06-مارس-2024
أنواع القراء

تتنوع أنواع القراءة وتختلف أهميتها وميزاتها بحسب طبيعة النص

القراءة هي غذاء الروح والفكر، وهي نشاط أساسي يمارسه الأفراد بغرض الاطلاع على المعرفة واكتساب المعلومات أو البحث عنها. وتتنوع أنواع القراءة وتختلف أهميتها وميزاتها بحسب طبيعة النص وغايات القارئ. ويعتمد نوع القراءة على الغرض من القراءة والمحتوى المطروح. في هذه المقالة سنستعرض بإيجاز بعض أنواع القراءة ومميزات كل نوع منها على حدة.

القراءة الترفيهية أو التسلية هي نوع من أنواع القراءة تهدف إلى إثراء وقت الفراغ والاستمتاع بالمحتوى.

 

 

ما هي أنواع القراءة؟ وما يميز كل منها؟

القراءة  تعتبر وسيلة رئيسية لاكتساب المعرفة والتعلم كما ذكرنا في المقدمة. ومع تنوع الاحتياجات والاهتمامات  تتعدد أنواع القراءة التي تختلف في طبيعتها وأهدافها وميزاتها. ومن هذه الأنواع مع مميزاتها ما يأتي:

  1. القراءة الترفيهية

القراءة الترفيهية أو التسلية هي نوع من أنواع القراءة تهدف إلى إثراء وقت الفراغ والاستمتاع بالمحتوى الذي يتم قراءته دون الحاجة إلى التركيز الشديد أو البحث العميق في الموضوعات. ومن أهم ما يميز هذا النوع من القراءة:

  • التمتع والاستمتاع: تتميز القراءة الترفيهية بالمتعة والاستمتاع، حيث يختار القارئ محتوى يلبي اهتماماته الشخصية ويوفر له فرصة للابتعاد عن الروتين والاسترخاء.
  • التنوع في المواضيع: يمكن أن تشمل القراءة الترفيهية مجموعة متنوعة من المواضيع والأنواع الأدبية مثل الروايات، والقصص القصيرة، والشعر، والمجلات الترفيهية، والكتب الهزلية، مما يتيح للقارئ تنويع تجربته القرائية.
  • التسلية والترفيه: تهدف القراءة الترفيهية إلى توفير جو من التسلية والترفيه، حيث يستمتع القارئ بمتابعة أحداث القصة أو اكتشاف الأفكار الجديدة بطريقة ممتعة ومريحة.
  • التحرر من الضغوط: يعتبر القراءة الترفيهية فرصة للقارئ للتحرر من الضغوط اليومية والضغوط النفسية، حيث يجد فيها فرصة للابتعاد عن العالم الواقعي واستكشاف عوالم خيالية مختلفة.
  • الاسترخاء العقلي: يساهم الانغماس في كتاب مثير أو قصة مشوقة في تحقيق الاسترخاء العقلي والنفسي، مما يساعد على تقليل مستويات التوتر وتحسين الحالة المزاجية.

 

  1. القراءة التعليمية

القراءة التعليمية هي نوع من أنواع القراءة التي تستخدم لغرض التعلم والاكتساب المعرفي والتطوير الشخصي. ومن أهم ما يميز هذا النوع من القراءة:

  • الهدف التعليمي: تهدف القراءة التعليمية إلى نقل المعرفة والمفاهيم وتوسيع دائرة المعرفة لدى القارئ. يسعى القارئ في هذا النوع من القراءة إلى فهم الموضوع بشكل أعمق واكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لتطوير ذاته.
  • التنوع في المواضيع: تشمل القراءة التعليمية مجموعة متنوعة من المواضيع والمجالات التي تشمل العلوم، والتاريخ، والفنون، والثقافة، والتطوير الشخصي، والتكنولوجيا، وغيرها، مما يسمح للقارئ باختيار الموضوع الذي يرغب في تعلمه واكتساب المعرفة به.
  • التفاعل والتأمل: يتطلب الانغماس في القراءة التعليمية التفاعل مع المحتوى والتأمل في الأفكار والمفاهيم المطروحة. يسعى القارئ في هذا النوع من القراءة إلى التفكير العميق والتحليل لفهم السياق والتطبيقات العملية.
  • تطوير المهارات: تساعد القراءة التعليمية في تطوير مجموعة من المهارات مثل مهارات القراءة النقدية والتحليلية، والقدرة على التفكير الإبداعي والنقدي، وتنمية مهارات البحث والاستنتاج.
  • تحفيز الفضول: تشجع القراءة التعليمية على تنمية الفضول والاستكشاف، حيث يبحث القارئ عن المعرفة والتفاصيل الجديدة والمثيرة في الموضوعات التي يقرأ عنها.

 

  1. القراءة النقدية

القراءة النقدية هي نوع من أنواع القراءة التي تركز على تقييم وتحليل النصوص بشكل عميق ونقدي، لفهم الأفكار والمفاهيم بعمق وتقديم وجهات نظر نقدية  واضحة، تسهم في تطوير التفكير والفهم واتخاذ القرارات. وتتضمن العديد من السمات التي تميزها، منها:

  • التحليل العميق: تتطلب القراءة النقدية فهمًا عميقًا للنصوص والمحتوى المطروح، حيث يقوم القارئ بتحليل الأفكار والمفاهيم والتفاصيل بدقة وتمحيصها بعناية.
  • التقييم النقدي: يقوم القارئ في القراءة النقدية بتقييم النصوص والأفكار بناءً على معايير محددة، مثل المنطقية، والموضوعية، والدقة، والاتساق. ويقوم بتحليل الجوانب الإيجابية والسلبية ويصدر الحكم النهائي بشأنها.
  • التفكير النقدي: تشجع القراءة النقدية على التفكير العميق والنقدي، وعلى طرح الأسئلة واستكشاف الجوانب المختلفة للموضوعات المطروحة. يسعى القارئ في هذا النوع من القراءة إلى فهم الخلفيات والمعاني المخفية وتقديم وجهات نظر مستقلة ومبنية على البراهين.
  • استنتاجات مستنيرة: يهدف القارئ في القراءة النقدية إلى الوصول إلى استنتاجات مستنيرة ومبنية على التحليل الدقيق والتقييم الشامل. ويسعى إلى تقديم وجهات نظر توضح الجوانب المختلفة للموضوع وتبرز الجوانب الأكثر أهمية وصحة.
  • التوجيه والتحسين: تساعد القراءة النقدية في توجيه القارئ وتحسين فهمه وتقديره للنصوص، وتعزز قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة وتشكيل وجهات نظر مستنيرة في مجالات مختلفة.

 

  1. القراءة البحثية

تستخدم القراءة البحثية في جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بموضوع محدد من خلال دراسة الأبحاث والدراسات السابقة والمقالات العلمية. ويعتمد نجاح البحث العلمي بشكل كبير على قدرة الباحث على القراءة البحثية بشكل فعّال واستخلاص المعلومات الهامة. ومن أهم ما يميز هذا النوع من القراءة:

  • الهدف البحثي: تتميز القراءة البحثية بأنها تهدف إلى استكشاف المصادر والمراجع المتاحة حول موضوع محدد، سواء كان ذلك لإعداد بحث أكاديمي أو للتعمق في موضوع معين.
  • التركيز على المعلومات الأكاديمية: تتضمن القراءة البحثية دراسة المقالات العلمية، والكتب الأكاديمية، والأبحاث السابقة التي تتعلق بالموضوع المراد البحث عنه.
  • التحليل والتقييم: يشمل نوع القراءة هذا التحليل والتقييم الدقيق للمصادر المرجعية، وذلك لتحديد مدى ملاءمتها ومصداقيتها للاستخدام في البحث العلمي.
  • استخدام الأدوات البحثية: يتضمن القراءة البحثية استخدام أدوات بحثية متقدمة مثل قواعد البيانات الأكاديمية، ومحركات البحث العلمي، والمكتبات الرقمية، للعثور على المصادر ذات الصلة بالموضوع.
  • تطوير المعرفة العلمية: تهدف القراءة البحثية إلى توسيع وتطوير المعرفة العلمية في مجال معين، من خلال فهم وتحليل الأبحاث والمقالات والدراسات السابقة.
  • إعداد البحوث الأكاديمية: تُستخدم القراءة البحثية كخطوة أساسية في إعداد البحوث الأكاديمية والأطروحات العلمية، حيث يتم الاعتماد على المصادر المرجعية لدعم الأفكار والمستندات المقدمة.

 

  1. القراءة السريعة

القراءة السريعة هي نوع من أنواع القراءة التي تهدف إلى قراءة النصوص بسرعة معتدلة  في وقت قصير، ودون التضحية بالفهم الجيد للمحتوى، وتشمل تقنيات مثل المسح السريع للنصوص والتركيز على الأفكار الرئيسية. ويتميز هذا النوع من القراءة بعدة جوانب:

  • السرعة: يتميز القارئ السريع بقدرته على قراءة النصوص بسرعة مميزة مقارنة بالقراءة التقليدية، حيث يمكنه قراءة الصفحات بشكل سريع دون التوقف عند التفاصيل الدقيقة.
  • التركيز: على الرغم من السرعة في القراءة، فإن القارئ السريع قادر على الحفاظ على التركيز على المحتوى والفكرة العامة للنص، وذلك بفهم الأفكار الرئيسية والمعلومات الأساسية.
  • تقنيات القراءة: يعتمد القارئ السريع على تقنيات مختلفة لزيادة سرعة القراءة، مثل تقنيات التخطي والتجاوز والتركيز على الكلمات الرئيسية والمفاهيم الرئيسية في النص.
  • الاستخلاص: يتيح القارئ السريع للأفراد استخلاص المعلومات الرئيسية من النص بسرعة، مما يساعدهم على الحصول على فكرة عامة عن الموضوع دون الحاجة إلى قراءة كل التفاصيل.
  • تحسين الأداء: تعتبر القراءة السريعة أداة مهمة لتحسين الأداء في مجالات مثل الدراسة والعمل، حيث يمكن للأفراد استغلالها لزيادة كفاءتهم وإنتاجيتهم.

 

  1. القراءة النشطة

القراءة النشطة هي نوع من أنواع القراءة التي يشارك فيها القارئ بنشاط في استيعاب وفهم المحتوى والتفاعل مع النصوص. وتتميز القراءة النشطة بعدة جوانب:

  • المشاركة: يقوم القارئ النشط بالمشاركة الفعالة في عملية القراءة من خلال طرح الأسئلة، والتعليقات، والتفكير النقدي حول المحتوى المقروء.
  • التحليل: يقوم القارئ النشط بتحليل المعلومات والافكار المطروحة في النص، محاولاً فهم العلاقات بين الأفكار والمفاهيم المختلفة وكيفية تطبيقها في الواقع.
  • التفاعل: يتفاعل القارئ النشط مع المحتوى المقروء عن طريق طرح الأسئلة والاستفسارات، والتعليقات، والمقارنات بين الأفكار المطروحة وتجاربه الشخصية أو المعرفية.
  • التقييم: يقوم القارئ النشط بتقييم موضوعية المحتوى وموثوقيته، ويبحث عن مصادر إضافية لتأكيد المعلومات والتحقق من دقتها.
  • الإبداع: يتيح القراءة النشطة للأفراد فرصة للتفكير الإبداعي وطرح الأفكار الجديدة والتعبير عنها، سواء كان ذلك من خلال كتابة ملاحظاتهم الشخصية أو مشاركتها مع الآخرين.

 

  1. القراءة الصامتة

القراءة الصامتة هي نوع من أنواع القراءة التي يقوم فيها القارئ بقراءة النصوص دون إصدار أي أصوات أو توجيه الكلام للآخرين. وتتميز القراءة الصامتة بعدة جوانب:

  • التركيز: يسمح الهدوء والصمت أثناء القراءة الصامتة بتركيز القارئ بشكل أكبر على المحتوى المقروء وفهمه بشكل أعمق.
  • الخصوصية: توفر القراءة الصامتة للقارئ الخصوصية والراحة التي يحتاجها لاستيعاب المعلومات والتفكير فيها دون التشتت بالأصوات الخارجية.
  • التأمل: يمكن للقراءة الصامتة أن توفر فرصة للتأمل والتفكير العميق في الموضوعات المطروحة، مما يسهم في استيعاب الفهم الشامل للمحتوى.
  • التفكير الذاتي: يتيح الصمت للقارئ الفرصة للتفكير الذاتي والتحليل الشخصي للأفكار والمعلومات التي يتعرض لها، دون التأثير المباشر من آراء الآخرين.
  • التوجيه الذاتي: يمكن للقراءة الصامتة أن تساعد القارئ في توجيه نفسه وتحديد أولوياته في القراءة، واختيار الموضوعات التي تلبي اهتماماته واحتياجاته الشخصية.

 

  1. القراءة الجهرية

القراءة الجهرية هي نوع من أنواع القراءة التي يتم فيها قراءة النصوص بصوت مرتفع أو بصوت مسموع للآخرين، بدلاً من قراءتها بصمت. وتتميز القراءة الجهرية بعدة جوانب:

  • التواصل: تعتبر القراءة الجهرية وسيلة للتواصل مع الآخرين، حيث يتم مشاركة المحتوى القرائي بصوت مسموع، مما يمكّن القارئ من مشاركة الأفكار والمعلومات مع الآخرين بشكل مباشر.
  • التأثير: قد يكون للقراءة الجهرية تأثير كبير على المستمعين، حيث يمكن للقارئ أن يوجه الانتباه ويؤثر في المشاعر والأفكار لدى الآخرين من خلال قراءة النصوص بطريقة مؤثرة.
  • التعلم: يمكن للقراءة الجهرية أن تساعد في عملية التعلم، خاصة عندما يتم تبادل المعرفة والمفاهيم بين الأفراد بصوت مسموع، مما يسهم في تحفيز الحوار وتبادل الآراء والتفكير النقدي.
  • تحسين مهارات اللغة: من خلال القراءة الجهرية، يمكن للأفراد تحسين مهارات اللغة النطقية والتواصل، حيث يتعرفون على تركيبات الجمل ونطق الكلمات بشكل صحيح من خلال الاستماع للنصوص.
  • تعزيز الثقة بالنفس: يمكن للقراءة الجهرية أن تعزز الثقة بالنفس لدى القارئ، حيث يتمكن من التعبير بثقة عن الأفكار والمعتقدات وتقديم الآراء بوضوح وثقة.

 

عرض المقال معلومات عن أنواع القراءة ومميزات كل واحدة منها، وبهذه الطريقة فإن فهم أنواع القراءة المختلفة وميزات كلٍ منها يمكن أن يساعد الأفراد على تحديد الأسلوب المناسب والمفيد لغرض القراءة الذي يرغبون في تحقيقه.