29-ديسمبر-2022
كتاب الإسلاميون والعلمانية

كتاب الإسلاميون والعلمانية

أصدرت "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" في بيروت، حديثًا، كتاب "الإسلاميون والعلمانية: قراءة جديدة في ضوء نظرية بشارة في العلمنة"، للباحث التونسي سهيل الحبيّب الذي يسعى فيه إلى تقديم فحص شامل لسردية العلمانية الغربية ومتخيلاتها وتطورها في خطابات الإسلاميين استنادًا إلى نظرية المفكر العربي عزمي بشارة في العلمنة كما تجلت في كتابه "الدين والعلمانية في سياق تاريخي"، الذي صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في جزئين، بين عامي 2012 – 2014.  

يقدّم سهيل الحبيّب فحصًا شاملًا لسردية العلمانية الغربية ومتخيلاتها وتطورها في خطابات الإسلاميين استنادًا إلى نظرية المفكر العربي عزمي بشارة في العلمنة

في ضوء هذه النظرية، يقدّم الباحث التونسي دراسة يرصد من خلالها تطوّر الرؤية والموقف عند عدد من الإسلاميين تجاه العلمانية، مثل جمال الدين الأفغاني، وحسن البنا، وسيد قطب، ويوسف القرضاوي، بالإضافة إلى راشد الغنوشي وعبد الوهاب المسيري الذين يقارب الحبيّب رؤاهم ومواقفهم تجاه العلمانية، هم وغيرهم، في ضوء نظرية بشارة.

يضم الكتاب الذي جاء في 244 صفحة من القطع الوسط، 4 فصول موزعة على قسمين إضافةً إلى عدة مقدمات نظرية طرح الحبيّب في الأولى سؤال: كيف تحول التدين الإسلامي إلى مسألة مربكة لنظرية العلمنة الكلاسيكية؟ وتناول في الثانية "أزمة فهم التدين الإسلامي ودينامياته باعتبارها أزمة نظرية: بين استثمار مفهوم العلمانية/ الدنيوة في تقابله مع العلمانية/ اللائكية ومفهوم ما بعد العلمانية".

وناقش في الثالثة "مركب الديني والدنيوي في العلمنة: المفتاح النظرية الذي يوفره أنموذج بشارة لفهم دينامية التدين الإسلامي ضمن عام العلمنة". بينما خصص المقدمة الرابعة والأخيرة للبحث في مسألة "السلفية والجهادية والإسلام السياسي والطائفية: ديناميات في سياق العلمنة عربيًا وخصوصياته".

اشتمل القسم الأول من الكتاب "راهنية منجز بشارة إزاء سردية العلمانية باعتبارها عنوانًا للفساد المطلق والشامل" على فصلين هما: "تطور سردية فساد العلمانية ومنطق الانفصال عن التاريخ الدنيوي وتقطيعه"، الذي سلط فيه الضوء على هذه السردية في ثلاث لحظات من تطورها، وتناول من خلاله منطق وصل العلمانية بما فوق التاريخ البشري الدنيوي وتقطيعه؛ و"من منطق الانفصال عن التاريخ الدنيوي وتقطيعه إلى جدلية تاريخ العلمنة وتاريخ الدين" الذي تناول فيه مسألتي الدولة والأخلاق في هذا السياق.

يقارب سهيل الحبيّب في ضوء نظرية بشارة في العلمنة تطور الرؤية والموقف عند عدد من الإسلاميين تجاه العلمانية

 

أما القسم الثاني "راهنية منجز بشارة إزاء سردية العلمانية باعتبارها خصوصية مسيحية غربية"، فقد ضم فصلين هما: "تطور سردية الخصوصية ونمط التدين الهوياتي" الذي سلط فيه الضوء على ثلاث لحظات معتبرة في تطور هذه السردية، وناقش عبره نمط التدين السياسي الهوياتي؛ و"من منطق الخصوصية الهوياتية الثابتة إلى منطق الخصوصية التاريخية المتحركة"، الذي تناول فيه مسألة التدين السياسي الهوياتي ضمن عام العلمنة، واستعرض من خلاله صورة من خصوصيات العلمنة ومفارقاتها عربيًا.