ربما يعد لبنان بلدًا صغيرًا في المساحة، لكن لا أحد لديه ذرة من شك في أن هذا البلد يملك حبًا كبيرًا وشغفًا عظيمًا بلعبة كرة السلة. وهي لا تعد اللعبة رقم 2 خلف كرة قدم مثل الكثير من البلدان، بل اللعبة الأولى شعبية في بلد يزيد عدد سكانه عن خمسة ملايين نسمة.
تاريخ لعبة كرة السلة يذكر بأنها قد لعبت لأول مرة في بلاد الأرز لبنان منتصف العشرينيات من القرن الماضي في الجامعة الأميركية ببيروت، وأن مدرب الولايات المتحدة حاليًا ستيف كير من مواليد بيروت، كما أن منتخب لبنان شارك مرتين في اليورو باسكت في مصر 1949، وموسكو 1953، حيث أنهى البطولة في المركز الخامس عشر من أصل 17 فريقًا مشاركًا.
ويشارك المنتخب اللبناني لكرة السلة، والملقب بمنتخب بلاد الأرز في مونديال البرتقالية (كأس العالم لكرة السلة) للمرة الرابعة في تاريخه، بعد انديانا بوليس 2002، ومونديال اليابان 2006، ومونديال تركيا2010.
من جهة أخرى لم يظهر اللبنانيون على المسرح الأولمبي حتى هذه اللحظة، بالرغم من حلول منتخب بلاد الأرز وصيفا لبطولة آسيا في أربع مناسبات 2001، 2007،2005، و2022
يشارك لبنان في كأس العالم لكرة السلة للمرة الرابعة في تاريخه، حيث حقق ثلاثة انتصارات في كلّ مشاركاته السابقة
على صعيد مونديال البرتقالية، لم ينجح منتخب بلاد الأرز في تخطي الأدوار التمهيدية في المشاركات الثلاث السابقة، حيث حقق منتخب لبنان خلال مشاركاته المونديالية الثلاثة السابقة ثلاثة انتصارات وتلقى اثنتا عشرة خسارة.
مشوار لبنان المونديالي
في مونديال إنديانا بوليس 2002، لم يحقق منتخب بلاد الأرز لبنان أي فوز في أول مشاركة مونديالية وخسر مواجهاته الخمسة أمام البرازيل 73-102 ، وأمام بورتوريكو 77-99، وأمام تركيا 80-107.
وفي المباريات الترتيبية خسرت لبنان أمام كندا 76-91 وأمام الجزائر70 – 100، لينهي منتخب بلاد الأرز البطولة في المركز السادس عشر والأخير.
وفي مونديال اليابان 2006، شهدت المشاركة اللبنانية الثانية تحقيق منتخب بلاد الأرز فوزين تاريخيين على فنزويلا 82-72 و على فرنسا 74-73، فوزان لم يشفعا لتأهل لبنان الى دور الـ 16، بعد التعرض للخسارة أمام بلاد التانغو الأرجنتين 57-104 وأمام صربيا ومونتيغرو 57-104، وأمام نيجيريا 72-95، لينهي المنتخب اللبناني البطولة في المركز السابع عشر.
وفي مونديال بلاد الأناضول تركيا 2010، منحت لبنان بطاقة مشاركة ليظهر منتخب بلاد الأرز للمرة الثالثة في مونديال البرتقالية، ليحقق منتخب بلاد الأرز فوزًا واحدًا على كندا 81-71، فوزٌ لم يكن كافيًا لتخطي مرحلة المجموعات.
و تعرض المنتخب اللبناني للخسارة أمام كل من نيوزلندا 76-108، وإسبانيا 57-91، وليتوانيا 66-84، وأنهى منتخب بلاد الأرز البطولة في المركز العشرين,
الطريق إلى المونديال
منتخب بلاد الأرز استهل مشوار تصفيات المونديال بالفوز على إندونيسيا 96-38 و110-64، وخسر أمام الأردن 63-74 ثم حقق الفوز على السعودية 81-68 وعلى الأردن 89-70، وعلى السعودية 90-60، فانتقل للدور الثاني والحاسم وهو في الصدارة.
وفي الدور الثاني تغلب منتخب بلاد الأرز على الفلبين 85-81 وعلى الهند 95-63 وعلى نيوزلندا 77-65، ثم خسر من الفلبين 96-107 ونيوزلندا 91-106، ليبلغ منتخب بلاد الأرز لبنان المونديال رفقة نيوزلندا والفلبين والأردن.
الحظوظ في مونديال 2023
أوقعت قرعة مونديال 2023 منتخب بلاد الأرز في المجموعة الثامنة، إلى جانب فرنسا ولاتفيا وكندا. فريقان من أصل ثلاثة تمكن اللبنانيون من تحقيق الفوز عليهم في نسخ مونديالية سابقة، بالتأكيد نقصد فرنسا وكندا. أحد الظرفاء تسائل لماذا لم يأت منتخب فنزويلا والذي سبق الفوز عليه في نسخة مونديالية سابقة، مثله مثل فرنسا وكندا، وذلك بدلًا من لاتفيا، كي تكتمل حظوظ لبنان من باب التفاؤل.
نتائج منتخب لبنان تباينت في معسكر الإعداد، من خسارة أمام كوت ديفوار الى فوز على مصر وخسارة أمام المكسيك، في رحلة إعداد كانت قصيرة ومكثفة تخللها غيابات وإصابات، فالموهبة اللبنانية يوسف خياط الملقب بيويو لاعب ليموج الفرنسي أعلن غيابه عن المونديال.
وأمير سعود مصاب والكل ينتظر مشاركته في آخر لحظة مع منتخب بلاد الأرز، و مجنس التصفيات غير المقنع جوناثان أورليدج قد تم استبداله بلاعب الدوري الكوري الجنوبي أوماري سبيلمان، والذي بدا ثقيل الوزن في المباريات الإعدادية قبل أن يبدأ في التحسن في الأداء مع مرور الأيام. تحسن قد لا يكون كافيًا مع قرب انطلاق مونديال البرتقالية.
وتضم تشكيلة منتخب بلاد الأرز لبنان المشاركة في مونديال 2023 أيضا المايسترو وائل عرقجي وكريم زينون، إضافة إلى سيرجيو درويش وعلي منصور وعلي حيدر وكريم عز الدين وعلي مزهر وجاد الخليل، ويقود الفريق المدرب الوطني جاد الحاج، ويساعده السلوفيني ماركو فيليبوفيتش.
