09-يونيو-2017

من مظاهرات حراك الريف

ليس جديدًا على منطقة الرّيف في الفضاء المغربي أن تباشر احتجاجاتٍ ضدّ السّياسة الحكومية المعتمدة، وليس جديدًا أن تلجأ الحكومة إلى محاولة قمع الاحتجاج والتعامل مع وجوهه بمنطق التخوين والتشويه، غير أنّ الجديد، هذه المرّة، التفاعل الواضح لقطاع واسع من النّخبة المثقفة في البلاد، لصالح هذا الحراك ووجوهه وشعاراته ومطالبه، التي منها الحدّ من استفحال البطالة، وتوفر الخدمات الاجتماعية، وإنجاز الوعود الحكومية السابقة.

أصدر حوالي 450 كاتبًا وإعلاميًا وفنانا مغربيًا بيانًا، يؤيدون فيه الحراك السّلمي في الريف

في سياق هذا التفاعل، أصدر حوالي 450 كاتبًا وإعلاميًا وفنانًا مغربيًا (منهم عبد اللطيف اللعبي وعبد الرحيم الخصّار ومبارك وساط وسعيد الباز ومحمد عبابو وأحمد الصادقي ومحمد خالدي) بيانًا قالوا فيه إنّهم يتابعون الحراك الشعبي في منطقة الرّيف عمومًا والحسيمة خصوصًا بإصغاء واعٍ واهتمام كبير وقلق بالغ على ما يشهده الوضع من تطوّرات لا تبعث على الاطمئنان.

اقرأ/ي أيضًا: مثقفون جزائريون يدينون إهانة بوجدرة في برنامج تلفزيوني

وإننا إذ نؤيّد هذا الحراك السّلمي والحضاري، يقول الموقعون، ندعو مكوّنات الدّولة وأجهزتها إلى التعامل الإيجابي مع حقوق السّاكنة، بدلًا من اللجوء إلى المقاربة الأمنية، على حساب الشّروط الإنسانية التي تتبنّاها الدولة في خطاباتها الرّسمية. إشارة منهم إلى تطويق الاحتجاجات واعتقال الوجوه البارزة في قيادتها.

من هنا، أكد الموقعون على أن أوّل خطوة لإيجاد حلّ ناجع لما يقع في الريف المغربي "هي إطلاق سراح كافّة المعتقلين من نشطاء الحراك الشعبي، والدخول في حوار فوري وحكيم مع ممثلي السّاكنة قصد الاستجابة لحقوقهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المشروعة". في مقابل دعوة كافة الجهات التي تدعم الحراك إلى "الالتزام بشعار السلمية المرفوع من طرف سكان الريف منذ الخطوة الأولى، وإلى تجنب كل خطاب سلبي يسعى إلى تحوير المقاصد عن سكتها، ونسف المكاسب الرمزية التي حققتها هذه الاحتجاجات القائمة على مبادئ الحرية والكرامة".

وشدّد الموقعون الذين ينتمون إلى مشارب فكرية ومناطق جغرافية مختلفة من المغرب، على ضرورة ردّ الاعتبار للمواطن في منطقة الريف، وفي كلّ المناطق المغربية، "في ظلّ الوحدة الوطنية التي لا نقبل المساس بها أو الشكّ فيها، في أيّ حال من الأحوال".

 أكد مثقفون مغاربة في بيان لهم أن أوّل خطوة للحلّ في الريف هي إطلاق سراح كافّة المعتقلين

اقرأ/ي أيضًا: خوان غويتيسولو.. "الطائر المنعزل" يودّع مراكش

يقول الشاعر والإعلامي عبد الرحيم الخصّار، الذي كان من السبّاقين إلى ترويج البيان، لـ"الترا صوت" إنّ البيان جاء في ظلّ تأخر وجود حلّ يرضي الساكنة، واعتقال نخبة من النشطاء، "للتأكيد على الوقوف إلى جانب المطالب المشروعة للحراك، والتشبّث بمبدأ الوحدة الوطنية".

ويضيف عبد الرحيم الخصّار: "إنّ الوضع الطبيعي للمثقفين أن يكونوا في صفّ الحركات الاحتجاجات الشعبية التي تنتصر لكرامة الإنسان، لكنهم في الوقت ذاته يرفضون أيّ نزعة انفصالية أو تخريبية". ويشير إلى أنّ كثيرًا من الموقعين دخلوا السجن سابقًا بسبب هذه الروح، "وهم اليوم ينزلون إلى الساحات في وقفات تضامنية ويعبّرون عن مواقفهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي". يختم: "لا يملك الفنان إلا كلمته وعليه أن يقولها". 

 

اقرأ/ي أيضًا:

اعتقال ناصر زفزافي.. من هو قائد حراك الريف المغربي "المثير للجدل"؟

لماذا تشتعل الاحتجاجات بالمغرب في كل رمضان؟!