لم تكشف الحكومة البريطانية بعد عن التكاليف المترتبة على الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية، واكتفت بالقول إنها ستقدم التفاصيل الخاصة بذلك "في الوقت المناسب".
يتوقع أن تكون تكلفة جنازة إليزابيث الثانية مرتفعة للغاية، حيث ستتكبد خزينة الدولة مبالغ طائلة من أجل تنظيم المواكب والمراسم ووضع الترتيبات الأمنية اللازمة للجنازة
إلا أنه يتوقع أن تكون التكلفة مرتفعة للغاية، حيث ستتكبد خزينة الدولة عشرات الملايين من أجل تنظيم المواكب والمراسم ووضع الترتيبات الأمنية اللازمة لجنازة ستشهد حضورًا رسميًا وشعبيًا غير مسبوق في بريطانيا منذ جنازة رئيس الوزراء الشهير وينستون تشيرشل في ستينات القرن الماضي.
فحتى باعتبار حجم التضخم الحاصل، فقد تتجاوز تكلفة الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث تكاليف جنازة تشيرشل، وهي الجنازة الرسمية الوحيدة التي شهدتها بريطانيا منذ العام 1965، كما ستتجاوز بكثير تكلفة جنازة الملكة الأم عام 2002، والتي بلغت حينها حوالي مليون دولار أمريكي لتغطية نفقات المراسم، إضافة إلى خمسة ملايين دولار أمريكي لتغطية الترتيبات الأمنية الخاصة.
هذه التكاليف الضخمة لجنازة الملكة إليزابيث الثانية ستدفع من أموال الخزينة البريطانية، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية على المواطنين في بريطانيا وبوتيرة غير مسبوقة منذ أربعة عقود ، في ظل ارتفاع مرهق في فواتير الطاقة على المواطنين والمؤسسات التجارية، وهو ارتفاع دفع رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة إلى وضع سقف لإنفاق الأسر البريطانية المتوسطة على صرف الطاقة، بالإضافة إلى تبني سياسة تجميد أسعار الطاقة في البلاد لمدة عامين على الأقل.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن الكثير من البريطانيين "يتعايشون مع هذا التناقض"، وذلك لأن هذه الجنازة "هي جنازة الملكة، وهي الجنازة التي تعد فرصة بريطانية لاستعراض ثقلها الدبلوماسي، ولاسيما مع القائمة الطويلة من القادة والزعماء المتوقع حضورهم للجنازة".
إلا أن القضية الأكثر إثارة للجدل بين عموم البريطانيين اليوم هي تدني مستوى الشفافية بشأن الشؤون المالية للعائلة المالكة، لاسيما وأن أفرادها لا يخضعون لضريبة الميراث، في حين يدفع البريطانيون عادة ضريبة تبلغ 40% على كل ثروة تؤول إليهم بسبب الوفاة وتزيد قيمتها عن 325 ألف جنيه أسترليني (375 ألف دولار أمريكي).
فوزارة الخزانة البريطانية تخصص للأسرة المالكة دفعات تحت بند "المنحة الملكية"، بلغت قيمة آخر دفعة منها زهاء 100 مليون دولار أمريكي، وذلك لتغطية نطاق واسع من كلفة أنشطة ومعيشة أفرادها، وهي تكاليف لا تشتمل الجانب الأمني، الذي تتكفل به الحكومة، ولا يتم الإفصاح عن تفاصيلها.
وعلى الرغم من أن الملك الجديد تشارلز الثالث قد أعرب في السابق عن رغبته في تحديث الأسرة الملكية وطبيعة حضورها في المجتمع البريطاني، إلا أن القيام بهذين الأمرين دون الحديث عن الشفافية المالية والثروة الهائلة التي يراكمها أفراد هذه الأسرة، بحسب ما يوضح في حديث له مع التايمز الأمريكية البروفيسور أناند مينون، أستاذ السياسة الأوروبية والشؤون الخارجية في كلية "كينجز" في لندن.
تحديث الأسرة الملكية في بريطانيا يستلزم التعامل بالمزيد من الشفافية مع شؤونها المالية
يذكر أن نعش الملكة الراحلة سينقل غدًا الإثنين، 19 أيلول/سبتمبر، من قاعة ويستمنستر إلى كنيسة ويستمنستر ، على رأس موكب رسمي تتقدمه مركبة تابعة للبحرية الملكية يحمل عليها النعش، ليصار بعدها إلى دفنها في المقبرة الملكية التابعة لكنيسة سانت جورج في قلعة وندسور، بجانب أبيها وزوجها.
