12-مايو-2023
Getty

أعلن عن تشكل الغرفة المشتركة بشكلها الحالي في عام 2018 (Getty)

يتكرر حضور الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مع كل عدوان إسرائيلي جديد على القطاع، وهي إطار تنسيقي بالأساس، يجمع 12 فصيلًا فلسطينيًا في قطاع غزة، وتعمل على تنسيق التدريبات والمناورات بين هذه الفصائل، والموقف السياسي والعسكري، خلال كل عدوان يخوضه قطاع غزة.

الغرفة المشتركة هي إطار تنسيقي بالأساس يجمع فصائل المقاومة الفلسطينية

كان الظهور الأول للغرفة المشتركة في قطاع غزة عام 2006، وتشكلت في صيغتها الأولى من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك بهدف مواجهة التوغلات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وكانت مرجعية الغرفة المشتركة في حينه، وثيقة الوفاق الوطني، التي أعلن عنها في 14 أيار/مايو 2006. ونصت على تشكيل جبهة موحدة للمقاومة ضد الاحتلال، وتنسيق الفعل والعمل المقاوم، وتشكيل مرجعية سياسية موحدة.

وفي الذكرى السنوية 42 ليوم الأرض الفلسطيني، الموافق لـ 30 آذار/ مارس 2018، وبالتزامن مع بداية مسيرات العودة السلمية، التي هاجمتها قوات الاحتلال بشكلٍ كبير، وكان اليوم الأكثر دموية فيها، هو يوم 14 أيار/ مايو 2018، وذلك بعد استشهاد 61 فلسطينيًا خلال يوم واحد برصاص الاحتلال، كلهم من العزل.

Getty

وفي أعقاب يوم النكبة الدموي، واستمرار قمع الاحتلال للمسيرات السلمية، أعلن في 23 تّموز/ يوليو 2018، عن تشكيل غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بشكلها الحالي، ردًا على القمع الإسرائيلي بحق المشاركين في المسيرات، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في عموم فلسطين.

من هي فصائل الغرفة المشتركة؟

تضم الغرفة المشتركة 12 جناحًا عسكريًا لفصائل فلسطينية، وهى: كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى- لواء العامودي، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وجيش العاصفة، وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وكتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكتائب الشهيد جهاد جبريل الجناح العسكري للجبهة الشعبية-القيادة العامة، وكتائب الأنصار الجناح العسكري لحركة الأحرار، وكتائب المجاهدين.

Getty

أبرز المواجهات، التي ظهرت خلاله الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، جاءت عقب اقتحام قوة خاصة إسرائيلية لقطاع غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، وبعد انكشافها واندلاع اشتباكات داخل القطاع، تطورت إلى عملية قصف متبادل، وفي حينه نفذت الغرفة المشتركة عملية استهداف حافلة على حدود غزة.

وبالطبع، لم تمتلك الغرفة المشتركة قوات بعينها، حيث يعمل كل فصيل فلسطيني داخلها، بدون إيجاد مجموعات عسكرية خاصة بها، وذلك مع التركيز على توحيد شكل وطبيعة العمل العسكري، وإدارة العدوان إعلاميًا، وتنسيق قوة النيران، بالإضافة إلى تثبيت قواعد اشتباك.

الركن الشديد

في أواخر أيام شهر كانون الأول/ ديسمبر، نفذت الغرفة المشتركة ولمدة يومين أول مناورة عسكرية لها تحت اسم "الركن الشديد 1"، وشملت القيام بتدريبات برية وبحرية وجوية وبالذخيرة الحية، على امتداد القطاع، وتحاكي سيناريوهات متعددة لتهديدات إسرائيلية، من خلال تحليق لطائرات استطلاع صغيرة، أو مواجهة قوات بحرية، وكذلك اقتحام آليات عسكرية، وتخللها إطلاق صواريخ تجريبية باتجاه البحر.

وفي بيان المناورة الأولى للغرفة المشتركة، قالت: "إنّ العملَ العسكري والجهادي المشترك ليس جديداً على مقاتلي ومجاهدي ومناضلي شعبنا الفلسطيني الثائر المرابط، فطالما امتزجت دماء مقاتلينا ومجاهدينا واستشهاديينا من كافة أطياف شعبنا في خندق المقاومة والقتال وفي ساحات المعارك على امتداد خارطة الوطن في الضفة والقدس وفي قطاع غزة وعلى طول سنوات صراع شعبنا مع هذا العدو المجرم البغيض".

وفي نهاية عام 2021، شهد القطاع المناورة الثانية العسكرية للغرفة المشتركة، تحت اسم "الركن الشديد2"، تركزت على التدريب المشترك للعديد من الأنشطة التدريبية والفعاليات العسكرية لتبادل الخبرات بين جميع فصائل المقاومة، لتحقيق التجانس وتوحيد المفاهيم وسرعة تنفيذ المهام بكفاءة واقتدار. 

ونهاية شهر كانون الأول/ديسمبر  2022، نفذت الغرفة المشتركة مناورة "الركن الشديد 3"، قرب السياج الفاصل بمشاركة عناصر من كافة الفصائل، تخللها استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأفادت الغرفة المشتركة، أن هذه المناورة العسكرية جرت لقياس سرعة استجابة قوات المقاومة لأي طارئ، واختبار جهوزية المقاتلين للتعبئة والتصدي للعدوان، وقد جاءت تتويجًا لفترة من التدريب المتقدم المشترك لنخبة من مقاتلي فصائل المقاومة.

Getty

سيف القدس

المواجهة الأبرز التي أعلنت عنها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، كانت "سيف القدس"، والتي جاءت بالترافق مع هبة أيار/ مايو 2021، وذلك بعد العدوان الإسرائيلي على حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى.

وفي حينه، افتتحت الغرفة المشتركة المواجهة بقصف مدينة القدس المحتلة، واستهداف مركبة إسرائيلية على حدود قطاع غزة، بالإضافة إلى قصف تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة.

وبحسب البيان الأول للغرفة المشتركة في تلك المواجهة، قالت: "لقد راكمنا قوتنا لحماية أبناء شعبنا في كل مكان ولن نتخلى عنهم مهما كانت التبعات، فسلاحنا هو سلاح لكل شعبنا أينما كان". مضيفةً: "ليعلم العدو الجبان بأن عهد الاستفراد بالقدس والأقصى قد ولى إلى غير رجعة". وتابعت، بالقول: "نطمئن أبناء شعبنا عامةً وفي القدس خاصةً، بأن المقاومة التي راهنتم عليها لن تخذلكم وستبقى درعكم وسيفكم".

أبرز المواجهات، التي ظهرت خلاله الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، جاءت عقب اقتحام قوة خاصة إسرائيلية لقطاع غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018

وعقب اغتيال إسرائيل قادة سرايا القدس جهاد الغنّام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين، أعلنت الغرفة المشتركة عن انطلاق عملية "ثأر الأحرار"، والتي استهدفت خلالها مستوطنات غلاف غزة وصولًا إلى منطقة تل أبيب الكبرى.