07-يناير-2023
واتساب

تطبيق واتساب أحد أهم تطبيقات التواصل في العالم (Getty)

أعلن تطبيق واتساب، التابع لشركة "ميتا" الأمريكية، عن ميزة جديدة مهمّة تهدف إلى مساعدة المستخدمين على تجاوز محاولات تعطيل الوصول إلى خدماته من قبل بعض الحكومات حول العالم، ولاسيما في الدول القمعية التي تعمج بشكل متزايد إلى فرض قيود على استخدام تطبيقات التواصل ومحاولة مراقبتها واختراقها، لاستهداف الناشطين والصحفيين والتضييق على المعارضين.  

تعتزم واتساب تهيئة التطبيق للوصول إلى الإنترنت عبر خلال خوادم بروكسي، وهي الخوادم التي تعمل كوسطاء بين المستخدمين ومزودي الإنترنت

وتعتزم واتساب تهيئة التطبيق للوصول إلى الإنترنت عبر خلال خوادم بروكسي، وهي الخوادم التي تعمل كوسطاء بين المستخدمين ومزودي الإنترنت، ويمكن أن تساعد في إخفاء الترافيك وتجنب الحجب، بحيث يلجأ المستخدمون إلى البحث عن خوادم البروكسي المتاحة، والتي يتوفر العديد منها مجانًا من قبل متطوعين ومؤسسات ناشطة في مختلف أنحاء العالم. وقد ذكرت شركة واتساب على وجه التحديد أن الميزة الجديدة تهدف إلى تحسين قدرة الإيرانيين على الوصول إلى خدماتها، في ظل التضييق المفروض على التطبيق من قبل السلطات الرسمية هناك، منذ اندلاع حركة احتجاجية واسعة فيها منذ أيلول\سبتمبر الماضي، عقب وفاة مهسا أميني التي تعرضت للاعتقال من قبل "شرطة الأخلاق" الإيرانية. 

وبحسب مراقبين، فإن توفير هذه الميزة من قبل واتساب سيكون ذا أهمية كبيرة في العديد من الدول حول العالم، بما فيها إيران، لاسيما وأن عدد مستخدمي التطبيق حول العالم يتجاوز ملياري مستخدم في 180 دولة، ما يجعله أحد تطبيقات المراسلة الأكثر شهرة على الإطلاق، والذي انضمّ أخيرًا إلى عدد من التطبيقات الأخرى التي أعلنت عن خطوات مشابهة من أجل تحسين قدرة وصول المستخدمين في إيران إلى خدماتها، في ظل القيود التي تفرضها مؤسسات الدولة عليها. 

وقالت شركة واتساب في بيان لها إنها تأمل في العام 2023 أن تحدّ من قدرة الحكومات على منع الناس من الوصول إلى الإنترنت والتواصل فيما بينهم، كما أوضحت واتساب عن إطلاق نسخة من التطبيق باللغة الفارسية، لتسهيل استفادة الإيرانيين من التطبيق. 

وبحسب الخبير في مجال أمن المعلومات إياد العمايرة، فإن تسهيل وصول المستخدمين إلى تطبيق واتساب سيساعد على ضمان إتاحة الوصول إلى المعلومات وتيسير التواصل، خاصة في الأماكن التي تشهد توترات سياسية واجتماعية، وتضيق الحكومات فيها الخناق على حرية استخدام الإنترنت، وهو ما سيضاعف من القيمة الاجتماعية لهذه التطبيقات. 

ففي إيران، تحاول السلطات عبر قوانين "حماية المستخدم" السيطرة على البنى التحتية التي تربط المستخدمين بشبكة الإنترنت العالمية، بحيث تضطر الشركات المزودة لتطبيقات التواصل الخضوع إلى توجيهات السلطات المعنية وتتيح لها الوصول إلى بيانات المستخدمين أو حجب الخدمات عنهم، إضافة إلى  أنه يتيح للسلطات أن تطلب من منصات التواصل الاجتماعي التعاون معها في الرقابة على الناس. 

وبحسب مؤسسة فريدم هاوس، فإن إيران تصنف ضمن قائمة الدول "غير الحرّة" على مستوى خدمات الإنترنت، وهي في المرتبة 16 من بين 100 دولة داخل تصنف المؤسسة، وذلك لإعاقتها الوصول إلى خدمات الإنترنت المختلفة، ووضع قيود على المحتوى، وانتهاكات السلطات الرسمية لحقوق المستخدمين.

فريدم هاوس

أما عربيًا، فيتواصل التراجع في عدد من الدول على مؤشر حريات الإنترنت، مثل الأردن التي تراجعت إلى المرتبة السابعة والأربعين، والتي تصنف بأنها "حرة جزئيًا" بحسب مؤشر فريدم هاوس، وقريب منها العراق في المرتبة 42. أما مصر فقد حلت في المرتبة 27، وهي "غير حرّة"، ومثلها السودان، والتي جاءت في المرتبة 29 عالميًا، وهي دول تعاني من مستويات مقلقة من التعتيم الإعلامي وتقييد الحريّات وملاحقة الصحفيين والناشطين، والتي تأمل شركة واتساب أن تسهم التحديثات في تطبيقها على مساعدتهم في تجاوز هذه القيود وتعزيز فاعلية المجتمع المدني، وذلك عبر التعاون مع مزودي خدمات البروكسي، إضافة إلى دعم أي مشاريع لتوفير خدمات بروكسي إضافية، خاصة للإيرانيين. 

وقد أكدت واتساب أن المستخدمين الذي يصلون إلى خدمات التطبيق عبر خوادم البروكسي سيحظون بالمستوى ذاته من "الخصوصية والأمان" الذي يتوفر للمستخدمين الآخرين عبر الشبكات التقليدية، ويشمل ذلك خاصية التشفير الثنائي بين أطراف التواصل.

ورغم تلقي هذه التحديثات بإيجابية بين أوساط الناشطين، إلا أن العمايرة أشار في حديث مع التراصوت إلى أن واتساب ما تزال تواجه العديد من الانتقادات بسبب مشاركتها لبعض معلومات المستخدمين مع شركات "ميتا" الشقيقة، مثل فيسبوك، وهي المنصّة التي لها تاريخ معروف على صعيد إساءة استخدام بيانات المستخدمين، إضافة إلى كونها إحدى أكبر المنصّات التي تنتشر بها المعلومات المضلّلة وخطاب الكراهية والتحريض من طرف الحكومات القمعية أو موالين لها. 

86% من مستخدمي الإنترنت العرب لديهم حساب على فيسبوك، و81% لديهم حسابات على واتساب. 

وبحسب المؤشر العربي 2022، الذي صدر يوم الثلاثاء الماضي عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، فإن مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية يعتمدون على الأجهزة المحمولة لتصفح الإنترنت، حيث أفاد تقرير المؤشر أن 98% من مستخدمي الإنترنت لديهم حسابات على منصات التواصل الاجتماعي. وتوزعت هذه النسبة على عدة مواقع تواصل اجتماعي، حيث أن 86% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على فيسبوك، و81% لديهم حسابات على واتساب.