12-ديسمبر-2020

تظاهرة في الرباط رفضًا لصفقة القرن مطلع عام 2020 (فاضل سنا/ا.ف.ب/Getty)

في تغريدة له عبر منصة تويتر،  أكّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقوع اتفاق بين المغرب وإسرائيل يقضي بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين. ووصف ترامب الاتفاق بالتطوّر الهائل في سبيل إحلال السلام في الشرق الأوسط. بينما ذكرت قناة الجزيرة التلفزيونية أن ترامب أبلغ ملك المغرب محمد السادس باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كجزء من "صفقة التطبيع". وقد أدانت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، المعروفة بإسم البوليسارو قرار ترامب وأكدّت أنه، أي القرار، لن يغيّر قيد أنملة من حقيقة الصراع، ومن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره.

استخدم المغردون من المغرب وباقي الدول العربية تويتر للتعبير عن تنديدهم بالتطبيع ورفضهم له. كما عبّر سكان الصحراء الغربية عن رفضهم لقرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على منطقتهم

بينما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال مؤتمر صحفي، دونالد ترامب على جهوده الكبيرة لإنجاح المفاوضات، وأكّد على ضرورة تنشيط عمل قنوات الاتصال، والسعي بأسرع ما يمكن بهدف إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وبهذا الاتفاق يصبح المغرب رابع دولة عربية تعلن التطبيع مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بعد الإمارات العربية المتحدة، البحرين والسودان.

اقرأ/ي أيضًا: ترامب يعلن اتفاقًا لتطبيع العلاقات بين المغرب و"إسرائيل"

وقد أثار إعلان تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل ردات فعل غاضبة ومندّدة سياسيًا وشعبيًا، حيث لا تزال تُعتبر إسرائيل العدو الأساسي وفلسطين هي القضية المركزية في وجدان شرائح كبيرة من الجماهير العربية، ومن هنا يأتي رفض إعلانات التطبيع المتتالية التي تمنح إسرائيل دعاية "شرعية"، وغطاء للاستمرار في اضطهاد الشعب الفلسطيني.

وبالرغم من قيام عدد من الرؤساء العرب بالترحيب بقرار التطبيع، كالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي رأى أن التطبيع يخدم القضية، فإن نبض الشارع العربي لا يزال منحازًا إلى الشعب الفلسطيني وقضيته، مهما كان الموقف الرسمي لهذه الدولة أو تلك.

المغردون  من المغرب وباقي الدول العربية، استخدموا تويتر للتعبير عن تنديدهم بالتطبيع ورفضهم له. كما عبّر سكان الصحراء الغربية عن رفضهم لقرار ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على منطقتهم، وأصرّوا على حقهم في تقرير مصيرهم. واستخدم المغردون أكثر من وسم للتعبير عن هذا الرفض مثل #التطبيع_خيانة و#ضد_التطبيع. كما سخر المغردون من ملك المغرب محمد السادس الذي يطلق عليه لقب أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، واعتبروا أنه باع القضية الفلسطينية لقاء أثمان بخسة.

صفحة مغاربة ضد التطبيع على تويتر أكّدت على التمسك بالقضية الفلسطينية، وبمطلب تحرير القدس واستعادة المسجد الأقصى، ورفضت بشكل قاطع الاعتراف بدولة إسرائيل. وكشفت الإعلامية ليلى عودة أن المغرب أقام علاقات دبلوماسية في السابق مع إسرائيل بشكل سري، وأن المملكة اعتادت في العقود الماضية التعاون مع إسرائيل في مجالات التجسّس وتبادل المعلومات، إضافة إلى تشجيع هجرة يهود المغرب إلى فلسطين فيما مضى.

من جهتها، رأت ليلى بعير أن تطبيع العلاقات يأتي في سياق طبيعي بين بلدين يجمع بينهما صفة الاحتلال، فإذا كانت إسرائيل تحتل فلسطين، فإن المغرب يمارس نفس الاحتلال، الإجرام، التشريد والقهر في وجه سكان الصحراء الغربية. فيما استغرب مغرّد يكتب بإسم sino، كيف أن المغرب يوقع اتفاقيات مع إسرائيل التي يُفترض أنها بلد عدو، فيما يعادي جارته الجزائر.

وقد حاول ناشطون مغربيون موالون للملك إيجاد المسوغات الأخلاقية لقضية التطبيع، متذرعين بوجود يهود من أصل مغربي في إسرائيل، وبالتالي فإن العلاقات ضرورية بين البلدين لإعادة التواصل معهم.  فيما رأى أخرون أن التطبيع يخدم القضية الفلسطينية.

وكانت صفحة إسرائيل بالعربية على تويتر قد نشرت صورًا لإسرائيليين من أصول مغربية، يحتفلون بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب، ويرفعون علم البلدين وصورة الملك محد السادس، في مدينة يروحام  في صحراء النقب التي ينحدر معظم سكانها من المغرب.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

وصفوا التطبيع بـ"الإنجاز الكبير".. أحزاب وسياسيون مغاربة في صف المخزن

السفارات الافتراضية وتطبيع إسرائيل "عربيًا"