29-يونيو-2019

تألّق لافت للمغرب أمام ساحل العاج وضعها في ثمن نهائي كأس أمم أفريقيا (Getty)

حجزت المغرب مكانًا لها في دور الستة عشر من كأس أمم أفريقيا، بعد فوزها في الجولة الثانية من دور المجموعات على ساحل العاج، في قمّة منتظرة تفوّق بها المغاربة بهدف وحيد، فيما فشلت تونس في تحقيق الفوز للمباراة الثانية لها على التوالي بالمسابقة، وأسفر تعادل نسور قرطاج مع مالي عن تعقيد مهمّة الفريق في سبيل الوصول للدور ثمن النهائي.

فشلت تونس في تحقيق فوزها الأوّل بالبطولة، فيما تفوّقت المغرب على ساحل العاج ونالت انتصارها الثاني على التوالي بالبطولة

بعد فوز ضئيل على ناميبيا المتواضعة في أولى جولات المجموعة الرابعة، كان على المغرب إعادة الثقة لجماهيرها، فمجموعتها حديدية تضمّ جنوب أفريقيا وساحل العاج، هذا الأخير الذي اكتوى بنار مدرّبه السابق ومدرّب المغرب الحالي هيرفي رينارد ثلاث مرّات، وخسر في آخر ثلاث مواجهات مع المغرب بسبب هذا المدرّب الذي منح الأفيال كأس أمم أفريقيا 2015، هي مناسبة مثاليّة لثأر إيفواري من مدرّبهم السابق، علّهم يحرزون فوزهم الثاني في البطولة، ما يؤهّلهم لدور الستة عشر مبكّرًا، وهو الهدف نفسه الذي دخلت من أجله المغرب المباراة.

اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا.. الكونغو تلعب ومصر تفوز..!

كانت بداية المباراة ناريّة كما هو متوقّع في أبرز كلاسيكيات القارّة، فرصة خطرة للغاية لصالح ساحل العاج في ثواني المباراة الأولى، أبعدها المدافع المغربي رومان سايس برأسه من على خطّ المرمى، شعر المغاربة بخطورة الوضع القائم، فبادروا بالضغط على مرمى خصمهم وأقلقوا دفاعاته بتحرّكات مرابط والزياش والنصيري، هذا الأخير سدّد كرة جميلة انحرفت عن مرمى الحارس جبوهو في الدقيقة 18، 5 دقائق أخرى ويخترق مرابط دفاعات ساحل العاج، ويراوغ اللاعبين واحدًا تلو الآخر، ليمرّر كرة على طبق من ذهب للنصيري الذي لم يتوانَ عن وضعها في الشباك، استمرّ تألّق أسود الأطلس اللافت، عبر اللعب الجماعي المتقن واللمحات الفنّية العالية، فمرّر زياش كرة عرضية لمرابط الذي موّه بأقدامه تاركًا الكرة للنصيري، والذي فشل في تسجيل الهدف الثاني بسبب تألّق الحارس الإيفواري، رفض الحارس المغربي ياسين بونو أن ينهي الإيفواريون الشوط الأوّل متعادلين، فتصدّى بطريقة رائعة لكرة سيري دي، فانتهى أجمل أشواط البطولة بتقدّم مغربي 1-0.

 ضغط لاعبو ساحل العاج على مرمى ياسين بونو من أجل تعديل النتيجة دون جدوى، الهجوم للأمام أدّى لترك مساحات خلفيّة لم يستغلّها المغاربة، فافتقد أسود الأطلس للمسة الأخيرة بسبب التسرّع تارة، وتارة أخرى بسبب سوء الطالع، فالكرة القويّة التي سدّدها زياش علت العارضة، والحارس جبوهو أبعد كرة يونس بلهندة، ولم يستغلّ مزراوي العرضية المتقنة من مبارك بوصوفة، فصوّب الكرة على العارضة، وذلك بعد لحظات من كرة مقصّية كادت ساحل العاج أن تعدّل بها النتيجة لولا تألّق بونو، لتحجز المغرب مكانها في دور الستة عشر متصدّرة المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، فيما تجمّد رصيد ساحل العاج عند النقاط الثلاث، وهو نفس الرصيد الذي تملكه جنوب أفريقيا الفائزة على ناميبيا بهدف وحيد، هذه الأخيرة تذيّلت المجموعة دون رصيد، وكان من اللافت في هذه المجموعة أنّ جميع المواجهات الأربع التي لُعبت في الجولتين انتهت بنتيجة واحدة 1-0، وهنا أصبحت المغرب رابع فريق يضمن مكانه في دور الستة عشر بعد مصر والجزائر ونيجيريا.

اقرأ/ي أيضًا: فوز صعب لأسود الأطلس.. وانطلاقة مثالية للجزائر في كأس أمم أفريقيا

على الجانب الآخر فشلت تونس في تحقيق الفوز بمباراتها الثانية على التوالي، إذ تعثّرت بالتعادل في أولى جولات المجموعة الخامسة أمام أنغولا بهدف لهدف، في وقت تخطّت به مالي موريتانيا بأربعة أهداف لواحد، وانتظرت اقتناص صدارة المجموعة من مالي في الجولة الثانية، لكنّها فشلت في ذلك بالتعادل 1-1، حيث بدأ نسور قرطاج المباراة بشكل مثالي، عبر هجمات خطرة للغاية بطلها وهبي الخزري نجم سان إيتيان الفرنسي، والذي كاد أن يفتتح النتيجة مبكّرًا بركلة حرّة مباشرة ردّتها العارضة، كما جرّب حظّه بكرة من منتصف الملعب سدّدها تجاه المرمى، لكنّ الحارس المالي أنقذ شباكه بصعوبة، وارتكب حارس تونس معز حسن هفوة كبيرة كادت أن تمنح الماليين هدف التقدّم، عندما فشل في السيطرة على كرة يوسف كوني، لكنّ الدفاع احتوى الموقف وأبعد الكرة لركنيّة، شكّلت هذه الهجمة ختام أبرز فرص الشوط الأوّل الذي انتهى بالتعادل السلبي.

لا تسلم الجرّة في كلّ مرّة، إذ ارتكب معزّ حسن خطأ كبيرًا تسبّب بهدف مالي الأوّل، عندما أراد أن يمسك بكرة مرفوعة من ركلة ركنيّة نفذها دياي ساماسيكو، لكنّه حوّلها إلى داخل شباك فريقه بدلًا من ذلك، عشر دقائق بعد ذلك واستطاع وهبي الخزري أن يعدّل الكفّة من ركلة ثابتة، نفّذها بقوّة ولامست حائط الصدّ البشري الذي حرفها بعكس مكان تواجد حارس المرمى في الدقيقة 70، وبعد ذلك هدأ نسق المباراة من جانب التونسيين، الأمر الذي منح الماليين المزيد من الثقة من أجل العمل على هجمات مرتدّة، والتي كادوا أن يسجّلوا من إحداها الهدف القاتل بالوقت بدل الضائع، عندما انفرد موسى ماريغا بالحارس معز حسن، لكنّ الأخير الذي تسبّب بهدف الماليين، أنقذ مرماه من آخر، لتفشل تونس في ضمان تأهّلها لدور الستة عشر أسوة بمصر والمغرب والجزائر ونيجيريا، وسيكون عليها الفوز على موريتانيا بالجولة الثالثة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

 كأس أمم أفريقيا 2019.. مصر تستهلّ مشوارها بفوز ضئيل على زيمبابوي

بغيابه وحضورها.. أمير القلوب يهزم سلطة الدكتاتور