04-يناير-2022

دعوات لاستمرار الاحتجاجات ضد الانقلاب في السودان (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

في أول ردة فعل على بيان استقالة رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أعلنت لجان المقاومة السودانية عن موكب مفاجئ وخارج جدول التصعيد الأسبوعي يتجّه إلى القصر الرئاسي يوم الثلاثاء. وقالت لجان المقاومة إنها لم تكن معنية منذ اللحظة الأولى بتوقيع عبد الله حمدوك على اتفاقه مع قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان وهي غير معنية الأن باستقالته، موضحة أن معركتها الحقيقية مع الانقلاب العسكري وستواصل تصعيدها لحين إسقاطه ومحاكمة قادته.

في أول ردة فعل على بيان استقالة رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أعلنت لجان المقاومة السودانية عن موكب مفاجئ وخارج جدول التصعيد الأسبوعي يتجّه إلى القصر الرئاسي 

ولم يصدر تعليق عن بيان الاستقالة من القوى الثورية والأجسام المهنية الداعمة للاحتجاجات، فلم يتضمن بيان تجمع المهنيين السودانيين الأخير سوى الدعم  لقرار لجان المقاومة السودانية بتسيير مواكب مليونية غدًا الثلاثاء.

اقرأ/ي أيضًا: قتلى وجرحى في الاحتجاجات الرافضة للانقلاب والسلطات السودانية تشن حملة اعتقالات

 في ردود الفعل الداخلية أيضًا على بيان الاستقالة، اعتبر الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير في تصريح خص به صحيفة "العربي الجديد" أن تنحي حمدوك عن منصبه سيزيد الأمور تعقيدًا، وسيبرز تداعيات سياسية ودستورية ويغير في تركيبة المعادلة السياسية كليًا، وأن محاولات العسكر فرض نفوذهم ووصايتهم على خيارات الشعب هي التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن.

فيما قال الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي المعارض محمد بدر الدين إن استقالة عبد الله حمدوك كانت أمرًا متوقعًا وأنها ستزيد تأزيم الأوضاع، وشدد على أن المخرج من الأزمة هو حوار شامل لا يقصى أحدًا.

وذهب القيادي بالحزب الشيوعي السوداني يوسف الصديق إلى أن تنحي رئيس الوزراء قد تأخر كثيرًاِ، متوقعًا أن تضيّق استقالة حمدوك الخناق على المكون العسكري داخليًا وخارجيًا. من جهته امتدح رئيس حزب الأمة القومي المكلف محمد بدرالدين ما سماه جهد رئيس الوزراء المستقيل حمدوك للخروج بالسودان إلى بر الامان.

ووصف وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم استقالة حمدوك في هذا التوقيت بأنها أمر مؤسف للغاية، ودعا إلى إحالة تلك المحنة إلى منحة وفرصة للم الشمل والعبور بالوطن إلى بر الأمان، مضيفًا أن مسؤولية القوى السياسية اليوم وحاجتها الوقوف مع النفس ومراجعة المواقف أكثر من أي وقت مضى

في حين اعتبر حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان وأحد أبرز قادة قوى الحرية والتغيير (مجموعة التوافق الوطني) مني أركو مناوي استقالة حمدوك من تجليات أزمة سياسية متراكمة واجتماعية لم تفهمها القوى السياسية، وأشار إلى أن بيان استقالة حمدوك يجب أن يُفهم، وأن المشوار طويل ولا بديل للحوار.

على الصعيد الدولي دعت الخارجية الأمريكية القادة السودانيين إلى تنحية خلافاتهم جانبًا والتوصل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني، وشددت الوزارة في بيانها على ضرورة تعيين رئيس للوزراء  تماشيًا مع الإعلان الدستوري لتحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة.

على الصعيد الميداني أعلنت لجنة أطباء السودان عن ارتفاع قتلى مظاهرات الأحد إلى ثلاثة في مدينة أم درمان وإصابة العشرات جراء استخدام قوات الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين كانوا في طريقهم إلى القصر الجمهوري بالخرطوم، وبذلك يرتفع عدد القتلى منذ الانقلاب العسكري 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 57 قتيلًا بينهم 15 منذ توقيع الاتفاق السياسي في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وفق إحصاء اللجنة.

كما ناشد "تجمّع المهنيين السودانيين" الأطباء والجراحين والممرضين بالتوجه لمستشفيات مدينة أم درمان والمستشفيات الأخرى بالعاصمة لإسعاف المصابين في مليونية 2 يناير، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة، وأوضح التجمّع في بيان على صفحته الرسمية على فيسبوك أن قوات الأمن التابعة للمجلس العسكري وغطائه المدني واصلت حملاتها الهمجية والانتقامية في مواجهة الثائرات والثوار السلميين العزل في مليونية 2 كانون الثاني/ يناير بأم درمان على وجه الخصوص وبحري والخرطوم، وأن التقارير الميدانية تشير إلى ارتقاء شهيدين بمدينة أم درمان، وسقوط أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين.

وتظاهر الآلاف في الخرطوم الأحد في إطار ما سمي مواكب "مليونية الشهداء" للمطالبة بحكم مدني وإدانة قتل المتظاهرين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي، كما انطلقت تظاهرات مماثلة قد نظّمت في كل من مدن بورتسودان ورفاعة ونيالا ودنقلا وعطبرة ومدن أخرى مع ورود تقارير حول انقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد أعلن استقالته من منصبه وقال في كلمة بثها التلفزيون السوداني في وقت متأخر من مساء الأحد إنه اتخذ هذا القرار بعد أن فشلت مساعيه الأخيرة ولقاءاته مع المكونات السياسية المختلفة للتوصل إلى توافق سياسي يجنب البلاد الانزلاق نحو ما وصفها بالفوضى وعدم الاستقرار، قائلًا "حاولت بقدر استطاعتي أن أجنب بلادنا خطر الانزلاق نحو الكارثة، في ظل هذا الشتات داخل القوى السياسية والصراعات العدمية بين كل مكونات الانتقال، ورغم ما بذلت كي يحدث التوافق، لكن ذلك لم يحدث". مشيرًا إلى أن السودان يمر بمنعطف خطير يهدّد وجوده، مؤكدًا  أن حل الأزمة السياسية لن يكون إلا بالحوار على مائدة مستديرة.

تظاهر الآلاف في الخرطوم الأحد في إطار ما سمي مواكب "مليونية الشهداء" للمطالبة بحكم مدني وإدانة قتل المتظاهرين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي

وخاطب رئيس الوزراء الأجهزة العسكرية والأمنية قائلًا إن القوات المسلحة هي قوات الشعب وتأتمر بأمره. وأكد حمدوك أنه على يقين بانتصار الثورة التي يقودها شباب السودان إذا ما نجحوا في وضع تصور مشترك للمستقبل، معتبرًا أن مشكلة السودان الكبرى هيكلية بين مكوناته المدنية والعسكرية.