24-يناير-2019

إيران تقسو على الصين بثلاثية نظيفة (Getty)

فرض المنطق نفسه بقوّة في أوّل مباراتين من الدور ربع النهائي في كأس آسيا، بعدما أنهت اليابان مغامرة فيتنام في البطولة، كما أذعنت الصين للتاريخ أمام إيران حاملة اللقب في 3 مناسبات. بذلك ضربت الأخيرة موعدًا مع اليابان صاحبة الرقم القياسي في رفع الكأس الآسيوية "4 مرّات"، بانتظار ما ستؤول إليه مواجهتي الجمعة بين قطر وكوريا الجنوبية، والإمارات وأستراليا.

الفريقان الوحيدان اللذان لم تهتزّ شباكهما في البطولة هما إيران وقطر

جعلت اليابان من نفسها المرشّح الأزلي لنيل اللقب الآسيوي، وطالما أرهبت خصومها في كلّ مشاركاتها السابقة، ومع بداية النسخة الحاليّة تغيّر الفريق الياباني كثيرًا، فابتعد الفريق عن المتعة واكتفى باللعب بأسلوب براغماتي، وعلى الرغم من انتصاره في كلّ مبارياته بالدور الأوّل إلا أنّه لم يقنع جماهيره بالأداء الرفيع الذي عودها عليه، لأن اليابان فازت باللقاءات تلك بفارق هدف وحيد في كلّ مبارياتها. ولم تشذّ عن هذه القاعدة أمام السعودية في دور الستة عشر، بالمقابل تصاعد أداء فيتنام تدريجيًّا في البطولة، وبعد أن نالت بطاقة التأهّل كرابع أفضل فريق نال المركز الثالث بفارق الإنذارات عن لبنان، قدّمت إحدى أجمل مبارياتها في دور الستة عشر أمام الأردن وأقصتها من البطولة بركلات الترجيح.

اقرأ/ي أيضًا: بشباك نظيفة.. العنّابي يكمل عقد المتأهّلين إلى ربع نهائي كأس آسيا

ظنّ الجميع أن اليابان ستخلع ثوبها الرديء الذي ارتدته في المباريات الأربع الأولى، لكنّ هذا الأمر لم يتحقّق، فقدّمت في الشوط الأوّل إحدى أسوأ أشواطها في تاريخ مشاركاتها بالبطولة، وغابت محاولاتها الهجوميّة طيلة 40 دقيقة باستثناء كرة مايا يوشيدا التي دخلت المرمى، قبل أن يلغي الحكم هذا الهدف بعد لجوئه لتقنيّة الفيديو، وهي المرّة الأولى التي يُعمل بها في تاريخ البطولة، وكان السبب هو ملامسة الكرة ليد القائد الياباني. في المقابل تناغمت الصفوف الفيتنامية الثلاث، فقمع الخط الخلفي المحاولات اليابانيّة، وساهم خطّ الوسط بشكل كبير في خلق فرص سانحة لم يستغلّها بشكل جيّد المهاجمين، وعلى عكس المجريات كادت اليابان أن تنهي النصف الأول لصالحها، لكنّ الحارس الفيتنامي أبطل مفعول كرة تاكومي مينامينو وحوّلها لركلة ركنيّة.

دخلت اليابان بقوّة في الشوط الثاني، ورفضت أن تحرج نفسها أكثر من ذلك،  فشنّت الهجمات واحدة تلو الأخرى دون أن تنجح في فكّ طلاسم الدفاعات الفيتناميّة، إلى أن حصلت على ركلة جزاء بعد أن منحها إياها الحكم مستعينًا بتقنيّة الفيديو، إثر دهس المدافع الفيتنامي لقدم الياباني ريتسو دوان، ونجح في تسجيلها اللاعب نفسه في الدقيقة 57. لم تنجح المحاولات الفيتنامية في تغيير نتيجة المباراة، فحقّقت اليابان انتصارها الخامس على التوالي في البطولة، وبفارق هدف واحد مرّة أخرى، وستواجه اليابان في الدور نصف النهائي الإثنين القادم المنتخب الإيراني، والذي تخطّى الصين بسهولة بالغة بواقع 3-0.

 لم ينفع لاعبي المنتخب الصيني مزاملة أفضل نجوم الكرة في أنديتهم.

أرادت الصين قبل أعوام قليلة أن تكتب تاريخًا جديدًا في كرة القدم، ومن أجل ذلك جعلت من الدوري المحلّي قِبلة لكبار نجوم كرة القدم، عسى أن ينفع ذلك اللاعبين المحلّيين في تحسين خبرتهم الكروية من أجل صبّها في بوتقة الفريق الوطني، والذي تسلّم زمام قيادته الإيطالي المخضرم مارتشيللو ليبي. وعلى هذا الأساس، ظنّت الصين أن البطولة الحاليّة ستشكّل فرصة سانحة لنيل لقب آسيوي للمرّة الأولى في تاريخها، ولكن النتيجة كانت واضحة، فاللاعبون الصينيون لم ينفعهم مزاملة أفضل نجوم الكرة في أنديتهم.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تتفوّق على السعودية في القمّة الآسيوية ولبنان يودّع البطولة

دخلت الصين المباراة مع إيران بفرصة وحيدة أنقذها الدفاع الإيراني في الدقائق الخمس الأولى، ولم تصل الكرة إلى الشباك الإيرانيّة منذ حينها، فحافظت على نظافة شباكها في البطولة، ولم يفعل أحد ذلك في هذه البطولة سوى المنتخب القطري. بالمقابل استغلّت إيران هفوات الدفاع الصيني الساذجة فسجّلت ثلاثة أهداف بالطريقة ذاتها، وكان أوّلها في الدقيقة 18 عندما وصلت كرة طويلة أخطأ الدفاع في إبعادها فاستغلّها سردار أزمون ومرّرها لرفيقه مهدي طارمي مودعًا الكرة في الشباك. وعلى هذا النحو استغلّ سردار خطأً دفاعيًّا وأودع الكرة في الشباك مع مرور نصف ساعة على بداية المباراة. وقبل نهاية اللقاء بلحظات تكرّر سيناريو الهدف الأوّل، فأخطأ الدفاع في تشتيت الكرة الطويلة، لتتهيّأ لكريم أنصاري الذي ختم أهداف اللقاء، لتصبح إيران صاحبة أقوى خط هجومي في البطولة برصيد 12 هدفًا متفوّقة بهدف على المنتخب القطري، والذي يملك مباراة مؤجّلة، كما تشترك إيران مع قطر في قوّة الخطوط الدفاعيّة التي منعت شباكها من الاهتزاز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مواجهات حاسمة اليوم وغدًا في ربع نهائي كأس آسيا

من تاريخ كأس آسيا.. تتويج ثالث لإيران وولادة جيل الكويت الذهبي