06-يوليو-2019

زياش يهدر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من مباراة المغرب مع بنين (Getty)

تعرّضت الكرة المغربية ليلة الجمعة لإحدى أسوأ النكسات التي واجهتها في تاريخها، بعد الإقصاء المدوّي من كأس أمم أفريقيا، إثر الخروج المفاجئ بركلات الترجيح أمام بنين من الدور ثمن النهائي، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل1-1، حيث انتهى الشوط الثاني من المباراة بالتعادل 1-1، ولجأ الفريقان لوقتين إضافيين لم يشهدا أي جديد فيما يتعلّق بالنتيجة، ليحتكما لركلات الترجيح التي انتهت بتفوّق بنين 4-1، فواصلت بنين مفاجآتها بالبطولة ونالت بطاقة ربع النهائي للمرّة الأولى بتاريخها.

دخل لاعبو المغرب ركلات الترجيح وهم محبطون، موقنين أنّها ركلات الحظّ، ما يعني أنها لن تكون حليفتهم

لم تمرّ الفاجعة الكرويّة التي ألمّت بأسود الأطلس مرور الكرام، فقد أفادت تقارير صحافية باعتزال القائد مبارك بوصوفة اللعب دولياً كذلك الحال بالنسبة لكريم الأحمدي، ولم يُحسم بعد مصير المدرّب هيرفي رينارد الذي يملك عقدًا يمتدّ حتى عامين آخرين، ولخروج المغرب أسباب كثيرة قد يساهم التعامل معها في التقليل من كوارث كرويّة أخرى مع فريق أنهكته التفاصيل الصغيرة، وحرمته من دخول التاريخ غير مرّة رغم اكتظاظ تشكيلاته بالنجوم، وهنا نستعرض أبرز أسباب خروج المغرب المدوّي من كأس الأمم الأفريقية:

 

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا.. تألّق مغربي وخيبة تونسيّة

عزيمة بنين:

السبب المباشر لخروج المغرب من البطولة هو منتخب بنين، إذ بلغ هذا الدور بعد 3 تعادلات في مجموعته القويّة التي ضمّت الكاميرون وغانا وغينيا الاستوائية، هذا الفريق علم حدود قدراته أمام المغاربة المرشّحين لنيل اللقب، وليس لتخطّي دور الستة عشر فقط، حيث اتّبعت بنين خطّة لعب دفاعيّة بحتة، آتت أكلها في الحد من خطورة فريق يملك نجومًا يلعبون في أبرز ميادين الكرة العالميّة، ورغم تعرّض الفريق البنيني لحدثين هامّين قد يوديا بأي فريق آخر نحو خارج البطولة، إلا أنّه صمد ونال بطاقة التأهّل التاريخي الإعجازي، إذ منح الحكم المغاربة ركلة جزاء في الثواني الأخيرة من المباراة، ولم ينتاب أحد من الفريق البنيني اليأس، كما طُرد اللاعب خالد أدنون من بنين في الدقيقة السابعة من شوط الوقت الإضافي الأوّل، ومع ذلك أصرّت بنين على المقاومة حتّى الرمق الأخير، فنالت بطاقة التأهّل بعد تحقيقها التعادل الرابع في البطولة، ويشهد التاريخ أن بنين شاركت في كأس أمم أفريقيا 4 مرّات، ولم تحقّق فيها الفوز حتّى الآن، خاضت 13 مباراة، هُزمت في 8، وتعادلت في 5، أربعٌ منها في النسخة الحاليّة، ومع ذلك أقصت المغرب من البطولة.

إلى الآن خاضت بنين 13 مباراة في كلّ مشاركاتها بكأس أفريقيا، هُزمت في 8 وتعادلت في 5 دون أن تحقّق أي فوز

عقليّة الفريق المغربي:

لعبت المغرب في المجموعة الرابعة، والتي اعتبرها الكثيرون الأصعب في البطولة، كونها تضمّ جنوب أفريقيا وساحل العاج والمغرب، إضافة إلى ناميبيا المسكينة التي وضعتها الأقدار أمام فرق كهذه، ومع ختام الجولة الثالثة تصدّرت المغرب هذه المجموعة الحديدية بسجلّ رائع، فازت على الجميع دون أن ينجح أحد في هزّ شباكها، وهيهات أن تخسر أمام فريق بنين الذي لم ينجح في تاريخه بتحقيق أي فوز في البطولة، ولم تتأهّل إلى الدور ثمن النهائي إلا بعد ثلاث تعادلات، فكيف ستنجح في الفوز على المغرب..!

اقرأ/ي أيضًا: فوز صعب لأسود الأطلس.. وانطلاقة مثالية للجزائر في كأس أمم أفريقيا

بالفعل، لم تفز بنين على المغرب، تعادلت معها وأقصتها بركلات الترجيح، ربّما نسي المغاربة أنّ فوزين من الثلاثة الذين تحقّقوا في دور المجموعات، أتيا بالدقيقة الأخيرة من المباراة، وتحديدًا أمام نامبيا في الدقيقة 89، وجنوب أفريقيا بالدقيقة 90، وأن أجمل مباريات المغرب تكون أمام الفرق الكبيرة، ويصيبها شيء غريب في سوء الأداء والتركيز أمام الفرق الأضعف منها نسبيًّا، إذ كان من الواضح أن الفريق يفكّر بمواجهة السنغال أو أوغندا في دور الثمانية، لأن تخطّي بنين هو مسألة وقت لا أكثر حسب ما أكّدت لنا مجريات المباراة من استهتار وإضاعة للفرص.

سوء الطالع:

نالت المغرب لقبها الوحيد في المسابقة منذ عام 1976، ولم يستطع أسود الأطلس أن يكرّروا فعلتهم هذه في السنوات التي تلت تلك البطولة التي أقيمت بأثيوبيا، رغم امتلاك المغرب لأجيال كرويّة رائعة تفوق مهارة ونجوميّة ذاك الجيل الذي رفع الكأس، فلم ينجح جيل مصطفى حاجي ويوسف شيبو الذي أبدع في مونديال فرنسا أن يمنح بلاده الكأس، واقترب الجيل الكروي الذي يليه من تحقيق ذلك لولا هزيمته في النهائي أمام التونسيين أصحاب الضيافة، كما خرج في النسخة السابقة من الدور ربع النهائي أمام مصر بالدقائق الأخيرة رغم أفضليّته في المباراة، وفي هذه النسخة أهدر لاعبوه كمًا هائلًا من الفرص، وأضاع نجمه حكيم زياش ركلة جزاء في ثواني اللقاء الأخيرة، ولم يستثمر الفريق أفضليّته التي جانبها الحظّ في كثير من الفرص، ودخلوا ركلات الترجيح محبطين موقنين أنّها ركلات الحظّ، ما يعني أنها لن تكون حليفتهم..

 

اقرأ/ي أيضًا:

 كأس أمم أفريقيا 2019.. مصر تستهلّ مشوارها بفوز ضئيل على زيمبابوي

كأس أمم أفريقيا.. الكونغو تلعب ومصر تفوز..!