22-يونيو-2019

مصر تكتفي بهدف وحيد في مرمى زيمبابوي (Getty)

استهلّت مصر مشوارها في كأس أمم أفريقيا بفوز متواضع على زيمبابوي بهدف وحيد، وذلك في المباراة الافتتاحية للبطولة بحضور أكثر من 75 ألف متفرّج ملأوا استاد القاهرة الدولي، لتتصدّر مصر المجموعة الأولى التي تضم أيضًا الكونغو الديمقراطية وأوغندة.

تميّزت النسخة الحاليّة بالعديد من اللحظات الفارقة في تاريخ القارّة السمراء، فبعد اعتذار الكاميرون عن استضافة البطولة نالت مصر هذا الشرف للمرة الخامسة في تاريخها، وتم إقرار إقامة البطولة في فصل الصيف عوضًا عن الشتاء للمرّة الأولى، ما يضمن مشاركة نجوم القارّة كافّة في البطولة، وهو أمر لطالما عانت منه الأندية الأوروبية، حيث كان نجومها يغادرون الفريق في بدايات كانون الثاني/يناير ويغيبون لمدّة شهر على الأقل من أجل المشاركة مع منتخبات بلادهم، ما يؤثّر على مستويات الأندية التي تفقد أعمدتها في أحلك لحظات المنافسة المحلّية والأوروبية.

رغم الدعم الجماهيري الهائل واتّساع الهوّة بين الفريقين من النواحي كافّة، اكتفت مصر بالفوز على زيمبابوي بهدف وحيد

 وقبل بداية البطولة بأيام كاد فريق زيمبابوي أن يعكّر الأجواء، فمن المقرّر أن يقدّم لاعبوه أفضل مستوياتهم في المباراة الافتتاحيّة للنسخة الحاليّة، ليس لأنّهم سيواجهون فيها الفراعنة أبطال القارّة التاريخيين فقط، بل لأنّهم سيكونون محطّ أنظار ملايين المشاهدين في العالم التوّاقين لمتابعة المباراة الافتتاحية، ومع ذلك هدّد الفريق بالانسحاب من البطولة قبل انطلاقها بساعات فقط، وذلك بسبب عدم إيفاء الاتحاد الكروي المحلّي بالتزاماته للاعبي المنتخب، حيث وعدهم وفقًا لتقارير صحفيّة بتحويل مبلغ 9 آلاف دولار لكلّ لاعب من مستحقٌاته السابقة في موعد أقصاه الثلاثاء السابق، ومع انتهاء المهلة واقتراب موعد المباراة هدّد لاعبو الفريق بالانسحاب من البطولة، إلى أن تدخّل سفير البلاد في مصر واجتمع معهم إلى جانب وزير الرياضة الذي وعد اللاعبين بتسليمهم مستحقّاتهم، فانتهت الأزمة قبل ساعات من بداية المباراة الافتتاحية.

اقرأ/ي أيضًا: المغرب في مجموعة الموت.. ومهمّة سهلة لتونس ومصر في أمم أفريقيا 2019

شتّان ما بين الحالة التي يعيشها الفريق الزيمبابوي وصاحب الأرض منتخب مصر، الفراعنة بما يملكون من نجوم عالميّين أوّلهم محمّد صلاح، متعطّشون وجماهيرهم بشكل كبير نحو اللقب الأفريقي الغائب عن خزائنهم منذ عام 2010، وكادوا أن يظفروا بالكأس الأفريقية في النسخة السابقة لكنّهم خسروا النهائي أمام الكاميرون وضاعت هنالك أحلام التتويج بالكأس الثامنة، ما سبق جزء صغير من مجموعة ظروف  ومفارقات تجعل المقارنة بين الفريقين شبه مستحيلة، وأي نتيجة غير تفوّق مصر على زيمبابوي في المباراة الافتتاحية ستكون ضربًا من الخيال.

من أجل حسم الأمور مبكّرًا، حاولت مصر أن تفتتح النتيجة بهدف في الدقائق الأولى، فشنّ الفراعنة هجمات مركّزة على مرمى زيمبابوي، وبدأ مسلسل المحاولات الطويل في الدقيقة الثانية، عندما أبعد الدفاع كرة محمد صلاح المرفوعة إلى ركلة ركنية، بعد ذلك تصدّى الحارس لرأسيّة مروان محسن، ومرّت الدقائق العشر الأولى بسلام على مرمى الضيوف، فجرّبوا حظّهم بالكرات العالية والهجمات المرتدّة، لكنّ الشناوي أبطل مفعولها.

اقرأ/ي أيضًا: معركة الكاف.. هل تطيح تصفية الحسابات بعيسى حياتو؟

ومع عودة المباراة للهدوء استمرّت المحاولات المصرية من كلّ الاتّجاهات، فذهبت محاولات صلاح المتكرّرة مرّة بجانب المرمى وأخرى بيد الحارس، هذا الأخير تألّق في أكثر من محاولة أمام عبد الله السعيد ومروان محسن ومحمود علاء، وعلى عكس مجريات اللقاء كادت زيمبابوي أن تحقّق المفاجأة، عندما كاد لاعب الوسط خاما بيليات أن يفتتح النتيجة من انفراد تام بالحارس الشنّاوي، إلا أن الأخير أنقذ مرماه من هدف محقّق وحوّل الكرة لركلة ركنيّة، أدرك المصريّون جيّدًا أن عليهم التفكير بجدّية أكبر في اللقاء، وإهدار المزيد من الفرص سيقرّب الضيوف من صنع المفاجأة، لذلك عادت وتيرة الضغط العالي لهجوم مصر على مرمى خصمهم، ومع غروب شمس شوط المباراة الأوّل نجح محمود حسن تريزيغيه في افتتاح أهداف البطولة، عندما أنجز وزميله أيمن أشرف سلسلة تمريرات ثنائيّة وختمها بتسديدة رائعة على يسار الحارس الزيمبابوي إدمور سيباندا، لينتهي النصف الأوّل بتقدّم مصري 1-0.

مع بداية الشوط الثاني جرّب تريزيغيه حظّه من خارج منطقة الجزاء دون جدوى، ودافع لاعبو زيمبابوي بشكل جيد على تحرّكات محمّد صلاح، والذي لم ترتقِ محاولاته وتسديداته لدرجة الخطورة، ومع دخول وليد سليمان وعمرو وردة ازدادت فاعليّة الهجمات المصريّة، وكاد محمّد صلاح أن يسجّل الهدف الثاني من انفراد محقّق، لكنّ حارس الضيوف الذي حلّ بديلًا أنقذ الموقف، ومع قرب المباراة من نهايتها لجأ أصحاب الأرض للدفاع من أجل الحفاظ على تفوّقهم في المباراة، فانتهى اللقاء بفوز ضئيل لمصر بهدف وحيد، وهو ما منحهم النقاط الثلاث، في افتتاح مثالي لمشوار سيكون طويلًا في كأس أمم أفريقيا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الكاميرون على عرش أفريقيا للمرة الخامسة

5 دروس من ليلة عصام الحضري الأسطورية