11-مارس-2024
أنواع التعلم النشط

من أنواع التعلم النشط التعلم بالعصف الذهني الذي يشجع على التفكير والإبداع

في عالم يتغير بسرعة وتتطور التكنولوجيا والمعرفة بشكل مستمر يصبح التعلم النشط أحد الأساليب الحديثة والفعّالة في عملية التعليم والتعلم. إنها منهجية تعتمد على مشاركة الطلاب بنشاط في عملية الاكتساب المعرفي، حيث يكونون شركاء في بناء معرفتهم وفهمهم للموضوعات. ويُعتبر التعلم النشط مغامرة مثيرة، تمنح الطلاب الفرصة لاكتشاف العالم من حولهم بأنفسهم، واستكشاف المفاهيم بطرق مبتكرة وملهمة. 

تعتمد هذه المنهجية على تفعيل دور الطالب كمبدع وباحث، حيث يتعلم من خلال التجربة والتفاعل والتعاون مع زملائه ومعلميه. من خلال هذه المقدمة سنستكشف عالم التعلم النشط وأهميته في صقل مهارات الطلاب وتحفيزهم للتعلم المستمر والمستقل.

 

يشجع التعلم بالمشاركة والمناقشة على التعاون بين الطلاب، حيث يتعاونون معًا في فهم المواد الدراسية وحل المشكلات.

 

ما هي أنواع التعلم النشط؟

هنالك عدة أنواع من التعلم النشط التي تستخدم في العملية التعليمية وتشجع على مشاركة الطلاب بنشاط في تكوين المعرفة وفهم الموضوعات وتفعيل دور الطلاب وتعزيز مشاركتهم وتفاعلهم في عملية التعلم. ومن بين أهم أنواع التعلم النشط:

  1. التعلم بالمشاركة والمناقشة

التعلم بالمشاركة والمناقشة هو نوع من أنواع التعلم النشط يركز على مشاركة الطلاب في عملية التعلم وتفاعلهم مع المواد الدراسية وبعضهم البعض ومع المعلم. ويتميز هذا النوع من التعلم بالتفاعل الفعّال والحوار المفتوح والمشاركة النشطة للطلاب في عملية بناء المعرفة. وتتضمن عناصر التعلم بالمشاركة والمناقشة ما يلي:

  • الحوار والمناقشة: يشجع هذا النوع من التعلم على إجراء مناقشات مفتوحة وحوارات بناءة بين الطلاب ومعلميهم. ويتم خلال هذه الحوارات استكشاف الأفكار وتبادل وجهات النظر وتوجيه الأسئلة والتحليل النقدي للمواضيع.
  • التعاون والتفاعل: يشجع التعلم بالمشاركة والمناقشة على التعاون بين الطلاب، حيث يتعاونون معًا في فهم المواد الدراسية وحل المشكلات واكتساب المهارات.
  • التفكير النقدي: يعزز هذا النوع من التعلم تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، حيث يتم تحليل المواد الدراسية وتقييمها بشكل منطقي ونقدي.
  • التفاعل مع المحتوى: يشجع هذا النوع من التعلم الطلاب على التفاعل المباشر مع المواد الدراسية، سواء كان ذلك من خلال قراءة، أو مشاهدة، أو تجارب عملية.
  • التعلم الذاتي: يشجع التعلم بالمشاركة والمناقشة الطلاب على تحمل المسؤولية عن عملية تعلمهم وتوجيهها، مما يعزز التعلم الذاتي والاستقلالية.

 

  1. التعلم بالتجربة والتجارب العملية

التعلم بالتجربة والتجارب العملية هو نوع من أنواع التعلم النشط الذي يركز على تجربة الطلاب للمفاهيم والمعارف من خلال القيام بأنشطة عملية وتجارب مباشرة. ويهدف هذا النوع من التعلم إلى تعزيز فهم الطلاب وتطبيق ما يتعلمونه في الواقع وتحويل المفاهيم النظرية إلى تجارب عملية قابلة للتطبيق. وتتضمن عناصر التعلم بالتجربة والتجارب العملية ما يلي:

  • تجربة المفاهيم: يتضمن هذا النوع من التعلم استخدام الطلاب للتجارب والأنشطة العملية لاكتساب المعرفة وفهم المفاهيم.
  • التفاعل المباشر: يتيح للطلاب التفاعل المباشر مع المواد التعليمية والمفاهيم من خلال التجارب والأنشطة العملية.
  • تطبيق المعرفة: يساعد الطلاب في تطبيق المفاهيم النظرية التي تعلموها في الواقع وفي سياقات عملية.
  • تعزيز التفكير النقدي: يشجع الطلاب على التفكير النقدي وتقييم النتائج، وتحليل المعلومات التي يجمعونها من التجارب.
  • تحفيز المشاركة: يشجع التعلم بالتجربة على مشاركة الطلاب في عمليات التخطيط والتنفيذ والتقييم للتجارب التعليمية.
  • تعزيز التعلم الذاتي: يشجع الطلاب على البحث والتفكير والاستقصاء لاكتشاف المعرفة بأنفسهم من خلال التجارب العملية.
  • تطوير المهارات العملية: يساعد في تطوير مهارات الطلاب العملية مثل التفكير التصميمي، وحل المشكلات والتعاون.
  • تحفيز الإبداع: يشجع التعلم بالتجربة على الإبداع والابتكار من خلال تجارب مبتكرة وممتعة.

 

  1. التعلم بالتعاون والتعلم الجماعي

التعلم بالتعاون والتعلم الجماعي هو نوع من أنواع التعلم النشط الذي يركز على تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض وتبادل المعرفة والخبرات في سياق التعلم ضمن مجموعات كبيرة أو صغيرة. يهدف هذا النوع من التعلم إلى تعزيز التفاعل الاجتماعي وبناء المهارات الاجتماعية لدى الطلاب، بالإضافة إلى تحقيق أهداف التعلم المعرفي. ويتضمن التعلم بالتعاون مجموعة من الخصائص والعمليات، ومنها:

  • تبادل المعرفة والخبرات: يتيح هذا النوع من التعلم للطلاب فرصة مشاركة المعرفة والخبرات بين بعضهم البعض، مما يساهم في إثراء تجربة التعلم وزيادة فهم الموضوعات.
  • التعلم من بعضهم البعض: يتيح التعلم الجماعي للطلاب فرصة الاستفادة من تجارب بعضهم البعض، ويعزز التواصل والتفاعل الإيجابي بينهم.
  • تطوير المهارات الاجتماعية: يعمل التعلم بالتعاون على تطوير مهارات التواصل والتعاون وحل المشكلات الجماعية، مما يساهم في بناء قدرات الطلاب على التفاعل مع الآخرين بشكل فعّال.
  • تحفيز الاندماج الاجتماعي: يعزز التعلم الجماعي الشعور بالانتماء والاندماج في المجتمع الصفي والمجموعة التعليمية، ويعمل على تعزيز الروح الجماعية والتعاونية بين الطلاب.
  • تعزيز التفكير النقدي: يشجع التعلم الجماعي الطلاب على تبادل ومناقشة الآراء والأفكار، مما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي.
  • تحفيز الإبداع والتفكير الإبداعي: يشجع التعلم الجماعي الطلاب على استكشاف وتطوير أفكار جديدة وحلول مبتكرة للمشكلات، مما يعزز الإبداع والتفكير الإبداعي لدى الطلاب.

يتمحور هذا النوع من التعلم حول توجيه الطلاب لاكتشاف المعرفة وفهمها من خلال البحث والاستقصاء والاستكشاف المستقل.

  1. التعلم بالاكتشاف والاستقصاء

التعلم بالاكتشاف والاستقصاء هو نوع من أنواع التعلم النشط التي تشجع على اكتشاف الطلاب واكتشاف المفاهيم والمعارف بأنفسهم سواء من خلال البحث في الإنترنت أو القراءة أو إجراء التجارب. ويتمحور هذا النوع من التعلم حول توجيه الطلاب لاكتشاف المعرفة وفهمها من خلال البحث والاستقصاء والاستكشاف المستقل.وهنالك عدة جوانب تميز التعلم بالاكتشاف والاستقصاء:

  • البحث الفعّال: يشجع التعلم بالاكتشاف والاستقصاء الطلاب على البحث الفعّال وجمع المعلومات من مصادر متعددة مثل الكتب والمقالات والإنترنت.
  • التفكير النقدي: يتطلب التعلم بالاكتشاف والاستقصاء من الطلاب التفكير النقدي في تحليل المعلومات وتقييمها وتطبيقها على سياق معين.
  • الاستقلالية: يشجع هذا النوع من التعلم الطلاب على التفكير والعمل بشكل مستقل، مما يساعدهم على تطوير مهارات الاستقلالية والتفكير الذاتي.
  • تحفيز الفضول والإبداع: يعزز التعلم بالاكتشاف والاستقصاء الفضول والاستكشاف لدى الطلاب، مما يحفزهم على الابتكار والتجريب واكتشاف أفكار جديدة.
  • تطبيق النتائج: يساعد التعلم بالاكتشاف والاستقصاء الطلاب على تطبيق النتائج والمعرفة التي اكتسبوها على مشكلات ومواقف حقيقية في حياتهم اليومية.

 

  1. التعلم بالتدريب والممارسة المستمرة

التعلم بالتدريب والممارسة المستمرة هو نوع من أنواع التعلم النشط التي تركز على تطوير المهارات والقدرات من خلال التدريب المستمر والممارسة المتكررة. ويتضمن هذا النوع من التعلم الاستمرار في تطبيق المفاهيم والمهارات المكتسبة على مدى فترة طويلة من الزمن لتحقيق التحسين والتطوير المستمر. ويتضمن التعلم بالتدريب والممارسة مجموعة من الخصائص والعمليات، ومنها:

  • تطوير المهارات: يتيح التعلم بالتدريب والممارسة المستمرة للطلاب فرصة تطوير مجموعة متنوعة من المهارات، سواء كانت مهارات عملية مثل المهارات الحرفية أو المهارات العقلية مثل التفكير النقدي وحل المشكلات.
  • تعزيز الاستمرارية: يساعد هذا النوع من التعلم على تعزيز الاستمرارية في التحسين وتطوير المستوى الفردي والمجتمعي للطلاب عبر الزمن.
  • التكرار والتثبيت: من خلال ممارسة المهارات والمفاهيم بشكل مستمر، يتم تعزيز التثبيت العقلي وتعزيز الفهم العميق للمواد التعليمية.
  • تحسين الأداء: يسمح التدريب والممارسة المستمرة بتحسين أداء الطلاب بشكل مستمر عبر الزمن، مما يساهم في تطوير مستواهم الشخصي والأكاديمي.
  • تعزيز الثقة: يساعد هذا النوع من التعلم على بناء الثقة لدى الطلاب في مهاراتهم وقدراتهم، حيث يكتسبون الخبرة والاستقلالية في تنفيذ المهام وحل المشكلات.

 

  1. التعلم بالعصف الذهني

العصف الذهني هو نوع من أنواع التعلم النشط الفعالة والتي تشجع على التفكير الإبداعي والابتكار من خلال توليد الأفكار بشكل سريع وغير منظم. يتميز العصف الذهني بتشجيع الطلاب على التفكير الخلاق والاستفادة من قدراتهم العقلية بشكل كامل. ويتضمن التعلم بالعصف الذهني مجموعة من الخصائص والعمليات، ومنها:

  • توليد الأفكار بحرية: يشجع العصف الذهني على توليد الأفكار بحرية دون قيود أو تقييدات، حيث يتم التفكير في كل الخيارات الممكنة دون حجب أو تقييد للأفكار.
  • التفكير الإبداعي: يعتمد العصف الذهني على التفكير الإبداعى والخلاق، حيث يتم تشجيع الطلاب على اقتراح الحلول والأفكار الجديدة والمبتكرة للمشكلات المطروحة.
  • جلسات جماعية: يتم تطبيق العصف الذهني عادة في جلسات جماعية، حيث يشارك الطلاب بحرية في مناقشة الموضوعات وتبادل الأفكار والآراء.
  • تنوع الأفكار: يهدف العصف الذهني إلى توليد مجموعة متنوعة من الأفكار، وذلك من خلال دعم التفكير المتعدد الأبعاد واستكشاف كل الجوانب الممكنة للموضوع المطروح.
  • تحليل واختيار الأفكار: بعد توليد الأفكار، يتم تحليلها ومناقشتها لاختيار الحلول الأكثر فعالية ومناسبة للمشكلة المطروحة.
  • التطبيق العملي: يتم تطبيق الأفكار المنتخبة عمليًا لاختبار كفاءتها ومدى فاعليتها في حل المشكلة المطروحة.

 

عرض المقال معلومات عن أنواع التعلم النشط وقدمنا شرحًا لكل نوع منها بشيء من التفصيل. بدأنا بالتعلم بالمشاركة والمناقشة، والذي يشجع على التفاعل وتبادل الآراء بين الطلاب. ثم تحدثنا عن التعلم بالتجربة والتجارب العملية، الذي يركز على تجربة الطلاب للمفاهيم من خلال الأنشطة العملية، والتعلم بالعصف الذهني، وغيرها.