12-سبتمبر-2022
تشارلز وسيارته

آستون مارتن دي بي 6 (TheGuardian)

لا يتمتع الملك البريطاني الجديد، تشارلز الثالث، بتلك الشعبية الكاسحة بين البريطانيين، ولا يعدّ الوجه المفضّل للعائلة الملكية البريطانية بوصفها "شركة" ذات حضور معولم ومهام رمزيّة ودبلوماسية حساسة.

يفتقر تشارلز إلى العديد من السمات التي لطالما أثارت الإعجاب بشخصية والدته إليزابيث الثانية 

المقارنة المجحفة مع الملكة الوالدة، إليزابيث الثانية، تهضم فرص الملك الجديد وإمكاناته في نيل ثقة العامة وتعاطفهم، لاسيما وأنّه ليس بالوجه الجديد بالمرّة، إذ ظلّ وليًا للعهد طوال العقود الماضية، وشابت سيرته العديد من الفضائح، ولم يبدُ مقتدرًا كما كانت أمّه على الحفاظ على سياستها الذكية بشأن "الغموض الإستراتيجي"، وسمعة الحياد والانضباط شبه المطلق في الانفعالات والتصريحات. فقد غابت عن تشارلز أميرًا العديد من المزايا التي اتكأت عليها الملكة إليزابيث، ولم يراكم في رصيده ثقلًا معنويًا وازنًا كذلك الذي توفّر لأمّه، التي عاصرت الحرب العالمية الثانية، وكانت الشاهد على انتصار بلادها في الحدث الذي يعدّ في نظر كثيرين أهمّ أسطورة مؤسسة لبريطانيا الحديثة.

لذلك لجأ تشارلز إلى الكثير من السبل لصقل سمعته وتحسين شعبيته، التي تضررت كثيرًا منذ نهاية الثمانينات، بعد علاقة مضطربة مع طليقته وأم أولاده، الأميرة ديانا. فقد طوّر تشارلز مثلًا اهتمامًا كبيرًا بالأعمال الخيرية ليربط اسمه وسمعته العامة بها، كما ركّز بشكل خاص على شخصيته العسكرية وحرص على الظهور في هذه المناسبات بانتظام. ومن بين الاهتمامات العامة الأخرى لتشارلز، قضية البيئة والتغير المناخي ومصادر الطاقة البديلة، وقد تحمّس لهذه القضايا كثيرًا حتى تحوّل الأمر إلى ما حالة لا تخلو من المبالغات التي تقترب من الهوس، وهو الأمر الذي كاد ينقلب ضدّه. 

charles aston martin

فقبل انطلاق القمة العالمية للمناخ "كوب-26" عام 2021 في غلاسكو، قال تشارلز، الأمير حينها، إن سيارته من طراز "آستون مارتن" تعمل على وقود مصنّع من "فائض النبيذ الأبيض الإنجليزي ومصل مستخرج من الأجبان". وهو تعليق جرّ عليه الكثير من السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، واستعاده مغردون خلال الأيام الماضية، بعد إعلانه ملكًا جديدًا لبريطانيًا، باسم "تشارلز الثالث".

سيارات الملك تشارلز الثالث

يعرف تشارلز باختياراته الخاصّة فيما يتعلق بالسيارات وشكلها، ولطالما اقتنى سيارته المفضلة، آستون مارتن، من طراز "دي بي 6"، وهي سيارة لا تعمل على الوقود التقليدي، بل على مخرجات خاصّة من الجبن والنبيذ الأبيض العتيق.

اشترى تشارلز هذه السيارة عام 1970، وبعد عقود من قيادتها، فكّر الأمير بصيانتها وتحويلها إلى مركبة محدّثة بالكامل لتكون صديقة للبيئة. فطلب إعادة هندستها من جديد، لتعمل على محرّك يستخدم الطاقة البديلة المستدامة، لتكون متسقة بذلك مع أفكاره الحديثة حول البيئة وأزمة المناخ.

وبحسب مجلة "آستون مارتن"، فإن تشارلز حاول عدة مرات تحويل سياراته المختلفة لتعمل على الوقود البديل، إلا أن ذلك الخيار لم يكن متوفرًا سوى عند هذه الشركة البريطانية العريقة، التي يبلغ معدل سعر سياراتها 200 ألف دولار أمريكي، والتي تولت مهمة تحويل السيارة السبعينية للأمير إلى مركبة حديثة صديقة للبيئة.

في البداية، راود المهندسين الشكّ بشأن إمكان تحويل مثل هذه السيارة القديمة من طراز "دي بي 6" على نحو يضمن استخدامها العملي بلا مشاكل من قبل الأمير، وبدت المهمة بالغة الصعوبة والحساسية. إلا أنه وبعد إتمام عملية التحويل، اعترف المهندسون بأن السيارة قد باتت تعمل على نحو أفضل من السابق.

charles aston martin
تشارلز، عام 1988، بسيارة أستون مارتن "فولانتي"، إلى جانب حارسه الشخصي (Getty)

يذكر أن تشارلز اقتنى عدة سيارات أخرى من أستون مارتن، من بينها سيارة "فونتاج فولانتي"، وهي سيارة رياضية بمحرك سعته 5.3 لتر بثماني إسطوانات، وكانت هدية من أمير بحريني. أما السيارة الأخرى من الشركة نفسها، فهي "فيراج فولانتي".

اقتنى تشارلز عدة سيارات من أستون مارتن، من بينها سيارة "فونتاج فولانتي"، وهي سيارة رياضية بمحرك سعته 5.3 لتر بثماني إسطوانات

أما السيارة الأولى للأمير تشارلز، فكانت سيارة "إم جي سي" (MGC GT)، وكان ذلك في نهاية الستينات أثناء دراسته في كامبردج، قبل أن يدخل بعدها إلى عالم "آستون مارتن"، عبر سيارة "دي بي 6" الأيقونية، والتي طرحت أول مرة عام 1965، في معرض لندن للسيارات، والتي بلغت سرعتها القصوى 240 كم/ساعة، وبقدرة ثبات غير مسبوقة في السيارات الرياضية المنافسة.