12-ديسمبر-2020

تسمية 2020 على غلاف مجلة تايم

وقع اختيار مجلة "تايم" لشخصية العام على غلافها هذه السنة على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. ولأول مرة في تاريخ تقليد المجلة السنوي يظهر الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب معًا على غلاف شخصية العام في مجلة "تايم". ويذكر أن هاريس هي أول نائب رئيس منتخب يحصل على لقب شخصية العام، وأيضًا أول امرأة وأول أمريكي من أصول آسيوية يشغل منصب نائب الرئيس.

تمنح مجلة تايم تسمية "شخصية العام" لشخصيات أثرت في مسار أحداث العالم، سواء بشكل إيجابي أو سلبي

وشخصية العام هو تقليد يظهر في عدد سنوي لمجلة التايم الأمريكية. إذ يعرض ملف تعريفي لشخص أو مجموعة أو فكرة، وما فعلته أكثر من غيرها للتأثير على "أحداث العام". ويحتوي العدد أيضًا على استطلاع للقراء حول من يرغبون بتسميته كشخصية للعام، لكن هذا الاستطلاع ليس له أي تأثير على تحديد واختيار الشخصية.

اقرأ/ي أيضًا: رفع الدعم عن الطحين يشعل مواقع التواصل في لبنان.. هكذا سخر المغردون

بدأ تقليد اختيار "رجل العام" في عام 1927، حيث نشأت الفكرة من قبل هيئة تحرير المجلة آنذاك، وأيضًا كانت محاولة لمعالجة الإحراج التحريري في وقت سابق من ذلك العام بسبب عدم وجود الطيار تشارلز ليندبيرغ على غلاف المجلة بعد رحلته التاريخية عبر المحيط الأطلسي. وبحلول نهاية العام، تقرر أن تخدم قصة الغلاف التي يظهر فيها ليندبيرغ باعتباره "رجل العام" كلا الغرضين واستمر هذا التقليد حتى اليوم.

 وفي كل سنة تجتمع هيئة تحرير المجلة لوضع الترشيحات لهذا الاختيار، من ثم يتم نقاشها على ضوء الأحداث العالمية في السنة المحددة وكيف تركت كل شخصية مرشحة بصمتها في صياغة الأحداث. وفي السنوات الأخيرة بدأت المجلة باختيار شخصيات وجماعات وفرق في مجالات أوسع كالاقتصاد والفن والرياضة والخدمة العامة وغيرها ممن لديهم رؤية ويؤثرون على الملايين من البشر.

ليس بالضرورة أن يعني هذا اللقب تشريفًا لصاحبه أو لأفعال إنسانية عابرة للبشرية، فاللقب يمنح لشخصيات أثرت في العالم سواء بطريقة صالحة أو سيئة. وعلى سبيل المثال فلقب شخصية العام قد حظي به أسامة بن لادن والخميني ونشرت صورهم على غلاف المجلة. وفي المقابل اختارت مجلة "تايم" عام 2019 الفتاة السويدية "غريتا ثانبيرغ" المولودة عام 2003 تحت شعار "قوة الشباب" ونظرًا للدور الذي لعبته في قضية المناخ.

كما يعد اختيار  شخصية عام 2020 حدثًا فارقًا في تقليد يمتد لتسعة عقود تقريبًا، نظرًا لتسمية الرئيس المنتخب كشخصية العام بالاشتراك مع نائبته. وكان الرئيس "فرانكلين ديلانو روزفلت" أول رئيس يحصل على لقب شخصية العام، عندما اختارته المجلة عام 1932 لرؤيته الاقتصادية الجديدة لإخراج أمريكا من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي عصفت بها حينها. ويذكر أنه حتى عام 1999 كان يطلق على هذا الاختيار عنوان "رجل العام".

ومنذ بداية التقليد، تم اختيار ثمانية رجال رؤساء ضمن شخصية العام في مجلة "التايم" بعد فوزهم في الانتخابات الرئاسية وهم: هاري ترومان، ليندون جونسون، جيمي كارتر، رونالد ريغان، بيل كلينتون، جورج دبليو بوش، باراك أوباما، ودونالد ترامب. كما منحت أربع نساء اللقب كـ"امرأة العام" وهن: واليس سيمبسون 1936، والملكة إليزابيث الثانية 1952، وكورازون أكينو 1986، وسونج مي لينغ 1937.

اقرأ/ي أيضًا: مغردون مغربيون وعرب يردون على التطبيع ومحاولات تبريره

فيما تم استثناء كل من الرؤساء كالفن كوليدج، وهربرت هوفر، وجيرالد فورد، من هذا الاختيار. وهم الرؤساء الوحيدون الذين لم تتم تسميتهم  كشخصية العام في مجلة تايم. مما يبقي الباب مفتوحًا لبعض الحالات الاستثنائية حيث لا يضمن الرئيس المنتخب حصوله على تسمية شخصية العام.

يتضح أن الرئيس "دوايت أيزنهاور" فاز بأول انتخابات رئاسية له عام 1952، ولكن لقب ذلك العام ذهب إلى الملكة إليزابيث الثانية، التي حملت لقب "امرأة العام" لتوليها العرش في شهر شباط/فبراير من ذلك العام في سن 25. ومن ثم فاز أيزنهاور بلقب "رجل العام" سنة 1959. وحصل الرئيس الأمريكي "هاري ترومان" أيضًا على اللقب في عام 1945، وأطلقت عليه المجلة لقب "رجل العام الذري" بسبب قراره إسقاط أول قنبلة ذرية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين. وأما الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" فيعتبر أول شخصية رئاسية تحصل على لقب شخصية العام لعامين متتاليين، أولها عام 1971 لإعلانه عن افتتاح المحادثات مع الصين، وثانيها عام 1972. ونال الرئيس جورج بوش اللقب عام 1990.

وفي تعليقها حول التحديات المستقبلية لبلادها قالت نائبة الرئيس المنتخبة "كامالا هاريس" لمجلة تايم أن هناك "أزمات عديدة تعصف بالولايات المتحدة الأمريكية وفي طليعتها مسألة الصحة العامة والتحدي الاقتصادي والمشكلة المناخية". وأما بايدن في مقابلته مع مجلة "التايم" بعد تشريفه بهذا اللقب، حسب قوله، فقد عبر عن أن "فوز ترامب شكل منعطفًا تاريخيًا في وجه أمريكا، والانتخابات الأخيرة عكست ما يريده الأمريكيون لمستقبل بلادهم". ويذكر أن تسمية شخصية العام 2018 على غلاف مجلة تايم كانت من نصيب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي العام 2011 وقع اختيار المجلة على شخصية "الملثم" على وقع أحداث الانتفاضات العربية. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ماكرون منح السيسي وسام جوقة الشرف في "غياب" الإعلام الفرنسي

كيف تفاعل المغردون مع مسلسل "الهيبة" في جزئه الرابع؟