07-يناير-2018

سمح أخيرًا ليفربول لكوتينيو بالانتقال لبرشلونة (يوتيوب)

أفرج أخيرًا نادي ليفربول، عن نجمه البرازيلي فيليب كوتينيو، وسمح له بالانتقال إلى نادي برشلونة الإسباني، في واحدة من أكثر الصفقات إثارةً على مدار السنوات الأخيرة.

أخيرًا، سمح نادي ليفربول لنجمه البرازيلي فيليب كوتينيو بالانتقال لنادي برشلونة في واحدة من أكثر الصفقات إثارة للجدل

ولم يكن الجانب المادي والفني هو العامل الوحيد في الصفقة كما جرت العادة، بل تعدى الأمر ذلك إلى عوامل أخرى هذه المرة. فالمدرب يورغن كلوب مدرب ليفربول، ومن خلال تمسكّه بنجمه البرازيلي، إضافةً طبعًا إلى تقديره لقيمته الفنية؛ أراد أن يظهر للجميع أنه يبني فريقًا قويًا للمستقبل، وأن ليفربول ليس فريقًا من الصف الثاني لكي يكون محطةً للاعبين قبل الانتقال إلى فرق "الصف الأول".

اقرأ/ي أيضًا: فيليب كوتينيو.. ما الفارق بين ليفربول والبرازيل؟

تسلّح يورغن كلوب بعدم وجود شرط جزائي في عقد اللاعب يسمح لأي فريق بكسره والحصول على خدماته بالتالي، وتسلّح أيضًا بدعم إدارة وجماهير ليفربول له في مشروعه وفي وجهة نظره.

في المقابل، فإن بارتيميو، رئيس برشلونة، حاول في نافذة الانتقالات في الصيف الماضي، أن يداوي جراح وكبرياء فريقه بعد الطعنة التي تعرضوا لها من خلال خروج نيمار إلى باريس سان جيرمان، وضد إرادة النادي، من خلال دفع الشرط الجزائي. جماهير برشلونة هي الأخرى، وبعد الموسم الماضي المخيب، وبعد خسارة كأس السوبر الإسبانية أمام الغريم التقليدي ريال مدريد، كانوا بأمس الحاجة للاعب بقيمة كوتينيو لاستعادة الأمل بقدرة الفريق على العودة إلى الساحة المحلية والأوروبية بقوة.

جماهير الكرة بدورها انقسمت بين مؤيدة لموقف كلوب ومن خلفه ليفربول، وشاجبة ربما صلف إدارة برشلونة وإصرارها على إتمام الصفقة مع اللاعب، رغم ارتباطه بعقد مع فريقه، وأخرى مستنكرة موقف ليفربول التسلّطي عبر الإصرار على التمسك باللاعب بعكس رغبته.

سال الكثير من الحبر في الصيف الماضي، فمواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالأخبار والإشاعات، وجماهير برشلونة بدت كالغريق الذي يتمسّك بقشة، يبحثون في المواقع الموثوقة عن نبأ مؤكد يفرح قلوبهم.

وكل الأخبار كانت تشير إلى اقتراب الصفقة، فإعلاميون وصحفيون وقعوا في شرك الأخبار المغلوطة، ودفعوا ثمن "تخبّط" إدارة برشلونة. وحده يورغن كلوب كان مصرًّا على بقاء "كوتي"، ونجح رهانه وربح احترامًا إضافيًا من جمهور ليفربول، وكسب الجولة الأولى. فيما عزمت إدارة برشلونة على على الوقوف على قدميها مجددًا والعودة للقتال من جديد بعد ثلاثة أشهر.

على مدار الشهور الماضية ذهب الكثير من المحللين للقول بأنّ كوتينيو غير مرتاح في ليفربول، وأنّ قلبه معلق ببرشلونة

غاب كوتينيو عن بعض مباريات ليفربول بداية الموسم الحالي، والسبب المعلن من إدارة ليفربول هو تعرض اللاعب للإصابة. لكن مشاركة اللاعب في مباراة مع منتخب بلاده في نفس الفترة، وبكائه خلالها، جعلت عددًا كبيرًا من المحللين يذهبون للقول بأن اللاعب غير مرتاح في ليفربول، وأن قلبه معلّق ببرشلونة. عاد البرازيلي لاحقًا للمشاركة في مباريات فريقه، وقدّم مستويات أظهر فيها احترافيته. وفي المقابل، أظهر جماهير ليفربول احترامًا كبيرًا له، ولم توجه له أية رسائل سلبية بارزة رغم حساسية الموقف.

اقرأ/ي أيضًا: المستحيل ليس كتالونيًا.. برشلونة يصنع الإعجاز

مع اقتراب فتح نافذة الانتقالات الشتوية، عاد الحديث مجددًا وبزخم أكبر عن كوتينيو، فالإشاعات تملأ الدنيا مرة أخرى، وجماهير برشلونة لن تصدّق أي خبر عابر هذه المرة، إذ إنّها تريد أن ترى كوتينيو بعينيها بقميص النادي وفي الكامب نو.

مؤشرات كثيرة كانت توحي باقتراب إتمام الصفقة وأخرى بابتعادها على الأقل إلى الصيف القادم، فيما أنّ إعلان ليفربول التعاقد مع الهولندي فان ديك والغيني نابي كايتا بمبالغ كبيرة، رجح فرضية خروج كوتينيو من الأنفيلد بسبب قوانين اللعب النظيف، وبسبب محدودية قدرات ليفربول الشرائية نوعًا ما.

في الوقت نفسه يزخر وسط وهجوم ليفربول بنجوم كبار، فيرمينو ومحمد صلاح وماني وستوردج وسولانكي وتشامبرلاين، الكل يريد أن يلعب، خاصة وأننا على عتبة كأس العالم. آدم لالانا عاد من الإصابة، وهو لاعب محبوب جدًا في ليفربول، وبحاجة للعب مع النادي لكي يذهب إلى روسيا مع منتخب الأسود الثلاثة.

مشكلة ليفربول بالأساس دفاعية، ومن الممكن العمل مع الوقت لمعالجة ثغرات كوتينيو. مؤتمرات كلوب باتت أقل ثقة، وهذه مؤشرات أوحت باقتراب الصفقة. لكن جماهير برشلونة لن تصدق قبل أن ترى بعينينها كما ذكرنا.

أمّا كوتينيو فقد اختار قلبه، وتنازل عن فرصة لعب الأدوار الإقصائية في دوري أبطال اوروبا. لقد أراد برشلونة بكل صدق فكان له ما أراد.

في المقابل فإن إدارة برشلونة كانت قادرة على تأجيل الصفقة للموسم القادم خاصةً وأن كوتينيو لن يلعب في دوري الأبطال، والدوري شبه محسوم، لكنها أرادت حسمها اليوم لأسباب عديدة، أهمها سببان: الأول استعادة ثقة الجماهير بعد الخضّات المتتالية في الصيف الماضي. والثاني رد الدين لكوتينيو الذي أصرّ على الانتقال إلى الفريق.

توقيت صفقة كوتينيو الآن له دلالات معنوية أكثر منها فنية، فهي صفقة أرادت إدارة برشلونة بها استعادة ماء وجهها

كوتينيو قيمة عظيمة في كرة القدم العالمية اليوم، وهو صفقة رابحة لبرشلونة بدون أدنى شك، ولكن توقيت الصفقة في هذا الميركاتو تحديدًا هو معنوي ونفسي أكثر منه فني. يمكن القول إنها صفقة أراد الكتالونيون من خلالها استعادة ماء وجههم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ليفربول.. "سيكولوجيا ع الخفيف"

ديربي الغضب.. كوتينيو يهزم باركلي