11-ديسمبر-2020

الصورة التي نشرتها الرئاسة المصرية

نشرت الرئاسة المصرية صورة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته الأخيرة إلى فرنسا هذا الأسبوع والتي استمرت ثلاثة أيام، بين الأحد وحتى الثلاثاء. وتظهر الصورة مراسم منح السيسي وسام جوقة الشرف في قصر الإليزيه وسط حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وكان من اللافت نشر الصورة عن الرئاسة المصرية فيما لم تكشف الرئاسة الفرنسية عنها، وبدا الأمر كأن فرنسا تريد التغطية على الحدث حتى لا تضيف المزيد من مبررات الانتقاد للجدل الدائر في البلاد وارتفاع الأصوات الكثيرة المعارضة لهذه الزيارة ولطبيعة العلاقات الفرنسية المصرية في ظل انتهاكات إنسانية يقوم بها النظام المصري منذ بداية تسلم السيسي الرئاسة عام 2014.

لم تظهر صورة حفل منح السيسي وسام جوقة الشرف الفرنسي إلا بعد نشرها من قبل الرئاسة المصرية. ولم يدرج حفل توزيع الجوائز على الأجندة الرسمية الممنوحة للصحفيين الفرنسيين

ووفقًا لما نقلته قناة فرانس24 التلفزيونية عن أقوال مسؤول في الرئاسة الفرنسية  فإن "الرئيس إيمانويل ماكرون منح نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أعلى وسام فرنسي خلال زيارته الرسمية لباريس هذا الأسبوع". وأضاف المسؤول "إن ماكرون قدّم للسيسي وسام جوقة الشرف خلال الزيارة، وأصر على أن هذه البادرة جزء لا مفر منه من البروتوكول في زيارة دولة إلى فرنسا".

اقرأ/ي أيضًا: كيف علق النشطاء الحقوقيون على زيارة السيسي لفرنسا؟

وأشار المصدر الدبلوماسي أن "منح الجوائز هو أحد العناصر التقليدية لزيارات الدولة، وهي نادرة، حيث تتلقى فرنسا زيارة واحدة أو اثنتين فقط كل عام على مستوى رئاسي، ولأنهم رؤساء دول، فإنهم يحصلون على أعلى درجات التكريم". ومن بين رؤساء الدول الذين حصلوا على وسام "جوقة الشرف" ملوك إسبانيا وهولندا والمغرب، وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما منحت فرنسا الجائزة للرئيس السوري بشار الأسد في عام 2001.

كان الوفد المصري هو الذي صور الحدث، ولم تظهر صور الحفل إلا بعد نشرها من قبل الرئاسة المصرية. ولم يدرج حفل توزيع الجوائز على الأجندة الرسمية الممنوحة للصحفيين الفرنسيين. واكتفى الإليزيه بدعوة الفريق الإعلامي المصري إلى مراسيم التكريم مع استثناء الإعلام الفرنسي وفقًا لما نقلته صحيفة التلغراف البريطانية. كما منعت وسائل إعلام فرنسية من تصوير مراحل أخرى من زيارة السيسي إلى باريس، بما في ذلك وصوله إلى القصر الرئاسي لحضور عشاء رسمي ولقاء عمدة باريس "آن هيدالغو".

فيما أثار هذا السلوك الرسمي الفرنسي غضب الإعلام الفرنسي وفتح المجال أمام تساؤلات عدة حول السبب والنية في إخفاء هذه الصور عن الجمهور الفرنسي، وعن غاية الإليزيه من ذلك؟ وحتى الترحيب الحار من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون تعرض لانتقادات من قبل بعض المسؤولين والجمهور الفرنسي، بما في ذلك فرش السجاد الأحمر للسيسي والحفاوة المبالغ فيها من قبل الرئاسة الفرنسية.

وكان العديد من النشطاء  حذروا ماكرون من فتح السجادة الحمراء أمام السيسي، معبرين عن غضبهم وانتقادهم لرفض الرئيس الفرنسي اشتراط تعميق العلاقات الدفاعية والتجارية مع مصر باحترامها لحقوق الإنسان. كما كان ماكرون قد قال خلال الزيارة "لن أدخل التعاون الدفاعي العسكري والتعاون الاقتصادي بقضايا حقوق الإنسان".

 

اقرأ/ي أيضًا:

سكارليت جوهانسون تتضامن مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وكادرها المعتقل

فرنسا تهدد بإقفال عشرات المساجد والقضية تثير تفاعلًا على مواقع التواصل