23-فبراير-2017

تمتاز كمبوديا بأماكن للاسترخاء مخصصة للمتقاعدين (Getty)

إذا كنت متقاعدًا أو تستعد للتقاعد، فهناك وجهات مثيرة يمكن التوجه إليها للاسترخاء والراحة بشكل دائم. حيث إنك خصصت الكثير من الوقت للعمل أما اليوم فقد حان الوقت للاستمتاع. لا تهدر سنوات التقاعد بالقيام بزيارات اجتماعية أو ممارسة بعض الأنشطة التي ستجعلك تشعر بالتقدم في السن بسبب افتقادك أجواء العمل، أكثر من استمتاعك بالنشاط نفسه. وهنا 5 وجهات يمكن اللجوء إليها. واللافت أن هذه الدول الخمس تمتاز بمستوى عال من الرعاية الصحية في ظل تمتعها أيضًا بطبيعة خلابة ومناخ مشمس جميل.

إذا كنت متقاعدًا أو تستعد للتقاعد في هذا التقرير 5 وجهات تمتاز بمستوى عال من الرعاية الصحية وطبيعة خلابة

1- كولومبيا

اقترن اسم هذه البلد طوال أعوام بالكارتيلات وحروب الشوارع، مما أساء إلى سمعتها. إنما في الواقع، تنعم كولومبيا بأشعة الشمس مدة 12 ساعة يوميًا على مدار السنة، وذلك بفضل موقعها القريب من خط الاستواء. شيدت مدن هذه البلاد وبلداتها وفق ما يعرف بالطراز الاستعماري. كما تحتوي على سلاسل جبلية خلابة وشواطئ مذهلة. هذا ما يدفع بالكثيرين إلى تمضية سنوات التقاعد في تلك الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية. هواة المغامرة، سيجدون زادًا وفيرًا إذ يمكنهم تسلق الجبال والغوص في كولومبيا، بفعل كثرة الجبال التي تكسو الثلوج قممها، بالإضافة إلى أن البلاد تتميز بأحد أكبر الحواجز المرجانية في العالم وذلك قبالة جزيرتي سان أندريس وبروفيدنسيا.

فضلًا عن ذلك، فقد ولّت حقبة العنف المسلح التي شهدتها كولومبيا خلال ثمانينيات القرن الماضي، في فترة نشاط تاجر المخدرات الشهير بابلو إسكوبار. وفي تلك الفترة، كانت ميديين، ثاني أكبر المدن الكولومبية، موصومةً بأعمال العنف، إلى حد أنها عُرفت في عام 1991 باسم "عاصمة جرائم القتل في العالم". أما الآن، فغالبًا ما يُشار إليها باسم "المعجزة"، ووصفتها مجلة "إيكونوميست" أنها "نموذجٌ لعمليات التطوير في المناطق الحضرية"، وذلك بفضل ما تحظى به من منظومة قطارات مترو تسير فوق سطح الأرض للربط بين أحيائها دون أن تسبب أي تلوث، بجانب ما تحتوي عليه من متنزهات أُعيد تجديدها، إضافةً إلى برنامج ضخم تنفذه الحكومة لإعادة البناء فيها.

اقرأ/ي أيضًا: هذه الأشياء..تجنب أخذها معك في السفر

2 - كمبوديا

اقترن اسمها بحكم نظام الخمير الحمر، الذي ساد في أواخر سبعينيات القرن الماضي، إلا أن هذه الدولة بدأت تجتذب أعدادًا هائلة من المتقاعدين، ممن تغريهم المعابد البوذية الملونة، والجزر الاستوائية، وأماكن الجذب السياحي، مثل مجمع معابد أنغكور وات، الذي يشكل أكبر صرح ديني من نوعه في العالم. يختار العديد من العمال الأجانب في كمبوديا الإقامة في عاصمتها "بنوم بنه" المفعمة بالحيوية، التي لا تزال المباني القائمة في الجزء العتيق منها تحتفظ بطرازها المعماري الذي يعود لعصر الحكم الفرنسي. لكن المدينة لا تخلو من وسائل الراحة الحديثة لسكانها وزوارها، إذ تتوافر العديد من مراكز التسوق ويسهل الحصول على الأطعمة المُعدة على الطريقة الغربية. كما تتوافر في كمبوديا العديد من النشاطات، بدءًا من التجديف على متن زوارق تمر عبر أشجار المنغروف الاستوائية في مقاطعة كوه كونغ، مرورًا باستكشاف الشلالات في مقاطعة كامبوت، وصولًا إلى مراقبة الطيور في مقاطعة "سييم ريب".

3- كوستاريكا

تتدفق العمالة الوافدة على كوستاريكا منذ عقود، بفضل المناخ المداري الذي يسود هذه الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى على مدار العام، وكذلك وجود نظام رعاية صحية متميز، وارتفاع مستوى المعيشة في أراضيها. بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يصل متوسط العمر في هذا البلد إلى 79 عاما، وهو ما يضعها على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، ويجعلها بين الدول الأفضل في هذا المضمار في أمريكا اللاتينية. لكن نقطة الجذب الأكبر بالنسبة للكثيرين تتمثل في طيبة قلب مواطني كوستاريكا البالغ عددهم نحو 4.87 مليون نسمة، ممن يعرفون بطباعهم الهادئة ونظرتهم المتفائلة للحياة.

ورغم أنه يمكن للمرء أن يجد تجمعاتٍ من العمالة الوافدة في مختلف أنحاء كوستاريكا، فإن الكثيرين من هؤلاء يفضلون الإقامة في المناطق الساحلية أو في منطقة "سنترال فالي" القريبة من العاصمة سان خوسيه، تلك المدينة التي تزهو بمطارها الدولي، وأماكن التسوق المتميزة، والمستشفيات ذات المستوى المرتفع. كما تشكل شواطئ البلاد العديدة وغاباتها الممطرة، والمماشي الموجودة في متنزهاتها الوطنية التي تحميها السلطات، نقاط جذب لهواة المشي والتنزه وعشاق الحياة البرية. وتمثل خدمات الرعاية الصحية إحدى عوامل الجذب الرئيسية لكوستاريكا في عيون المتقاعدين. فتكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة هناك أقل في أغلب الأحيان من نظيرتها في العديد من الدول الغربية، مع أن مستوى الرعاية التي يحصل عليها المرضى في هذا البلد مرتفع.

4 - ماليزيا

تتسم بشواطئها الذهبية ومياهها النقية وغاباتها الممطرة النائية، وصولًا إلى حيوية الحياة الحديثة في العاصمة كوالالمبور الحافلة بمبانيها شاهقة الارتفاع. طالما شكلت ماليزيا مقصدًا مفضلًا لهواة الغوص، ممن تستهويهم مياهها الشفافة وما تحتوي عليه من أسماك مدارية بأعداد وفيرة، بجانب تمتع هذه المياه بدرجة حرارة مغرية تبقى قريبة من مستوى 30 درجة مئوية على مدار العام. بإمكان المتقاعدين الحصول على حق الإقامة بسهولة نسبية في ماليزيا بفضل خطة حكومية في هذا الشأن تحمل اسم "وطن ثانٍ".

تسري تأشيرة الإقامة في هذا البلد لمدة عشر سنوات، وتشمل شريك الحياة والأطفال. ويبلغ متوسط الدخل الشهري المطلوب للراغب في الحصول عليها عشرة آلاف رنغيت ماليزي على الأقل (أي نحو 2235 دولارًا). كما يمكن للمتقاعدين عادة الحصول على راتبهم التقاعدي أو مخصصات الضمان الاجتماعي الخاصة بهم دون أن يضطروا لدفع ضرائب للسلطات المحلية.

5 - نيكاراغوا

تقع في أمريكا الوسطى، وتطل سواحلها على البحر الكاريبي وشمال المحيط الهادئ. كذلك من بين المميزات التي ينعم بها المتقاعدون المقيمون في هذا البلد، غاباته الممطرة البديعة، وشواطئه الخلابة التي تمتد أميالًا، بجانب بحيراته وبراكينه الكثيرة. تتضمن الوجهات التي تحظى بالشعبية هناك بلدة "سان خوان ديل سور"، التي تشكل منتجعًا مفعمًا بالحيوية على شاطئ المحيط الهادئ. وكذلك غرنادا، وهي مدينة تاريخية شُيدت مبانيها على الطراز الاستعماري وتقبع على امتداد بحيرة نيكاراغوا.

ينجذب هواة ركوب الأمواج من المتقدمين في العمر إلى سواحل نيكاراغوا المطلة على المحيط الهادئ، والتي لا تزال توفر فرصًا لقضاء وقتٍ رائع على شواطئ غير مكتظة، برغم أنها أصبحت مزارًا لأعدادٍ متزايدةٍ من الناس في السنوات الأخيرة. أما زوار "سان خوان ديل سور" والمقيمون فيها، فبوسعهم الالتحاق بأي من المدارس الموجودة هناك لتعليم ركوب الأمواج، أو الاستفادة من الفرص المتاحة في هذه المدينة لاستئجار الألواح المستخدمة في تلك الرياضة.

اقرأ/ي أيضًا:

 ما هي أشهر الأراضي الرطبة للسياحة عالميًا؟

كيف تتجنب أمراض السفر؟