15-أغسطس-2023
gettyimages

الحراك الداخلي في لبنان، يأتي قبل أسابيع من عودة المبعوث الفرنسي إلى لبنان من أجل تحريك ملف الرئاسة (ألترا صوت)

بعدما حرّك المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان المياه الراكدة بشأن ملف الشغور الرئاسي في لبنان، مدعومًا بقوى دولية وإقليمية، يحث الفرقاء اللبنانيون الخطى للتوصل إلى اتفاق حول مرشّح للمنصب. 

وفي هذا الصدد تكشّفت طبيعة بعض التحركات وحوارات الساعات الأخيرة، وأبرزها تلك التي تدور في الكواليس بين حزب الله اللبناني والتيار الوطني الحر، حيث يسعى الطرفان للتوصل إلى اتفاق ثنائي، وإن كان متابعون يشككون في إمكانية أن يؤسِّسَ أي اتفاق ثنائي "لانتخاب رئيسٍ من دون موافقة الأطراف السياسية الكبرى"، على غرار حركة أمل بقيادة نبيه بري الذي تفيد المصادر أنه أكثر الأطراف حرصًا على ترشيح سليمان فرنجية رئيس تيار المردة.

يبدو التيار الوطني تحت رئاسة جبران باسيل مستعدًا أكثر من أي وقت لانتهاج سياسة براغماتية

شروط التيار الوطني

يبدو التيار الوطني تحت رئاسة جبران باسيل مستعدًا أكثر من أي وقت لانتهاج سياسة براغماتية، فالتيار مستعد للتصويت لمرشح حزب الله والتخلي عن فريق الراض لفرنجية، في حالة الاستجابة للشروط التي وضعها وفي المقدمة منها قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسَّعة، وقانون الصندوق الائتماني، ويبدو من المعلومات المنتشرة أن التيار توصل لاتفاق أوّلي مع حزب الله حول المرشح الرئاسي.

وردًّا على اتهامات بـ "طعن المعارضة في الظهر"، قال زعيم التيار جبران باسيل إنّ ما يقوم به ليس تراجعًا أو تنازلًا أو صفقة، بل هو عملٌ سياسيّ، معتبرًا أن ما جرى "التحدث عنه مع حزب الله هو لكل اللبنانيين"، وأعلن أنه: "جرى اجتماع أخيرًا مع فريق التقاطع حتى لا نبقى في موقع طرح مرشح مقابل آخر، من دون اتفاق على تصوّر، ونتمنى ألّا ينقطع الحوار والدعوة مفتوحة ودائمة".

بودكاست مسموعة

ويستشف من تصريحات باسيل، التي كشف فيها عن اتفاق أولي مع حزب الله حول مسار اسم توافقي للرئاسة، تخليه عن تأييد وزير المالية السابق جهاد أزعور ودعم المرشح سليمان فرنجية في المقابل. لكنّ، مصادر حزب التيار الوطني الحر تنفي ذلك، وتشير إلى إمكانية الاتفاق على اسم ثالث. 

ويحاجج قياديون في التيار أنّ ما هو أهم من الاتفاق على اسم المرشح التوافق على  "برنامج الرئيس الجديد الذي سيتولى سدّة الرئاسة".

وكشف مصدر في التيار الوطني أن جبران باسيل "لا يضع فيتو على فرنجية، ويمكن أن يقبل بأي مرشح في حال تمت الموافقة على مطالب التيار"، لافتًا إلى أنه طرح على "حزب الله" أكثر من اسم للرئاسة، بينهم أزعور، ووزير الداخلية السابق زياد بارود، والسفير اللبناني في الفاتيكان، العميد المتقاعد جورج خوري، وآخرون، ومنفتحٌ على الحوار ضمن هذه الأسس.

زكي وزكية الصناعي

وأضاف المصدر الذي تحدث لصحيفة العربي الجديد شريطة عدم ذكر اسمه: "الرئيس لا يُنتخب إلا بالتفاهم"، آملاً برد "حزب الله" قبل عودة لودريان.

حزب الله وشروط التيار

قال النائب عن حزب الله اللبناني حسين جشي، إن شروط ومطالب التيار الوطني الحر"لا تزال قيد البحث"، مردفًا القول: "باسيل قال خذوا أكبر تضحية منا على ستّ سنوات، مقابل حصوله على مكتسبات لمصلحة البلد، التي هي باعتباره اللامركزية الإدارية المالية الموسّعة، والصندوق الائتماني، المتعلّق بأملاك الدولة".

كشف مصدر في التيار الوطني أن جبران باسيل "لا يضع فيتو على فرنجية، ويمكن أن يقبل بأي مرشح في حال تمت الموافقة على مطالب التيار"

مضيفًا "النقاش جارٍ بهذا الإطار"، وواصفًا الأجواء بالإيجابية والمقبولة، لكن دون نتائج حاسمة بعد.

ويرى جشي أن "باسيل لم يصرح بالتخلي عن فرنجية، بل على العكس هو جاهزٌ للتفاهم مع حزب الله على رئيس على قاعدة المكتسبات التي يعتبرها بمثابة أمور أهم من رئاسة الجمهورية"، وقال: "نحن بدورنا نناقش طلباته، لكن لسنا لوحدنا في هذا البلد"، في إشارة لحركة أمل التي يتزعمها نبيه بري.