06-أبريل-2024
ما الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي؟

(freepik) يجد الواقع المعزز بشكل خاص إقبالًا واسعًا في تطبيقات عديدة

الواقع المعزز والواقع الافتراضي هما من التقنيات التي ظهرت حديثًا وأحدثت ثورة في عالم التكنولوجيا، ففي ظل التطور التكنولوجي الحديث والمتسارع، ظهرت مجموعة من التقنيات التي جعلت العالم يندهش من قوة التكنولوجيا وتأثيرها في حياتنا اليومية، ومنها هذين المفهومين الذي يخلط الكثير بين مفهوميها، بالرغم من وجود اختلافات جوهرية فيما بينهما، إلا أن كلاهما أضافا فائدة عظيمة على قطاعات مختلفة، وأحدثا تغييرًا جذريًا فيها، لذا سنناقش في هذا المقال أبرز الفروقات بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي.

 

الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي

فيما يأتي توضيح لأهم الفروقات بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي:

  1. الفرق من حيث المفهوم

فيما يأتي توضيح لمفهومي الواقع المعزز والواقع الافتراضي:

  • مفهوم الواقع المعزز

يقصد بالواقع المعزز (augmented reality (AR)) بأنه تقنية تعمل على إثراء العالم الحقيقي المحيط بالمستخدم بتجربة أو معلومات رقمية، وذلك من خلال إضافة الصور أو الصوت أو مقاطع الفيديو وغيرها من التفاصيل الافتراضية إلى حياته، إذ يهدف إلى تعزيز العالم الحقيقي من خلال السماح للعناصر الافتراضية بالتفاعل مع المستخدمين، ويمكن ذلك عبر استخدام كاميرات الهواتف الذكية، ومن أبرز الأمثلة عليه؛ فلاتر السناب شات التي تركب على وجوه المستخدمين عبر الكاميرا.

  • مفهوم الواقع الافتراضي

يقصد بالواقع الافتراضي ((Virtual reality (VR) بأنه عبارة عن تقنية يمكن من خلالها خوض المستخدم لتجربة رقمية باستخدام أدوات معينة، وذلك من خلال انغماسه في بيئة رقمية ثلاثية الأبعاد تحاكي الواقع وأبعاده الحقيقية، وتستخدم تلك التقنية أجهزة الحاسوب والرسومات المتقدمة لإضافة عمق وبعد حقيقي للصور ومقاطع الفيديو، وقد صممت تلك التقنية لاستبدال الحياة الواقعية ببيئة محاكاة تجعل المستخدم وكأنه جزءًا من البيئة الرقمية التي أنشأها الحاسوب.

وكل ما يحتاج إليه المستخدم لخوص تلك التجربة هو الأجهزة الحسية؛ كسماعات الرأس، ونظارات خاصة، وقفازات الواقع الافتراضي، والتي تحوي جميعها على أجهزة استشعار تمكن المستخدم من تجربة الواقع الافتراضي والتفاعل معه تمامًا كما هو الحال في العالم الحقيقي.

في المحاكاة شبه الكاملة للواقع الافتراضي يمكن للمستخدمين أن يكونوا في عالم افتراضي دون أي إحساس جسدي

  1. الفرق من حيث الأنواع

فيما يأتي توضيح لأبرز أنواع الواقع المعزز والواقع الافتراضي:

أنواع الواقع المعزز

يوجد نوعان رئيسيان للواقع المعزز هما:

  • الواقع المعزز القائم على علامة: يعتمد هذا النوع من الواقع المعزز على نقطة مرجعية تركز عليها تطبيقات الواقع المعزز المثبتة لدى المستخدم على هاتفه، إذ تلتقط كاميرات الهواتف المحمولة الصور المادية أو العلامات لوضع المكونات الرقمية فوقها، ويمكن أن تكون تلك العلامة كائن حي، أو جماد، أو شعار أو غيرها.
  • الواقع المعزز بدون علامة: يعد هذا النوع من الواقع المعزز أكثر تعقيدًا، فهو لا يعتمد على وجود علامة معينة، وإنما يسمح للمستخدمين بتحديد مكان وجود العناصر أو الكائنات، ومن ثم تستخدم الخوارزميات للتعرف على أنماط وألوان ومميزات المكان لتحديد ماهية تلك العناصر وتركيب الصورة الرقمية عليها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي والكاميرات والبوصلات وغيرها.

أنواع الواقع الافتراضي

يوجد 3 أنواع رئيسية للواقع الافتراضي، وفيما يأتي توضيح لكل منها:

  • المحاكاة الكاملة: وهي تجربة المحاكاة الأكثر واقعية التي يوفرها الواقع الافتراضي للمستخدم، بحيث تشمل الصوت والرؤية وتفعيل حاسة الشم في بعض الأحيان، إذ يحفز هذا النوع أكبر عدد ممكن من الحواس لخلق تجربة حقيقية للمستخدم بحيث يعيش في العالم الافتراضي كما لو كانت الأحداث التي تجري من حوله حقيقية، ومن الأمثلة عليها؛ الألعاب الإلكترونية الافتراضية التي تتضمن تفاعل المتنافسين مع بعضهم البعض في بيئة افتراضية.
  • المحاكاة شبه الكاملة: وهي تجربة محاكاة تعتمد جزئيًا على الواقع الافتراضي، بحيث يسمح للمستخدم بالتجوال في البيئة الافتراضية دون الاتصال بعناصرها المحيطة، ودون تفاعل جسدي وذلك من خلال استخدام نظارات الواقع الافتراضي، إذ يمكن للمستخدمين أن يكونوا في عالم افتراضي دون أي إحساس جسدي، وتعتمد تلك التقنية على أجهزة استشعار قوية وعالية الدقة ليتمكن المستخدم من عيش تجربة حقيقية، ومن الأمثلة عليها؛ أجهزة محاكاة الطيران خلال التدريب للطيارين.
  • المحاكاة غير الكاملة: وهي أحد أنواع الواقع الافتراضي الأكثر شيوعًا، والتي تعتمد على وحدة تحكم بألعاب الفيديو أو الحاسوب لخلق بيئة افتراضية بحيث يشعر المستخدمون ببيئتهم الحقيقية ويتحكمون في بيئتهم الافتراضية في الوقت ذاته دون تفاعل مباشر، ومن أبرز الأمثلة عليها؛ ألعاب الفيديو، بحيث يمكن للاعبين التحكم بالشخصيات الافتراضية دون تفاعل مباشر.

من الممكن أن يؤدي التفاعل الشديد مع تقنية الواقع المعزز التسبب بمشاكل كبيرة في مجال الرعاية الصحية؛ كمشاكل في العين والسمنة.

  1. الفرق من حيث المزايا والعيوب

فيما يأتي أبرز الفروقات بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي من حيث المزايا والعيوب:

مزايا وعيوب الواقع المعزز

فيما يأتي توضيح لمزايا الواقع المعزز:

  • تعزيز التعلم الفردي.
  • الاستخدام في مجموعة واسعة من المجالات.
  • تعزيز الابتكار والتحسين المستمر.
  • زيادة الدقة في العمل.
  • زيادة معرفة المستخدم ومعلوماته.
  • إتاحة الفرصة للناس لتبادل الخبرات فيما بينهم وعبر مسافات طويلة.
  • مساعدة المطورين على إنشاء ألعاب تقدم تجربة حقيقية للمستخدم.

أما بالنسبة إلى العيوب فهي كما يأتي:

  • التكلفة المادية العالية.
  • الافتقار إلى الخصوصية.
  • الأداء المنخفض لأجهزة الواقع المعزز.
  • من الممكن أن يسبب مشاكل تتعلق بالصحة العقلية.
  • من الممكن أن يؤدي التفاعل الشديد مع تلك التقنية التسبب بمشاكل كبيرة في مجال الرعاية الصحية؛ كمشاكل في العين والسمنة.

مزايا وعيوب الواقع الافتراضي

فيما يأتي توضيح لمزايا الواقع الافتراضي:

  • خلق بيئة تفاعلية.
  • الاستخدام في مجالات واسعة.
  • السماح للمستخدم باكتشاف العالم عبر خلق عالم واقعي.
  • جعل التعلم أكثر راحة وسهولة.

أما بالنسبة إلى العيوب فهي كما يأتي:

  • ميل الناس للعيش في الواقع الافتراضي بدلًا من العالم الحقيقي.
  • التدريب باستخدام الواقع الافتراضي لا يؤدي إلى النتيجة نفسها للتدريب في العالم الحقيقي، مما يعني أن أداء مهام معينة في عالم المحاكاة بنجاح، لا يعني النجاح بأدائها في العالم الحقيقي.

 

  1. الفرق من حيث التطبيقات

فيما يأتي أبرز تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي:

تطبيقات الواقع المعزز

  • تجارة التجزئة والإعلانات؛ عبر استخدام الواقع المعزز لعرض المنتجات بصورة ثلاثية الأبعاد لمساعدتهم على اتخاذ خيارات أفضل في الشراء.
  • السماح للمستخدمين بالذهاب في جولة في العقارات قبل شرائها، أو تصميم ديكور المنزل وملاءمة الأثاث فيه.
  • تمكين السياح من مشاهدة المعالم السياحية قبل زيارتها.
  • مساعدة السائقين على معرفة الموقع وتقديم إحصائيات حول السرعة وغيرها.
  • تطوير ألعاب ثلاثية الأبعاد.
  • الرعاية الصحية؛ عبر تدريب العاملين فيه على تشخيص المرضى ومراقبة الحالات الصحية الحرجة.
  • الهندسة المعمارية والتصميم الحضري، من خلال مساعدة المستخدم على تصور المشروع قبل بنائه.

تطبيقات الواقع الافتراضي

  • الترفيه؛ عبر ألعاب الفيديو، ومشاهدة الحفلات الافتراضية، ومحاكاة السفر، ومشاهدة الأفلام.
  • التسويق والإعلان الرقمي؛ عبر التصوير التفاعلي ثلاثي الأبعاد وعالي الدقة.
  • الاجتماعات الافتراضية؛ الأمر الذي يساعد الموظفين على اللقاء والتعاون عن بعد.

 

  1. فروقات أخرى

فيما يأتي أبرز الفروقات الأخرى بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي:

من حيث

الواقع المعزز

الواقع الافتراضي

الاتصال بالإنترنت

يتطلب اتصالًا بالإنترنت بسرعة تصل إلى 100 ميجابايت في الثانية

يتطلب اتصالًا بالإنترنت بسرعة تصل إلى 50 ميجابايت في الثانية

المحاكاة الافتراضية

25% عالم افتراضي، و75% عالم حقيقي

75% عالم افتراضي، و25% عالم حقيقي

الحاجة إلى معدات خاصة

لا يوجد حاجة إلى معدات خاصة باستثناء كاميرا الهاتف المحمول

بحاجة إلى أجهزة خاصة؛ كسماعات للرأس وقفازات ونظارات افتراضية وغيرها

التحكم في الحواس

لدى المستخدم القدرة على التحكم بحواسه في العالم الحقيقي

حواس المستخدم تحت سيطرة النظام الافتراضي
 

 

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن كل من الواقع المعزز والواقع الافتراضي من التقنيات المتخصصة في الوقت الحاضر والتي سيكون لها مستقبل مثير للإعجاب لاحقًا، فمع ازدياد الاهتمام بألعاب الفيديو المبتكرة وأدوات الملاحة وغيرها من التطبيقات، أصبح المستهلكون على استعداد لتجربة التطبيقات المستقبلية لتلك التقنيات، إذ يجد الواقع المعزز بشكل خاص إقبالًا واسعًا في تطبيقات عديدة ابتداء من التصميم وحتى الصيانة والرعاية الصحية وغيرها.