30-مارس-2024
بحث الخطة مع دول عربية

أكسيوس تحدث عن "تقدم في الترويج لهذه المبادرة سواء من حيث استعداد إدارة بايدن لمناقشتها أو من حيث انفتاح الدول العربية على الفكرة" (تويتر)

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن أن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بحث خلال زيارته للولايات المتحدة إنشاء قوة عسكرية متعددة الجنسيات تضم قوات من الدول العربية للسيطرة على غزة ومرافقة قوافل المساعدات الإنسانية.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن "مثل هذه الخطوة ستبني هيئة حكم في القطاع ليست حماس وستعالج مشكلة إسرائيل المتزايدة مع الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالوضع الإنساني في غزة".

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن مسؤولين عسكريين ودفاعيين إسرائيليين ناقشوا هذه القضية في الأسابيع الأخيرة مع ممثلين عن ثلاث دول عربية

وطلب غالانت دعمًا سياسيًا وماديًا أمريكيًا لمثل هذه المبادرة، ولكن ليس بإرسال قوات أمريكية على الأرض، في اجتماعات مع وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية توني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، فإن الاقتراح هو أن تبقى قوة عربية في غزة لفترة انتقالية محدودة وتكون مسؤولة عن تأمين الرصيف المؤقت الذي ستبنيه الولايات المتحدة قبالة الساحل ومرافقة القوافل الإنسانية حتى تصل المساعدات. 

قال مسؤول إسرائيلي كبير إن مسؤولين عسكريين ودفاعيين إسرائيليين ناقشوا هذه القضية في الأسابيع الأخيرة مع ممثلين عن ثلاث دول عربية، بما في ذلك مصر، وشملت المناقشات زيارات مسؤولين إسرائيليين لتلك الدول.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي لـ"أكسيوس" أن "هناك تقدم في الترويج لهذه المبادرة سواء من حيث استعداد إدارة بايدن لمناقشتها أو من حيث انفتاح الدول العربية على الفكرة".

وعلى الجانب الآخر، قال مسؤول عربي من إحدى الدول المطروحة للفكرة إن غالانت يبدو أنه أساء فهم الموقف العربي. موضحًا أن الدول العربية ليست مستعدة لإرسال قوات لتأمين قوافل المساعدات في الوقت الحالي لكنها قد تفكر في إرسال قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام بعد الحرب. وحتى ذلك الحين، يجب أن تكون القوة تحت قيادة الولايات المتحدة ويتم تجميعها في سياق العمل نحو حل الدولتين، بحسب المسؤول العربي.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن فكرة القوة المتعددة الجنسيات طرحت خلال محادثات بلينكن مع وزراء خارجية عدة دول عربية في القاهرة الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول الأمريكي إن مصر هي الدولة الرئيسية التي تدرس الفكرة، لكنها تتطلب دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية لإرسال قوات عربية إلى غزة وتأتي في السياق السياسي لحل الدولتين.

وأشاد المسؤول الأمريكي بالفكرة، لكنه قال إن فرص الترويج لها على المدى القريب منخفضة نسبيًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتدخل السلطة الفلسطينية في غزة وحل الدولتين.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه من المتوقع أن يعقد غالانت وغيره من كبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين محادثات متابعة حول الاقتراح مع الولايات المتحدة والمشاركين العرب المحتملين.

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن القوة ستضم مسلحين من دول عربية، سيؤمنون الإمدادات التي يتم إدخالها إلى القطاع والميناء الذي يجري إنشاؤه هذه الأيام. واشترطت الإدارة الأمريكية مشاركتها في المبادرة بالترويج لبرنامج "لليوم التالي" للحرب. وقد تم بالفعل إبلاغ مجلس الوزراء الحربي ونتنياهو بالتقدم المحرز في هذا الملف.

ووفقًا للمحادثات الأولية في، ستتكون القوة المتعددة الجنسيات المعنية من مسلحين من ثلاث دول عربية، تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وتمت مناقشة مسألة إنشاء قوة أمنية تتمركز في قطاع غزة بشكل مطول خلال زيارة وزير الأمن يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع. وخلال جولة اللقاءات، أبدت إدارة بايدن اهتمامها بالترويج للفكرة، لكنها اشترطت المشاركة الأميركية بالترويج لخطة واضحة "لليوم التالي" للحرب.

وبحسب مسؤول إسرائيلي تحدث مع القناة الـ13 الإسرائيلية، فإن بعض الدول المعنية قد أعطت موافقتها من حيث المبدأ على الفكرة. ولا تزال المناقشات جارية مع بعض الدول الأخرى التي قد تشارك. وفي الوقت نفسه، تم أيضًا إطلاع مجلس الوزراء الحربي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التقدم المحرز في المحادثات.

وفي يوم الخميس، أشارت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إلى أن الإدارة الأمريكية تبحث في عدة سيناريوهات لـ"اليوم التالي" للعدوان على غزة، من بينها تأسيس قوة دولية ونقلها إلى قطاع غزة، أو إنشاء قوة أمنية فلسطينية تتولى المسؤولية، لكن النقاشات الأمريكية ما تزال في مراحل أولية، وإسرائيل لا تكترث بشكلٍ كبير فيها، بحسب ما ورد في صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

ويجري مسؤولو إدارة بايدن "محادثات" أولية حول خيارات "تحقيق الاستقرار" في غزة بعد الحرب، بما في ذلك اقتراح للبنتاغون للمساعدة في تمويل قوة متعددة الجنسيات أو قوة "حفظ سلام فلسطينية".

ووفق الصحيفة الأمريكية، لن تشمل الخيارات التي يتم النظر فيها وجود قوات أمريكية على الأرض، وفقًا لمسؤولين بوزارة الدفاع ومسؤولين أمريكيين آخرين. وبدلًا من ذلك، فإن تمويل وزارة الدفاع سوف يوجه نحو احتياجات قوات الأمن ويكمل المساعدة المقدمة من البلدان الأخرى.

وردًا على طلب للتعليق لـ"بوليتيكو"، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "إننا نعمل مع الشركاء على سيناريوهات مختلفة للحكم المؤقت والبنى الأمنية في غزة بمجرد انحسار الأزمة"، رافضًا تقديم تفاصيل محددة. وأوضح: "لقد أجرينا عددًا من المحادثات مع كل من الإسرائيليين وشركائنا حول العناصر الأساسية لليوم التالي في غزة عندما يحين الوقت المناسب".

وأضافت "بوليتيكو": "قد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر قبل أن توافق واشنطن وشركاؤها على أي خطة، خاصة وأن اللاعبين الإقليميين يريدون رؤية التزام بحل الدولتين قبل الانخراط بجدية في الخيارات. وهناك أيضًا تساؤلات حول جدوى تدريب قوة محتملة بقيادة فلسطينية في الوقت المناسب للحفاظ على النظام في غزة".

وأشارت المصادر إلى أن "إسرائيل مترددة في إجراء هذه المحادثات حتى تتمكن من تفكيك حماس عسكريًا وتضمن إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم".

وقال أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية: "إن إسرائيل هي العمود الطويل في الخيمة"، مشيرًا إلى أن "أيدي" إسرائيل "مشغولة بأشياء أخرى"، وفق قوله.

وأضاف المسؤول: "سيكون الأمر مختلفًا إذا كانت الإدارة والحكومة الإسرائيلية متفقتان على الطريق إلى الأمام، لكن هذا ليس هو الحال".

وأكد المسؤولون لـ"بوليتكيو" أن المحادثات تشمل البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية ونظرائهم الأجانب حول الشكل الذي ستبدو عليه قوة الأمن المحتملة في اليوم التالي للعدوان على غزة.

وبموجب الخطط الأولية التي يتم وضعها، ستوفر وزارة الدفاع الأمريكية التمويل لنوع ما من القوات الأمنية بما لا يشمل وجود قوات أمريكية على الأرض في غزة، وفقًا لمسؤولي وزارة الدفاع. 

وأضاف أحد المسؤولين أنه يمكن استخدام المساعدات لإعادة الإعمار والبنية التحتية والمساعدات الإنسانية وغيرها من الاحتياجات.

ومن المرجح أن يحتاج البنتاغون إلى تحويل الأموال من أماكن أخرى في الوزارة لدفع تكاليف الخطة. وستعمل المساعدة الأمريكية على استكمال مساهمات الدول الأخرى، بحسب المسؤولين الأمريكيين.

أما بالنسبة لفريق حفظ السلام المحتمل بقيادة فلسطينية، فلا يزال من غير الواضح من الذي سيقوم بتدريب وتجهيز أعضائه، والذي يمكن أن يشمل حوالي 20 ألف فرد من أفراد الأمن المدعومين من السلطة الفلسطينية.

كما بدأت وزارة الدفاع الأمريكية في البحث عن خيارات لدعم نوع ما من القوة المتعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في غزة في العام الجديد، عندما كانت هناك توقعات بأن إسرائيل يمكن أن تبدأ قريبًا في إنهاء عملياتها.

وقال مسؤول وزارة الدفاع الأمريكية: إنه "على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين أجروا محادثات مع الشركاء الإقليميين حول الشكل الذي ستبدو عليه تركيبة هذه القوة، إلا أن أيًا منهم لم يؤكد المشاركة لأن الخطة لم يتم الانتهاء منها بعد". وأخبرت العديد من الدول في المنطقة إدارة بايدن أنها لن تفكر في المشاركة إلا عندما تكون هناك خطة جادة لحل الدولتين.

وقال المسؤول نفسه: "على الرغم من أننا أجرينا محادثات على الهامش مع الشركاء الإقليميين حول ما سيكونون على استعداد للقيام به والمساهمة فيه وقبوله، إلا أن ذلك لم يحظ باهتمام جدي من شريكنا الإسرائيلي".

وأضاف المسؤول أن إسرائيل "لا تتطلع إلى الإشارة إلى نهاية لأنها لم تحقق الأهداف التي تسعى إليها" بعد في غزة.

بحسب مسؤول إسرائيلي تحدث مع القناة الـ13 الإسرائيلية، فإن بعض الدول المعنية قد أعطت موافقتها من حيث المبدأ على الفكرة

وقال بيان صادر عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية: إن "حديث قادة الاحتلال حول تشكيل قوة دولية أو عربية لقطاع غزة هي حديث وهم وسراب وأن أي قوة تدخل لقطاع غزة هي مرفوضة وغير مقبولة وهي قوة احتلالية وسنتعامل معها وفق هذا التوصيف؛ كما نثمن موقف الدول العربية التي رفضت المشاركة والتعاون مع مقترح قادة الاحتلال".

وأضاف البيان: "إدارة الواقع الفلسطيني هو شأن وطني فلسطيني داخلي لن نسمح لأحد بالتدخل فيه، وإن كل محاولات خلق إدارات بديلة تلتف على إرادة الشعب الفلسطيني ستموت قبل ولادتها ولن يكتب لها النجاح؛ لأن الشعب الذي أعاد كتابة التاريخ بدمه وصموده لن تستطيع قوة في الأرض أن تحتل أو تنتزع إرادته حتى لو اجتمعت كل قوى الشر بقيادة أمريكا والاحتلال لتحقيقه".