للمباراة الثانية على التوالي، فشل المنتخب المصري في تقديم مستوى يرضي جماهيره الغفيرة التي ملأت استاد القاهرة الدولي، ضمن الجولة الثانية من كأس أمم أفريقيا، ومع ذلك خطف الفراعنة النقاط الثلاث أمام الكونغو الديمقراطية بالفوز بهدفين دون رد، لتكون مصر ثاني المتأهّلين لدور الستة عشر بعد المنتخب النيجيري الذي حقّق الفوز الثاني له بالمسابقة على حساب غينيا بهدف وحيد.
انتصرت مصر في الجولة الأولى على زيمبابوي بهدف وحيد سجّله تريزيغيه، في مباراة غابت عنها اللمحات الفنّية المنتظرة أمام فريق ضعيف نسبيًا، برّر الكثيرون هذا بضغط المباريات الافتتاحية التي فضّل الفراعنة من خلالها تحصيل النقاط الثلاث بصرف النظر عن الأداء، علّ المدرّب المكسيكي خافيير أغيري يعوّض المتابعين عن ذلك في ما تبقّى من لقاءات، فالمواجهة التالية ستكون مع الكونغو الديمقراطية متذيّلة المجموعة الأولى، والتي هُزمت في الجولة السابقة أمام أوغندا بهدفين دون رد.
رغم الأداء الباهت وفرص الكونغو المهدرة، حقّقت مصر الأهم وضمنت مكانًا لها في دور الستة عشر
وقبل اللقاء بساعات شُغل الشارع المصري بقضيّة اللاعب عمرو وردة، حيث استُبعد من المنتخب بسبب ما سمّاه الاتحاد المصري لكرة القدم بالفضيحة الأخلاقية، عندما نشرت فتاة مكسيكية محادثات خاصة مشتركة معه تضمّنت بعض مقاطع الفيديو التي وصفها الإعلام المصري بالإباحيّة، وأدى ذلك لاستبعاد لاعب باوك سالونيكا من تمثيل الفراعنة، وقبل ذلك بأيام فقط عمّت مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل واقعة اتّهام وردة مع 3 من زملاءه في المنتخب بالتحرّش لفظيًّا بحقّ عارضة أزياء مصريّة، واللاعبون هم محمود حمدي الونش وأحمد حسن كوكا إضافة إلى أيمن أشرف وعمرو وردة، وحينها احتوى الفريق الأزمة واستطاع التخلّص من الضغط الإعلامي الذي سبّبته، قبل أن تفجّر الفتاة المكسيكية هذه الفضيحة، وهو أمر يعشقه الإعلام المصري، ولمّح بذلك صراحة قائد المنتخب أحمد المحمّدي الذي تضامن مع وردة، وحمّل وسائل إعلام بلاده مسؤولية تضخيم الأمور، وهو أمر قد يضرّ بتركيز اللاعبين.
اقرأ/ي أيضًا: كأس أمم أفريقيا 2019.. مصر تستهلّ مشوارها بفوز ضئيل على زيمبابوي
وسط هذه الأجواء دخلت مصر اللقاء بغية تعويض الجماهير خيبة أداء مباراة زيمبابوي الباهت، لكنّ الكونغو الديمقراطية كانت أكثر شراسة ورغبة في الفوز، فمنذ الدقيقة الثالثة صوّب مبوتو كرة قويّة احتضنها الشنّاوي باقتدار، ردّ النجم محمّد صلاح بانفراد مع حارس المرمى، فصوّب الكرة وارتطمت بالمدافع الذي أتى من الخلف وحرف الكرة لركلة ركنيّة، وفي الدقيقة العاشرة كادت الكونغو أن تفتتح النتيجة من كرة عرضية تهادت أمام بولينجي في خط الستة أمتار، لكنّه صوّبها في العارضة المصريّة، استمرّت سيطرة الضيوف على مجريات المباراة، محاولات متكرّرة أغلبها من الكرات العرضية المرفوعة على الأطراف، وبدا الفريق المصري دون حول أو قوّة أمام الإصرار الكونغولي، وبعكس مجريات اللقاء استطاع قائد الفراعنة أحمد المحمّدي تسجيل هدف التقدّم بالدقيقة 25، عندما استثمر الارتباك بدفاعات الخصم وتلقّى كرة تهادت أمامه وأودعها بذكاء في الشباك.
اقرأ/ي أيضًا: فوز صعب لأسود الأطلس.. وانطلاقة مثالية للجزائر في كأس أمم أفريقيا
انتعشت مصر بعد هذا الهدف وأصيب الخصوم بنوع من الإحباط، وأدى ذلك لاستعادة أصحاب الأرض المبادرة بشكل نسبي، وأقلقت تحرّكات أفضل لاعب في المباراة محمود حسن تريزيغيه الفريق الكونغولي، وتسبّب بالحصول على ركلة حرّة مباشرة صوّبها محمد صلاح بقوّة وأنقذها حارس المرمى، كما استمرّت الارضة المصرية بخدمتها للحارس الشنّاوي عندما وقفت أمام كرة رأسية من بولينجي وحرمته من تعديل النتيجة، وقبل نهاية الشوط الأوّل بدقيقة أبهر تريزيغيه الجميع بمجهود فردي رائع من منتصف الملعب، فراوغ لاعبي الكونغو وأهدى محمّد صلاح تمريرة بينية جعلته منفردًا في المرمى، ولم يتهاون نجم ليفربول في وضعها بالشباك هدفًا ثانيًا للفراعنة أنهوا به الشوط الأوّل.
استمرّ الحال كما هو في الشوط الأوّل، أفضليّة كونغولية واضحة، ومحاولات مستمرّة لتقليص الفارق، مقابل تحفّظ واضح بأداء المصريين، وندرت المحاولات المصرية التي كان أبرزها انفراد أحمد حسن كوكا، وتسديدات محمّد صلاح، وعاب الفراعنة الأداء الفردي الواضح وغياب اللمحات الفنّية الجماعية، بعكس الفريق الخصم الذي عانده الحظّ مرارًا وأجبر المصريين على الخشونة للحدّ من خطورة هجماته، فانتهى اللقاء بفوز أصحاب الأرض بهدفين دون رد، بذلك تصدّر الفراعنة المجموعة برصيد 6 نقاط بعد جولتين من البداية، متفوّقين على أوغندا التي تملك 4 نقاط بعد تعادلها سلبًا مع زيمبابوي صاحبة النقطة الوحيدة، فيما فشلت الكونغو الديمقراطية بتحصيل أي نقطة لها حتّى الآن.
اقرأ/ي أيضًا:
المغرب في مجموعة الموت.. ومهمّة سهلة لتونس ومصر في أمم أفريقيا 2019
أمم أفريقيا 2019.. ما هي أبرز المنتخبات العربية المرشحة للتتويج باللقب؟