15-أبريل-2019

بطرس المعري/ سوريا

كنا نفرح

ونحن نلهو على أسطح البيوت

أو أسطح الخانات القديمة

كلما أسقطنا حجرًا

على رؤوس المارة..

أو وردة أمام العائدات

من الحصاد..

ونفرح أكثر كلما أجبرنا حمارًا

على تسلق أدراج البازلت معنا

كنا نفرح

ونحن نرى المارة يهربون

من شقاوتنا

وحجارتنا..

أولئك الذين نكرههم

أولئك الذين يطردوننا

من حلقات الدبكة..

أولئك الذين ينهروننا أو ربما يرفعوننا عنوة عن المناسف

في الأعراس

أولئك الذين يمنعوننا من التقاط الكراميل والنقود عن الأرض..

أولئك الذين يحصون أنفاسنا

في اللعب بباحة المدرسة

أولئك الذين يمنعوننا من الحديث عن الحب أو الهواء

وأولئك الذين صرنا نكرههم

 دونما سبب حتى نتوازن..

كنت مميزًا برمي الجمرات على أباليس القرية..

 

هذا وأعترف لكم

 أني كنت أهدأ أبناء حارتي

أشاطر زارعي البطيخ

كل شيء

حيث أبيت كالغريب في عرائشهم

عندما يعودون إلى قراهم

أو مخيماتهم..

 

كنا نفرح أيما فرح

وها نحن نفرح اليوم أيضًا كلما هرب إبليس أو سقط طاغية..

يا أصدقائي الأحياء

هل العدم عراب الحرية؟

يا أصدقائي الذين ماتوا 

إنهم يتساقطون 

كبطيخ كسرناه في الليل

على الطرقات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرجعَ الزبونُ لي كذبتي

أول درس عن الحب

دلالات: