16-أبريل-2019

سيران إبراهيم/ العراق

الخاتم ذو الحجر الفيروزي، يكون لي هذه المرة، تُدحرجه بمكر رجلٍ مُحِب على لهفة عينيّ، هذا شيءٌ منكَ أضعه كل يوم.

والنافذة تكاد تكون شحيحة بإظهار الانعكاس عليها، كيف يحدث هذا؟ كوب الشاي المزخرف يظهر بوضوح وكذلك ألوان الأقلام وحركة اليدين، أما الوجه فتختفي ملامحه على ذات النافذة.. أنّى الإنصاف في هذا؟

تُهديني انعكاسًا على النافذة وحيرة... وانتظارًا.

إنّ في قلبي ركنًا يتعلم الشعور فيه ترتيل الأُحجيات كعبادة، يفكك كلماتها ثم يركبها أو يُعيد ترتيبها، فتروقه قشعريرة الإرباك التي تخلفها، وهو في حاله تلك يهذي ليلًا، ساعة بعد أخرى، يغافل عينيه عن فخ النعاس، آملًا في لحظة أملٍ أخرى.

أُعيد ذات السؤال ألف مرة، وعند الظهيرة أمحوه من حساباتي، كأنني لم أسأل قط. الوجوه المُخبأة وراء وردة أو بحر ومضيق ما عاد الفضول يقودني للكشف عنها. أنا هنا، أؤكد للعالم تواجدي في مركزه، تعجبني المكانة والمكان.

أما الانعكاس المُبعثر فقد انتقل هذه المرة من النافذة إلى سطح الشاي، وجهٌ مسطح مُخبأ وراء تماوج المشروب المُحلى؛ لا زالت اليدان تظهران بوضوح، كذلك حركة الأصابع السريعة وهي تكتب شيئًا ما، تتباطأ الآن قليلًا ثم تعود لسرعتها الأولى كأنما تسابق لحظة شرود عابرة قد تفر بحمولة الشعور والكلمة.

خيالات الوجه تعاتبني: "أنسيتِ الذي كان بيننا؟،" الوفاء عبء من يحمله عني هذه الليلة؟

لا أحد! وأبقى أنا في مواجهة السؤال الخبيث، فيتطهر قلبي من إثمه بالحزن.

إن في قلبي ركنًا قد أعد لأصناف الشعور مُتكأً فإذا ما نزل أحدهم عنده، أجزلَ بلا تردد في صنوف الضيافة.

الخاتم ذو الحجر الفيروزي، أضعه زينة في إصبع الشاهد، أتمعن التواءةَ المعدن كحية تلتف ساق نبتة، أما نقشه: فرسم شجرة غير مكتملة، أغصانها متباعدة لا رابط بينها سوى: الفراغ وفي عيني شيء منه،

فلتُجبني أيها السؤال الخبيث: لِمَن الخاتم هذه المرة... للزينة أم للذاكرة؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

حيث يبيت الغريب

أرجعَ الزبونُ لي كذبتي

دلالات: