21-يناير-2024
جنود إسرائيليون في غزة

لا يزال الجيش الإسرائيلي بعيدًا عن القضاء على حماس (Getty)

تستبعد معظم التقارير الصحفية والتحليلات العسكرية وكذلك التقديرات الاستخبارية، إمكانية قضاء "إسرائيل" على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهو الهدف المعلن من حربها العدوانية والهمجية التي تشنّها على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وأفاد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأحد، بأن "إسرائيل" لا تزال بعيدة كثيرًا عن القضاء على "حماس"، وذلك وفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات الأمريكية التي تُشير إلى أن "إسرائيل" قتلت ما بين 20 إلى 30 بالمئة فقط من مقاتلي "حماس" رغم مرور أكثر من 100 يوم على الحرب.

وأوضح التقرير، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، بأن "حركة حماس" قادرة على الصمود لعدة أشهر أخرى، كما أنها لا تزال تملك ما يكفي من الذخائر لمهاجمة "إسرائيل" والتصدي لقواتها المتوغلة داخل القطاع لعدة أشهر، كما أنها تُحاول إعادة تشكيل ونشر قوات الشرطة التابعة لها في عدة أجزاء من مدينة غزة.

ورغم الحملة الجوية والبرية العدوانية المستمرة على القطاع، والتي خلّفت زهاء 25 ألف شهيد و62 ألف جريح، إلى جانب الدمار الهائل وغير المسبوق؛ إلا أن "إسرائيل"، وكما نقلت الصحيفة على لسان مسؤولين "إسرائيليين"، لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها من الحرب المتمثّل في تدمير "حماس".

لا تزال "حركة حماس" تملك ما يكفي من الذخائر لمهاجمة "إسرائيل" والتصدي لقواتها المتوغلة داخل قطاع غزة، لعدة أشهر أخرى

وأشار التقرير إلى أن التحليلات العسكرية تؤكد أن مقاتلي "حماس" قاموا بتغيير تكتيكاتهم، وباتوا يعملون في مجموعات صغيرة تتركز مهامها على نصب الكمائن للقوات الإسرائيلية.

وتفيد تقديرات الولايات المتحدة، بحسب التقرير، بأن عدد مقاتلي "حماس" يتراوح بين 25 إلى 30 ألف مقاتل قبل الحرب، إضافةً إلى الآلاف من قوات الشرطة والقوات الأخرى. بينما قدّرت "إسرائيل" أن عدد مقاتلي الحركة يبلغ أكثر من 30 ألف مقاتل.

وبينما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن ما يصل إلى 16 ألف مقاتل من "حماس" قد أُصيبوا خلال الحرب، وأن حوالي نصف هؤلاء لن يعودوا إلى ساحة المعركة مجددًا، قال مسؤول أمريكي مطلع على التقرير الاستخباري السري إن تقديرات الولايات المتحدة تفيد بإصابة ما بين 10.500 إلى 11.700 مقاتل من "حماس"، وأن معظم هؤلاء يمكنهم العودة إلى ساحة المعركة في النهاية.

وفي سياق متصل، يتزايد عدد المحللين العسكريين والمسؤولين الإسرائيليين، السابقين والحاليين، الذين يُجمعون على غياب الهدف الاستراتيجي من الحرب على غزة، وعدم قدرة "إسرائيل" على تحقيق أي تفوق حاسم فيها. وأكد هؤلاء، كلٌ بطريقته، أنه من الأفضل لـ"إسرائيل" عقد صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، سيما بعدما تبيّن، بعد أكثر من 100 يوم على الحرب، أن الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية بعيدة عن الواقع.

وأفادت العديد من التقارير الصحفية، الإسرائيلية والعالمية، بأن إدارة الرئيس جو بايدن أدركت أن "إسرائيل" لن تستطيع تحقيق أي نصر عسكري في قطاع غزة، وأن هذا الخيار أثبت فشله. كما أشارت إلى أن الهدف من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة كان بهدف البحث عن "تسوية سياسية" بعد إدراك استحالة نجاح الحسم العسكري.

وكان وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، قد اعترف قبل أيام بأنه ما من حل كامل لـ"جيوب المقاومة" في غزة. وقد تزامن تصريحه مع عودة دبابات جيش الاحتلال لاجتياح عدد من المناطق التي انسحبت منها قبل 3 أسابيع في مدينة غزة. بينما تحدّثت عدة تقارير إسرائيلية عن تمكّن "حماس" من إعادة تأهيل كتائبها في شمال قطاع غزة، أي المناطق التي انسحب جيش الاحتلال منها باعتبارها مناطق "خالية من السلاح"، بحسب زعمه.