18-يناير-2019

قطر تتفوّق على السعودية 2-0 في نهائيّات كأس آسيا 2019 (Getty)

حقّقت قطر فوزًا تاريخيًا على السعودية في قمّة مواجهات المرحلة الختاميّة من دور مجموعات كأس آسيا، فظفرت بصدارة مجموعتها بثلاثة انتصارات متتالية، دون أن يستطيع أي فريق أن يهزّ شباك العنّابي، كما نجحت عُمان أخيرًا بالتأهّل لدور الستّة عشر بعد انتصار صعب على تركمانستان، بينما حوّلت التفاصيل الصغيرة حلم لبنان في التأهّل التاريخي إلى كابوس مزعج، ورغم ذلك خرج اللبنانيون من البطولة بنتائج مرضية.

حوّلت التفاصيل الصغيرة حلم لبنان إلى كابوس مزعج، وأكّدت قطر تفوّقها على السعودية في الآونة الأخيرة

على الرغم من ضمان قطر والسعودية الحضور في دور الستة عشر، بعد أن حقّق كلّ منهما فوزين على لبنان وكوريا الشماليّة، اهتمّ الجميع بما ستسفر عنه مواجهة الفريقين في المرحلة الختاميّة، فالفريقان وضعا نصب أعينهما الفوز لا غير، خصوصًا الفريق السعودي الذي يتخلّف عن قطر بفارق الأهداف، والتعادل يعني تصدّر قطر للمجموعة، وعلى الرغم من ذلك لم يخف الأخير رغبته في الفوز بهذه المواجهة، لأن العنّابي شكّل عقدة للأخضر في السنوات الماضية، فالسعوديون لم ينتصروا على القطريين في المباريات الرسمية منذ خليجي 2002، وكانت آخر مواجهة بين الفريقين في نهائي خليجي 2014 بالسعودية، عندما اقتنصت قطر اللقب في عقر دار السعودية، لذلك ظنّت الأخيرة أن فرصة الثأر سانحة للغاية. لكنّ العقدة استمرّت، والثأر تأجّل لإشعار آخر، بعد أن انتصرت قطر بهدفين دون رد.

اقرأ/ي أيضًا: سقوط سوري مدوّ في كأس آسيا.. وفلسطين على موعد مع التاريخ

مع بداية المباراة حاولت السعوديّة أن تستحوذ على الكرة، وسيطرت على مجريات اللعب بشكل نسبي، وعادت قطر تدريجياً للمباراة التي ندرت فيها الفرص، وكانت أبرز فرص تلك التسديدة التي صوّبها فهد المولّد بقوّة تجاه المرمى، لكنّها ارتطمت بالقائم، ردّت قطر بهجمات مرتدّة اتّسمت بالخطورة، ونتج عن إحداها ركلة جزاء أهدرها حسن الهيدوس بعد تألّق من الحارس السعودي محمّد العويس في الدقيقة 42، وظنّ الجميع أن الشوط الأوّل سينتهي بالتعادل السلبي، ومن ضمنهم دفاعات الفريق السعودي التي أخطأت التقدير، وسمحت لكرة الهيدوس باختراق العمق، فانبرى لها هدّاف البطولة المعز علي مسجّلاً هدفه السادس في النسخة الحاليّة.

كان من الطبيعي أن تضغط السعوديّة بكثافة على الدفاعات القطرية في الشوط الثاني، بغية تعديل النتيجة، لكنّ القطريين أحكموا تحصين خطوطهم الخلفية، واعتمدوا على الهجمات المرتدّة، فلم تنجح أي من المحاولات السعودية في تسجيل هدف التعادل، بل العكس، استطاعت قطر أن تضيف هدفًا ثانيًا ألغاه حكم اللقاء بعد شكّه بارتكاب المعزّ خطأ بحقّ الحارس السعودي. لكنّ المعز استطاع لاحقاً أن يسجّل هدفه الثاني في المباراة، والسابع في البطولة، فتربّعت قطر على صدارة المجموعة الخامسة بثلاث انتصارات سجّلت فيها 10 أهداف دون أن تهتزّ شباكها، وكان نصيب المعزّ منها 7 أهداف جعلته هدّاف البطولة الحالي.

اقرأ/ي أيضًا: النشامى يصعقون حامل اللقب.. والفدائي يرتوي بنقطة تاريخية

ونالت عُمان بشقّ الأنفس بطاقة العبور لدور الستة عشر، بعد أن حازت على المركز الثالث في المجموعة السادسة بانتصارها في الدقائق الأخيرة على تركمانستان 3-1. تقدّم العمانيون عبر أحمد مبارك كانو في الدقيقة 20، وما هي إلا 20 دقيقة أخرى حتّى عادلت تركمانستان النتيجة، وهنا حاول الفريقان اقتناص هدف الفوز في المباراة، واستطاعت عُمان أن تتقدّم مجدّداً قبل نهاية المباراة بست دقائق عبر محسن الغساني. ومع صافرة النهاية عزّز محمّد المسلمي تقدّم فريقه بهدف ثالث، فحازت عُمان على المركز الثالث بثلاث نقاط خلف اليابان المتصدّرة وأوزبكستان الوصيفة، وتأهّلت لدور الستّة عشر كإحدى أفضل 4 فرق في البطولة نالت المركز الثالث.  

لم يدر في خلد اللبنانيين أن نهاية مسيرتهم في كأس آسيا ستأخذ منحًا تراجيديًا كالذي حدث في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بالبطولة، إذ ودّعت لبنان البطولة ليس بسبب فارق النقاط أو الأهداف، ولم يكن الفارق حتّى بالمواجهات المباشرة، عندما اقترب اللبنانيون من تحقيق تأهّل تاريخي للأدوار الإقصائيّة من كأس آسيا، فمنعهم من ذلك مجموع عدد الإنذارات التي تلقّاها الفريق في البطولة، والذي زاد عن فريق آخر يلعب في مجموعة مختلفة، وهو المنتخب الفيتنامي الذي تأهّل لدور الستّة عشر بسبب نيله عددًا أقل من البطاقات الصفراء في مبارياته الثلاث، إذ نالت لبنان 6 بطاقات، ونال لاعبو فيتنام 5 فقط، فكم هو مأساويّ في عالم كرة القدم أن تسرق بطاقة ملوّنة واحدة حلم منتخب بأكمله و تمنحها لفريق آخر.

على الرغم من ذلك يُحسب للفريق اللبناني تحقيقه الانتصار الأوّل بتاريخ مشاركاته في كأس آسيا، فالفوز على كوريا الشمالية بنتيجة 4-1 سيعطي هذا الفريق دفعة معنوية هائلة في المواعيد الدوليّة القادمة، فأن تهزم فريقًا بحجم كوريا الشمالية شارك بكأس العالم 1966 و2010 هو حدث تاريخي بارز، وقد يشكّل هذا الفوز نقطة مفصليّة في مسيرة تطوّر الكرة اللبنانيّة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

انتصار تاريخي أطاح بالمدرّب.. النشامى يردّون على السومة بطريقتهم

الدورة الخامسة من كأس آسيا.. القارّة تطرد فريق الاحتلال وتحتضن العرب