12-يناير-2020

رنا سمارة/ فلسطين

الموت مرارًا ولمرة أخرى

 

أثناء انشغاله بخياطة أعضائه إلى بعضها البعض

عزيزي القارئ

لم يتعثر بأصابع الآخرين ولا بعيونهم

لم ير ما رأوا

لم تتغير نظرته للأشياء حوله

لم يستبدل بقلبه قلبًا حنونًا ولا آخر كالحجر

لقد كانت أعضاؤه ذاتها

لكنها أصيبت بالتعاسة

برد خفيف غطاها

برد شفاف لا يُرى

بالكاد يقربه الحمام

بالكاد تلعق باطن يديه القطط

بالكاد يمشي وحيدًا بين الشجر العشوائي وراء بيته

وصار يجرب طرقًا جديدة بالتعافي

كأن يجرب مشارط جديدة بدلًا من شفرات الحلاقة

وقطارات المدن الكهربائية بدلًا من قطار الفحم العجوز

وحروبًا دولية عابرة للحدود بدلًا من عنتريات الأزقة الضيقة

وصار يجيد حشو القذائف

ويجيد أيضًا إطلاقها على رأسه

بينما يطمئن نفسه

ربما في يوم آخر

في المرة القادمة!

ربما غدًا

وصار

عزيزي القارئ

شديد الرغبة بالحياة

ليوم آخر

لمرة قادمة

للغد

ذلك أنه لم يجرب ولو مرة

أن يشنق نفسه.

 

خطوة واحدة

 

خطوات كثيرة نسجلها

في الهيكل التنظيمي المقترح

أمام السيد المحافظ

خطوات تجري في كل الاتجاهات

وتنبت في الجانبين

وفي الخاصرة

وفي نقطة المنتصف

نشير إليها بالأحرف الأولى من أسمائنا

ونراقبها تنمو إلى أسماء رباعية

لأشخاص يقودون مركباتهم ولا يمشون

والذين وافقوا ببصماتهم

نمت لهم أصابع ملونة

وأشاروا بقرار جمعي 

نحو المسار الواحد المسموح

خطوات كثيرة

وتعليمات أمان

هي محض اقتراحات على طاولة السيد المحافظ

 الكل يعلم أنهم حين يمشون بعيون مغلقة

لا تحدث أبدًا أشياء سيئة

خطوات كثيرة

في المخطط القانوني المتقن

بإشارات عديدة

ونهايات مفتوحة

حيث يصل الكل تقريبًا

وقد سبقوا المخطط العظيم

بخطوة واحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بجناحين لا يقدران على حملِ خيبتي

وشيءٌ من سرْدٍ قليل.. سيناريوهات للمشهدِ الواقعيّ

دلالات: