13-يونيو-2021

توقعات متضاربة بشأن مفاوضات فيينا (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

تضاربت وجهات النظر القادمة من فيينا حول الجولة السادسة من مباحثات الاتفاق النووي، ففي الوقت الذي كشف فيه المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن المفاوضات تحقق تقدمًا مع انتهاء اليوم الأول من الجولة الجديدة، استبعدت طهران التوصل لاتفاق.

تضاربت وجهات النظر القادمة من فيينا حول الجولة السادسة من مباحثات الاتفاق النووي، ففي الوقت الذي كشف فيه المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن المفاوضات تحقق تقدمًا استبعدت طهران التوصل لاتفاق

آلان ماتون، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، كشف أنّ "مفاوضات فيينا المتصلة بالاتفاق النووي مع إيران تحقق تقدمًا، مع انتهاء اليوم الأول من الجولة السادسة".  في ذات السياق، أفاد ماتون أيضًا بأن "مساعدي وزراء خارجية الدول المعنية اتفقوا في نهاية اجتماعهم، يوم السبت، على البقاء في فيينا لمواصلة مفاوضات سيتم تكثيفها، وتشمل مستويات سياسية وفنية مختلفة".

اقرأ/ي أيضًا: الأمريكيون والإيرانيون يتوجهون إلى عقد جولة سادسة من المباحثات

أما المندوب الروسي، ميخائيل أوليانوف، فصرّح قبيل انطلاق أولى اجتماعات الجولة السادسة قائلًا بأنه لا أحد يعرف ما إذا كانت هذه الجولة هي الأخيرة؛ لكن كل المفاوضين يأملون ذلك. وعاد أوليانوف مع ختام اجتماعات اليوم الأول من الجولة الجديدة ليقول "إن الأطراف المشاركة أكدت رغبتها في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".

المندوب الصيني في مفاوضات فيينا وانغ كون كان أكثر وضوحًا عندما تحدث عن رفع العقوبات الأمريكية على إيران كعقبة أمام العودة للاتفاق، قائلًا في هذا الصدد بأن "رفع العقوبات الأمريكية عن إيران يمثل مفتاحًا رئيسًا في الحل المنشود من مفاوضات فيينا" ودعا الولايات المتحدة إلى ضرورة التحرك في هذا الاتجاه.

في مقابل التطمينات والتفاؤل الأوروبي، كان كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي حذرًا، بتصريحه لوسائل الإعلام أنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة من المفاضات، وأن بلاده " لا تستعجل التوصل إلى اتفاق، لكنها لا تضيع الوقت"، بحسب تعبيره.

وحول إمكانية أن تتأثر المفاوضات بالانتخابات القريبة التي ستشهدها إيران وبالظروف الداخلية الإيرانية قال عراقجي  إن "الوفد الإيراني سيواصل التفاوض حتى يحصل على ما يريد، لأن الزمن غير محدد بالنسبة له".

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس حث الأطراف المشاركة على "إبداء المرونة في المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني مع انطلاق الجولة السادسة منها"، ونقلت وكالة رويترز عن ماس قوله في هذا الصدد: "الأمر يتعلق بالمرونة والبراغماتية من جميع الأطراف المشاركة"، مضيفًا: "التسويف ليس في مصلحة أحد".

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم الخميس الماضي أنها "رفعت العقوبات المفروضة عن 3 مسؤولين إيرانيين سابقين وشركتين كانتا تتاجران في السابق في البتروكيميائيات الإيرانية".

وكانت صحيفة صحيفة بوليتيكو  الأمريكية قد تحدثت في تقرير مطول عن 3 عقبات أساسية  تحول دون نجاح المفاوضات، ويتعلق الأمر تحديدًا بقضية التعامل مع أجهزة الطرد الإيرانية المتقدمة أولًا، والعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ثانيًا، وأخيرًا ما إذا كان المفتشون الدوليون يتمتعون حقيقة بإمكانية الوصول إلى المواقع النووية في إيران.

بشأن التعامل مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الإيرانية، والآلات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم،  تعتقد الولايات المتحدة والدول الأوروبية المنخرطة في الاتفاق أنه يجب تدميرها وأن مجرد إيقافها عن العمل لن يكون كافيًا ولا مطمئنًا ولا يضمن عدم إقدام طهران على إنتاج سلاح نووي، خاصة وأن تقارير الاستخابارات الأمريكية والأوروبية الأخيرة أكدت قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، أما إيران فتسعى قدر الإمكان للحفاظ على تلك الأجهزة، وترفض بشكل قاطع تدميرها، متذرعة بالرقابة الدولية عليها، وبالأهداف المدنية لاستعمال الطاقة النووية من ورائها.

أما بشأن العقبة الثانية المتعلقة بالعقوبات الأمريكية على طهران فترى صحيفة بوليتيكو أن الحسم فيها سيتطلب وقتًا، فما تزال الولايات المتحدة وإيران غير قادرتين على الاتفاق على أي من العقوبات ستلغيها الولايات المتحدة، فمن جهة تريد إيران إلغاءً تامًا للعقوبات وضمانات بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الصفقة  مرة أخرى، ومن جهة ثانية تريد الولايات المتحدة إلغاءً تدريجيًا للعقوبات مع استثناء بعض القطاعات على غرار الحرس الثوري ومكتب المرشد الإيراني علي خامنئي.

وذكرت المصادر أن الأطراف المشاركة في المباحثات وضعت خطة، تبين خطوة بخطوة الإجراءات التي على الطرفين اتخاذها، حيث من المطلوب من إيران أن تتراجع عن جميع التطويرات التي  لحقت برنامجها النووي ردًا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على نطاق واسع.

إلا أن واشنطن بحسب ذات المصادر تحفظت على هذا المقترح، وعبرت عن نيتها "الإبقاء على بعض العقوبات التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة، مثل تلك المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب.

حول العقبة الثالثة المتعلقة بما إذا كان المفتشون يتمتعون بوصول كافٍ إلى المواقع النووية الإيرانية، تُشكّك واشنطن والأطراف الأوروبية في ذلك، خاصة وأن إيران كانت  تَحُدُّ منذ شباط/فبراير من قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراجعة منشآتها النووية.

وذكرت صحيفة بوليتيكو في هذا الصدد بأنها اطلعت على تقرير سري قال فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي للدول الأعضاء في الوكالة: "تأثرت أنشطة الوكالة للتحقق والمراقبة نتيجة لقرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي".

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس حث الأطراف المشاركة على "إبداء المرونة في المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني مع انطلاق الجولة السادسة منها"

ويضيف التقرير بأن "المفتشين أتيحت لهم إمكانية الوصول اليومي إلى المحطات النووية الرئيسية في إيران في نطنز وفوردو ، لكن لم يتمكنوا من الوصول إلى البيانات والتسجيلات الكافية، وبدون الوصول الكامل من طرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية الإيرانية والإشراف على أنشطتها النووية، سيكون التحقق من خطة خطوة بخطوة مستحيلاً".