالي أسبوع، يقبع مستشفى الأمل ومستشفى ناصر تحت الحصار الإسرائيلي، وسط خشية من اقتحامه هذه المستشفيات وتدميرها، كما حصل في مجمع الشفاء الطبي. ومن أصل 36 مستشفى في القطاع المحاصر، تعمل 8 فقط "بشكل جزئي" في كافة أنحاء القطاع.

إسرائيل حولت مستشفيات قطاع غزة، لأهداف لها في عدوانها المتواصل على القطاع المحاصر

وفي هذا السياق، أدانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم السبت، حصار واستهداف مستشفى الأمل في خانيونس، لليوم السادس على التوالي.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان نشرته على موقع "إكس" (تويتر سابقًا)، إن "الاحتلال يواصل قصف محيط المستشفى وإطلاق النار، مما يهدد سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى وحوالي 7000 نازح لجأوا إليه هربًا من القصف الإسرائيلي".

ودعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني "المجتمع الدولي إلى توفير الحماية لمقرها وطواقمها الطبية والإسعافية في خان يونس".

وأضافت أنه منذ بدء "الاستهداف المستمر" لمستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ نحو أربعة أسابيع، سقط عشرات الشهداء والجرحى داخل المستشفى والمناطق المحيطة به. 

وأضافت الجمعية، أن ذلك "يضاف إلى حالة الرعب والهلع التي تعيشها الطواقم الطبية والنازحون في أروقة وأقسام المبنى المختلفة" التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء القصف المستمر.

واستمرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في القول إن حظر التجوال والحصار المفروض على محيط المستشفى يعيق حركة سيارات الإسعاف وفريق الطوارئ الطبي في المدينة للوصول إلى المصابين وتقديم الإسعافات الأولية ونقلهم إلى المستشفى.

ويقول الهلال الأحمر الفلسطيني إن "الحصار وعواقبه يشكل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية، وخاصة أحكام القانون الدولي الإنساني التي تلزم الاحتلال الإسرائيلي باحترام شارة الهلال الأحمر".

من جانبها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود": "في خضم القتال العنيف المستمر والقصف في خانيونس، جنوب قطاع غزة، انهارت الخدمات الطبية الحيوية في مستشفى ناصر، وهو حاليًا أكبر مرفق صحي عامل في القطاع".

واستنكرت منظمة "أطباء بلا حدود" الوضع الذي "يُترك فيه الناس دون خيارات للذهاب لتلقي العلاج في حالة تدفق أعداد كبيرة من جرحى الحرب".

وأضاف البيان: "فر معظم العاملين في المستشفى، إلى جانب آلاف النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى، في الأيام التي سبقت صدور أمر إخلاء المناطق المحيطة من قبل القوات الإسرائيلية. لقد أصبحت القدرة الجراحية للمستشفى الآن شبه معدومة، ويتعين على العدد القليل من أفراد الطاقم الطبي المتبقين في المستشفى أن يتعاملوا مع إمدادات منخفضة للغاية وغير كافية للتعامل مع الأحداث التي تقع فيها أعداد كبيرة من الضحايا، أي تدفق أعداد كبيرة من الجرحى".

وتابع بيان منظمة "أطباء بلا حدود": "لا يزال هناك ما بين 300 إلى 350 مريضًا في مستشفى ناصر، غير قادرين على الإخلاء لأن الوضع خطير للغاية ولا توجد سيارات إسعاف. ويعاني هؤلاء المرضى من إصابات مرتبطة بالحرب مثل الجروح المفتوحة والتمزقات الناجمة عن الانفجارات والكسور والحروق. وفي 24 كانون الثاني/يناير، توفي مريض واحد على الأقل في المستشفى بسبب عدم توفر جراح عظام".

وأوضح البيان: "هذه الهجمات الممنهجة ضد مرافق الرعاية الصحية غير مقبولة ويجب أن تنتهي الآن حتى يتمكن الجرحى من الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها. لقد أصبح النظام الصحي بأكمله غير صالح للعمل".

ووصف رامي، ممرض تابع لمنظمة أطباء بلا حدود محاصر داخل مستشفى ناصر، الشعور بالعجز أثناء حادثة الإصابات الجماعية التي أدت إلى نقل 50 جريحًا وخمسة قتلى إلى غرفة الطوارئ في وقت واحد في 25 كانون الثاني/يناير. 

وأضاف: "لم يكن هناك أي موظف في غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر. لم تكن هناك أسرة، فقط عدد قليل من الكراسي ولا يوجد موظفون، فقط عدد قليل من الممرضات. لقد أخذنا المرضى إلى غرفة الطوارئ لتقديم الإسعافات الأولية؛ تمكنا بما لدينا وحاولنا وقف النزيف وفرز المرضى هناك. لقد كان حدثًا مروعًا وأثر علي نفسيًا حقًا. الإمدادات الأساسية، مثل قطع الشاش، على وشك النفاد".

يقول رامي: "ذهبت إلى غرفة الجراحة اليوم لاستقبال مريض في قسمنا وسألت العدد القليل المتبقي من الموظفين عما إذا كان بإمكانهم توفير شاش للبطن. قالوا إنه ليس لديهم أي شيء احتياطي، وأن الشاش التي كانت لديهم كانت تستخدم بالفعل على العديد من المرضى". 

يتابع رامي: "يستخدمون الشاش مرة واحدة، ثم يستخرجون الدم ويغسلونه ويعقمونه ويعيدون استخدامه مع مريض آخر. هذا هو الوضع في غرفة عمليات ناصر، هل يمكنك أن تتخيل؟".

ويعد مستشفى غزة الأوروبي ثاني أكبر منشأة في جنوب غزة، بعد مستشفى ناصر، حيث يتمتع بقدرة جراحية كبيرة. واليوم، لا يمكن الوصول إليها أيضًا بالنسبة للطاقم الطبي والناس، حيث أن المناطق المجاورة لها تخضع لأمر الإخلاء، بحسب بيان "أطباء بلا حدود".