25-يوليو-2023
gettyimages

من غير المتوقع أن تحدث الزيارة أي اختراقات كبيرة في ملف الجمود الرئاسي (Getty)

من المنتظر اليوم الثلاثاء أن يصل إلى بيروت مبعوث الرئيس الفرنسي جاك لودريان في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالهما عددًا من الزعماء والمسؤولين اللبنانيين، وعلى رأس أجندة لودريان الذي تولى مهامه كموفد خاص إلى لبنان في السابع من حزيران/يونيو الماضي، ملف الشغور الرئاسي المستمر منذ عدة أشهر، بسبب الإخفاق المتواصل للبرلمان في اختيار رئيس جديد للبلاد خلفًا لميشال عون.

لا يتوقع معنيون بالشأن اللبناني أن تحدث زيارة لودريان الحالية فرقًا أو اختراقًا كبيرًا في الحالة السياسية

ولا يتوقع المتابعون للمشهد اللبناني أن تقود زيارة لودريان إلى اختراق في ملف الشغور الرئاسي بسبب تمسك كل فريق بمواقفه، مع الإشارة إلى أنّ زيارة لودريان الحالية تُعدّ الثانية بعد الزيارة الأولى التي وصفت بالاستطلاعية والتي استمرت 3 أيام من 21 حتى 24 حزيران/يونيو الماضي.

تنا

وفي التفاصيل، قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إنّ "الممثّل الشّخصي للرّئيس الفرنسي لشؤون لبنان جان إيف لودريان، سيقوم بزيارة ثانية إلى لبنان في الفترة الممتدّة من 25 إلى 27 تمّوز/يوليو"، مضيفةً أنّ جولة لودريان الأولى "مكّنته من لقاء ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب اللبناني، كما التقى بمسؤولين سياسيين ودينيين وعسكريين".

وأضافت المتحدثة: "هذه الزيارة الثانية إلى لبنان تأتي في إطار مهمته في التسهيل والوساطة، بهدف خلق الظروف المؤاتية للوصول إلى حل توافقي لجميع الجهات المعنية بانتخاب رئيس الجمهورية"، واعتبرت المتحدثة أنّ "هذه خطوة أساسية لإعادة تفعيل المؤسسات الدستورية التي يحتاجها لبنان بشكل عاجل، للمضي قدمًا نحو الانتعاش".

كما نوّهت المتحدثة إلى "زيارة لودريان للسعودية من 10 إلى 12 تموز/يوليو الجاري، ثم قطر حيث شارك في اجتماع حول لبنان مع السعودية وقطر والولايات المتحدة الأمريكية ومصر في 17 تموز/يوليو، قبل أن يعود إلى السعودية مرة أخرى في 18 تموز".

getty

بدورها، قالت السفارة الفرنسية في لبنان، في بيان نشرته أمس الإثنين، "إن الزيارة هي جزءٌ من مهمة لودريان في التيسير والمساعي الحميدة، بهدف أن يقوم جميع أصحاب المصلحة المعنيين بتهيئة الظروف المواتية لبروز حلّ توافقي لانتخاب رئيس للجمهورية، وهي خطوة أساسية في إعادة تنشيط المؤسسات الدستورية التي يحتاجها لبنان بشكل عاجل للشروع في طريق الانتعاش" وفق البيان.

ووفقًا لمصدر دبلوماسي فرنسي في السفارة الفرنسية في بيروت تحدث لصحيفة العربي الجديد فإن لودريان "سيضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء الاجتماع الخماسي الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، الإثنين الماضي، وخُصّص لمناقشة الضرورة الملحّة المتمثلة في انتخاب قادة لبنان رئيسًا جديدًا للجمهورية بسرعة وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الموجبة".

ولفت المصدر إلى أنّ "مهمة لودريان معروفة وواضحة في مساعدة اللبنانيين على الخروج من الأزمة، ولكن لا يمكنه أن يفعل ذلك وحده أو أن تفعله الدول الخمس: قطر، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، ومن دون إرادة لبنانية جدية تلتقي بهذه الجهود الدولية، ومن دون تقارب وحوار لإنهاء الشغور، كما أن هذه المهمة لن تكون بلا سقف زمني أو مفتوحة، وكل تأخير لاحق سيحمل المعرقلون مسؤوليته".

وكانت الدول الخمس  قد وجهت رسالة تحذير عامة للفرقاء اللبنانيين "بعدم عرقلة الجهود لتأثيرها المباشر على مستقبل لبنان وازدهاره واستقراره".

زكي وزكية الصناعي

كما أكّدت البلدان الخمسة على ضرورة "تطبيق الحكومة اللبنانية قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، المرتبطة بالوضع في البلاد والقرارات الأخرى ومقررات دولية في هذا الشأن، ولا سيما تلك التي اعتمدتها جامعة الدول العربية والالتزام بالامتثال لاتفاقية المصالحة الوطنية التي تتيح المحافظة على الوحدة الوطنية والعدالة المدنية في لبنان".

قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إنّ "هذه الزيارة الثانية إلى لبنان تأتي في إطار مهمته في التسهيل والوساطة، بهدف خلق الظروف المؤاتية للوصول إلى حل توافقي لجميع الجهات المعنية بانتخاب رئيس الجمهورية"

ومع ذلك لا يتوقع معنيون بالشأن اللبناني أن تحدث زيارة لودريان الحالية فرقًا أو اختراقًا كبيرًا في الحالة السياسية، نظرا لتمسك كل كتلة بمواقفها، وعلى وجه الخصوص "حزب الله اللبناني وفريقه الرافض حسب المصادر البحث في أي مرشح للرئاسة سوى مرشحه، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.