25-يناير-2019

قطر تتفوّق على كوريا الجنوبية وتحجز مكانها في الدور نصف النهائي(Getty)

حقّقت قطر إنجازًا تاريخيّا غير مسبوق، عندما بلغت الدور نصف النهائي من كأس آسيا بعد أن أطاحت بكوريا الجنوبية ضمن الدور ربع النهائي، كما لحقّ بالعنّابي إلى هذا الدور الفريق الإماراتي صاحب الأرض، والذي تخطّى أستراليا بهدف وحيد، فضرب موعدًا تاريخيًا مع قطر الثلاثاء القادم في نصف النهائي، وضمنت الفرق العربيّة مكانًا لها في المباراة النهائيّة.

مواجهة منتظرة في الدور نصف النهائي بين الإمارات صاحبة الأرض وقطر التي انتصرت على كلّ خصومها وفشل الجميع في هزّ شباكها 

كُتب على المنتخب القطري أن يواجه في آخر مباراتين له فريقان توّجا بالبطولة، وهما العراق والسعوديّة، الأمر الذي أكسب العنّابي ثقة هائلة بنفسه، فهو الذي فاز في كلّ مبارياته، وأكثر من واجه فرق صعبة بالنسخة الحاليّة، وفوق كلّ ذلك لم يستطع أحد أن يهزّ شباكه بأي هدف، بينما لم تواجه كوريا الجنوبيّة اختبارات صعبة في هذه البطولة، ففي دور المجموعات انتصر بكلّ تحدّياته، وعلى الرغم من تفوّقه على الصين القويّة نسبيًّا إلا أن هذه المواجهة كانت تحصيل حال، لأن الاثنين ضمنا تأهّلهما مسبقًا من مجموعتهم، وعندما لعبت كوريا في الأدوار الإقصائيّة أمام البحرين التي تأهّلت بشقّ الأنفس تعذّبت كثيرًا حتّى تخطّتها، واضطرّت لخوض شوطين إضافيين، كلّ ما سبق عوامل ساهمت بشكل كبير في الحالة النفسية للفريقين القطري والكوري قبل مواجهتهما المرتقبة، بين الفريق الواثق من نفسه وآخر لا يملك سوى إمكاناته التي لم تظهر بعد وكثير من التاريخ الكروي العريق في القارّة الصفراء.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تتفوّق على السعودية في القمّة الآسيوية ولبنان يودّع البطولة

دخلت قطر المباراة بحذر دفاعي شديد، وكانت تعليمات المدرّب واضحة في التمركز بالمناطق الخلفيّة منعًا من تلقي هدفًا مبكّرًا يخلط أوراقه التكتيكية، فيكفيه ما تعاني منه التشكيلة بسبب غيابات اللاعبين المؤثّرين أبرزهم أفضل لاعب في آسيا عبد الكريم حسن، لم تستثمر كوريا استحواذها شبه التام على الكرة بسبب صلابة الدفاع العنّابي، وعندما تحرّك القطريون قليلاً للأمام فشلوا كذلك في تشكيل أي خطورة على الحارس الكوري.

أفرغ مدرّب قطر فليكس سانشيز ما في جعبته من حنكة تكتيكية في الشوط الثاني، وكأنّه أراد أن يمضي الشوط الأوّل بسلام على شباك فريقه العذراء، قبل أن يقول كلمته في الشوط الثاني، لأنّ العنّابي ملك مفاتيح اللعب، وتفوّق على الكوريين في هذا الشوط، بعد أن امتصّ ثورة كبريائهم في نصف المباراة الأوّل، ولم يمنع ذلك الكوريين من تشكيل الخطورة على مرمى الحارس سعد الشيب، لكنّ فاعليّة قطر كانت أجدى، عندما استلم عبد العزيز حاتم كرة من أكرم عفيف وسدّدها قويّة من خارج منطقة الجزاء، فعانقت شباك الحارس الكوري في الدقيقة 78، وكاد خوخي بوعلام أن يسجّل هدفًا ثانيًا بكرة مقصّية رائعة، لكنّ الحارس أنقذها، قبل أن تستفيق كوريا من صدمتها في دقائق المباراة الأخيرة، والتي لم تكفِ رفاق سون هيونغ مين في تعديل النتيجة، فحقّقت قطر إنجازًا غير مسبوق بوصولها للدور نصف النهائي، وواصلت كتابة التاريخ بمباراة خامسة على التوالي دون أن تهتزّ شباكها.

 لم تتفوّق الإمارات على أستراليا في تاريخ المواجهات التي جمعت الفريقين ضمن كلّ المسابقات، وفي النسخة السابقة تسبّب حامل اللقب بحرمان الإمارات من بلوغ المباراة النهائيّة بعد الفوز عليه في الدور نصف النهائي بهدفين دون رد، أرادت الإمارات أن تثأر من هزيمة عمرها 4 سنوات، وإذاقة أستراليا علقم الخروج من كأس آسيا، لكنّ الإمارات لم تقنع جماهيرها حتّى الآن، وكلّ انتصاراتها أتت باهتة على فرق لا تتميّز بقوّتها على الساحة الآسيوية، كلّ ذلك جعل الرهان على فوز الإمارات ضربًا من المجازفة، لكنّ من يتابع الفريق الأسترالي يرى بشكل جليّ مدى اختلاف هذه التشكيلة عن سابقتها التي نالت البطولة ولعبت في كأس العالم، فكلا الفريقين وجدا في هذا اللقاء مناسبة من أجل إرضاء الجماهير، وردّ الاعتبار..

اقرأ/ي أيضًا: الدورة الخامسة من كأس آسيا.. القارّة تطرد فريق الاحتلال وتحتضن العرب

ملكت أستراليا المباراة من بابها لمحرابها، وسيطرت على الكرة في خطّ وسط الملعب، لكنّ الدفاع الإماراتي نجح في إنهاء الشوط الأوّل دون أن يتلقّى أي هدف، وكان من الواضح اعتماد مدرّبه الإيطالي زاكيروني على الدفاع ثمّ الدفاع، علّ ذلك يُفقد الأستراليين اتّزانهم، وربّما أعصابهم لاحقًا.

رفضت أستراليا الاستسلام أمام الجدران الدفاعيّة الصلبة في الشوط الثاني، وواصلت ضغطها المكثّف في الشوط الثاني، وكادت أن تفتتح النتيجة في عدّة مناسبات لولا تألّق الحارس خالد عيسى، إلى أن سجّلت أستراليا هدف التقدّم في الدقيقة 63، بيد أن الحكم ألغاه بداعي التسلل بعد لجوئه لـتقنيّة الفار، واستمرّ الحال على ما هو عليه، ضغطٌ أسترالي يقابله صمود إماراتي دون فاعليّة هجوميّة، وكأنّ الإماراتيين ينتظرون أن تأتيهم الأهداف من السماء، وهو ما حدث لاحقًا، إذ ارتكب اللاعب الأسترالي ميلوس ديجينيك هفوة قاتلة عندما مرّر الكرة إلى حارس مرمى فريقه دون أن ينظر للخلف، وإذ بالمهاجم الإماراتي علي مبخوت يستلمها ويضعها في الشباك، ولم ينفع أستراليا ضغطها المستمر على الحارس خالد عيسى، فانتهى اللقاء بفوز تاريخي هو الأوّل للإمارات على أستراليا، وثأر الأبيض من خسارة نصف نهائي البطولة السابقة.

بذلك ستواجه الإمارات صاحبة الضيافة المنتخب القطري في الدور نصف النهائي الثلاثاء القادم، وعلى الجانب الآخر تواجه إيران الفريق الياباني، وهذا يعني ضمان المنتخبات العربيّة مقعدًا لها في نهائي كأس آسيا لأوّل مرّة منذ عام 2007، عندما توّجت العراق باللقب على حساب السعودية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المنطق يفرض نفسه.. إيران واليابان إلى نصف نهائي كأس آسيا!

بشباك نظيفة.. العنّابي يكمل عقد المتأهّلين إلى ربع نهائي كأس آسيا