20-أبريل-2024
أهمية الألعاب الصغيرة

(freepik) يجب توفير الألعاب المختلفة للأطفال وفقًا لأعمارهم

أهمية الألعاب الصغيرة بالغة في تطوير المهارات الحركية والاجتماعية والعقلية لدى الأطفال الذين يزيد أعمارهم عن العام، ويقصد بالألعاب الصغيرة بأنها الألعاب البسيطة والمرنة والتي تتميز بسهولة التنظيم والأداء وإضفاء جو من المرح للأطفال وعائلاتهم، ويتميز هذا النوع من الألعاب بأنها من الألعاب المسلية والتي تضفي جوًا أسريًا حميمًا يساهم في تعزيز الذكاء الاجتماعي لدى الطفل، إذ يجب توفير الألعاب المختلفة للأطفال وفقًا لأعمارهم والتي تساهم بدورها في تنمية مهاراتهم الإدراكية والسلوكية، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول أهمية الألعاب الصغيرة في تطوير مهارات الأطفال.

التعرض لأشعة الشمس خلال ممارسة تلك الألعاب يساعد على إنتاج فيتامين د المفيد لتقوية عظام الأطفال ونموها

 

أهمية الألعاب الصغيرة

لا تساعد الألعاب الصغيرة على تنمية النشاط البدني للأطفال وحسب، وإنما تلعب دورًا هامًا في التأثير الإيجابي على الصحة العقلية لهم، وفيما يأتي تفاصيل حول أهمية الألعاب الصغيرة للأطفال:

  1. تنمية الصحة واللياقة البدنية

في العصر الحالي الذي يمتلئ بالألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي، يقضي الأطفال وقتًا أطول داخل المنازل ملتصقين بالشاشات، ويعيشون أنماط حياة خاملة، وبالتالي فإن الألعاب الصغيرة في الهواء الطلق؛ كالجري والقفز وغيرها توفر بديلًا منعشًا لهم عن الألعاب الإلكترونية، بحيث تنمي من لياقتهم البدنية وتعزز نشاطهم الحركي، فسواء كانت اللعبة غميضة أو لعبة الحجلة أو غيرها من الألعاب الصغيرة التقليدية، فبالتأكيد ستساعد على تطوير المهارات الحركية لدى الأطفال.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الألعاب الصغيرة تساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنهم تزيد من قوة العضلات وقدرتها على التحمل، وتعزز اللياقة البدنية بشكل عام، فالجري والقفز والتسلق والرماية جميعها حركات أساسية يمكن تطويرها لدى الأطفال من خلال هذا النوع من الألعاب، كما أن التعرض لأشعة الشمس خلال ممارسة تلك الألعاب يساعد على إنتاج فيتامين د المفيد لتقوية عظام الأطفال ونموها، وبالتالي تبرز أهمية الألعاب الصغيرة في هذا الجانب بشكل كبير.

  1. تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي والعمل الجماعي

من أهمية الألعاب الصغيرة الجماعية أنها تساعد على تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وتعزيز مفاهيم العمل الجماعي لدى الأطفال، إذ تتطلب العديد من الألعاب الصغيرة عدة لاعبين، الأمر الذي يخلق للأطفال فرصًا للتفاعل مع الآخرين والعمل معهم بشكل جماعي، وبالتالي فهي تعزز المهارات الاجتماعية الأساسية؛ كالتواصل، والتعاون، وحل المشكلات وغيرها، كما يتعلم الأطفال من خلالها كيفية تبادل الأدوار واتباع القواعد والتفاوض وحل النزاعات.

كما يمكن للأطفال من خلال هذا النوع من الألعاب الصغيرة تطوير قدراتهم على العمل كفريق، ووضع الاستراتيجيات اللازمة للعبة، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات بشكل جماعي، كما أنهم يتعلمون كيفية اللعب دون خداع، والتعاطف مع الآخرين واحترامهم، مما يساعدهم على بناء علاقات قوية سواء في مرحلة الطفولة أو في وقت لاحق من حياتهم.

توفر الألعاب خاصة الخارجية منها فرصة للأطفال لمواجهة العديد من التحديات، مما يساعدهم على تطوير مهارة حل المشكلات

  1. تنمية المهارات الفكرية

من أهمية الألعاب الصغيرة أنها تساهم في تنمية المهارات الفكرية والمعرفية لدى الأطفال، فعندما ينخرط الأطفال باللعب مع الآخرين سواء في الهواء الطلق أو مع العائلة في المنزل باستخدام الألعاب البسيطة والتقليدية، فإن ذلك يساعدهم على تطوير مهارات معرفية وفكرية عديدة، ومن أبرزها ما يأتي:

  • مهارة حل المشكلات:

توفر الألعاب الصغيرة خاصة الخارجية منها فرصة للأطفال لمواجهة العديد من التحديات، مما يساعدهم على تطوير مهارة حل المشكلات، سواء أكان الأمر يتعلق بكيفية حل لغز في لعبة، أو التخلص من عقبة ما بهدف الفوز، أو من خلال وضع استراتيجية للفوز باللعبة، أو إيجاد طرق مبتكرة للاستفادة من البيئة المحيطة في اللعب، فكل ذلك يساعد الأطفال على تطوير عقولهم للتغلب على العقبات وحل المشكلات التي تواجههم.

  • الإبداع:

لا شك بأن من أهمية الألعاب الصغيرة تعزيز الإبداع لدى الأطفال، إذ إنها تساعدهم على استخدام مخيلتهم بشكل كبير، بحيث يمكنهم اكتشاف سيناريوهات مختلفة وتجربة أفكار جديدة دون التقيد بالقواعد الخاصة بالأنشطة المنظمة والصعبة.

  • التركيز والانتباه:

تساعد الألعاب الصغيرة على تحسين قدرة الأطفال على التركيز والانتباه، إذ إنهم سيكونون بحاجة إلى البقاء يقظين ومدركين لما يحيط بهم، كما أنهم يحتاجون إلى تذكر القواعد واتباعها، الأمر الذي سيساعدهم على تحسين انتباههم وتركيزهم، وهو ما سيكون مفيدًا لهم في المراحل الدراسية المختلفة.

من أهمية الألعاب الصغيرة لدى الأطفال تنمية احترامهم لذواتهم، فعندما يشاركون في الألعاب، فإنهم يطورون شعورًا بالفخر والإنجاز عند فوزهم

  1. تخفيف التوتر

إن من أهمية الألعاب الصغيرة تخفيف التوتر وتحسين المزاج العام للأطفال، إذ إن مشاركة الآخرين وخاصة العائلة بالألعاب المختلفة سواء أكانت في المنزل أو في الهواء الطلق له تأثير كبير على الصحة العاطفية للأطفال، خاصة الأنشطة الحركية التي ستكون منفذًا لإطلاق طاقاتهم الكامنة وتقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية لهم، إذ توفر لهم إحساسًا بالحرية وهو أمر يمكن أن يكون مهدئًا وعلاجيًا لهم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الألعاب الصغيرة الخارجية تساعد على تعزيز الشعور بالإنجاز والثقة بالنفس، سواء أكان ذلك من خلال الفوز في سباق أو إكمال مسار لعبة مليء بالتحديات، فإن الأطفال بذلك يكتسبون شعورًا بالإنجاز يعزز احترامهم لذاتهم، وبالتالي سيساهم ذلك في رفاهيتهم العاطفية ومرونتهم في التعامل مع عوامل الضغط التي سيتعرضون لها في المستقبل.

  1. التواصل مع الطبيعة

في الوقت الحالي الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، أصبح الأطفال بمعزل كبير عن الطبيعة، وهنا تظهر أهمية الألعاب الصغيرة في البيئات الخارجية باعتبارها فرصة رائعة للأطفال لإعادة التواصل مع الطبيعة، إذ يمكنهم اللعب في المتنزهات والغابات والمساحات المفتوحة، وبالتالي فإنه من خلال تفاعلهم مع الطبيعة، سيتطور لديهم شعورًا بحبها والحرص على حمايتها، كما أن تعلمهم عن النباتات والحيوانات والنظم البيئية المختلفة سيساهم في تعزيز ارتباطهم بالطبيعة مما يؤثر على صحتهم العقلية والعاطفية والنفسية.

  1. تعزيز التعاطف

إن من أهمية الألعاب الصغيرة تعزيز التعاطف والذكاء العاطفي لدى الأطفال، فسواء أكانوا يلعبون مع أصدقائهم أو زملائهم في المدرسة، أو يلعبون مع أفراد عائلتهم، فإنه سيتطور لديهم القدرة على التعاطف مع الآخرين وفهم مشاعرهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، كما أنه من خلال العمل مع الآخرين والتنافس بطريقة ودية معهم، سيتعلم الأطفال سبل احترام أقرانهم ورؤية الأمور من وجهة نظر الآخرين، كما أنهم سيكونون قادرين على التعامل مع العواقب العاطفية التي تواجههم بكفاءة، وذلك من خلال تقبل الخسارة، ومساعدة الأصدقاء على التعامل مع الخسارة، وأن يكونوا في الوقت ذاته متواضعين عند الفوز دون محاولة التكبر على الآخرين.

  1. زيادة احترام الذات

إن من أهمية الألعاب الصغيرة لدى الأطفال تنمية احترامهم لذواتهم، فعندما يشاركون في الألعاب والرياضات المختلفة، فإنهم يطورون شعورًا بالفخر والإنجاز عند فوزهم، ومع تحسين مهاراتهم وقدراتهم الحركية ولياقتهم البدنية، فإنه تزداد ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي يزيد احترامهم لذاتهم، كما أن ردود فعل الآخرين الإيجابية عند فوزهم سواء من الأبوين أو الأصدقاء يزيد من إحساسهم بقيمتهم الذاتية.
 

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى وجود أنواع كثيرة من الألعاب الصغيرة التي يمكن مشاركة الأطفال فيها ومنها؛ الألعاب التمثيلية، وألعاب الجري والسباقات، وألعاب رمي الكرات، وألعاب القوى والرشاقة، بالإضافة إلى ألعاب تدريب الحواس التي تهدف إلى زيادة دقة الملاحظة وسرعة الاستجابة لديهم، وألعاب التزلج على الجليد والبحث عن الكنز وألعاب التزحلق وغيرها العديد من الألعاب التقليدية التي تربت عليها الأجيال السابقة، والتي ساهمت بشكل كبير في تنمية مهاراتهم الفكرية والعقلية وقدراتهم العقلية.