29-مارس-2018

البرازيلي جيرزينيو يسجّل هدف بلاده الوحيد في مرمى إنجلترا (Getty)

 فازت المكسيك بشرف تنظيم النسخة التاسعة من كأس العالم، في بطولة تحمل الجديد بالكثير من تفاصيلها، إذ ستشهد بثاً تلفزيونياً ملوّنا لأول مرة، كما سيتم العمل في تحكيم المباريات بنظام البطاقات الملوّنة، وسيُسمح للفرق بإجراء تبديلين في المباريات، وهنا تم تقسيم الفرق المتبارية الـ16 إلى 4 مجموعات، وستلعب فيما بينها وفق نظام البطولة السابقة نفسه، إذ يتأهل من كل مجموعة اثنين إلى دور ربع النهائي، وسيتم العمل في الأدوار الإقصائية بنظام خروج المعلوب.

ضمّت المجموعة الرابعة المنتخب العربي المغربي الذي وصل إلى كأس العالم لأول مرة

ضمّت المجموعة الأولى كلاً من المكسيك مستضيفة الحدث والاتحاد السوفييتي وبلجيكا والسلفادور، هذه الأخيرة التي وصلت للنهائيات بعد تخطّيها الهندوراس في مباراة فاصلة أدّت لحرب راح ضحيّتها الآلاف، ورغم ذلك خسرت في كافة مبارياتها بالنهائيات دون أن تسجّل أي هدف، حيث هُزمت أمام أصحاب الأرض 4-0 والاتحاد السوفييتي 2-0 وبلجيكا 3-0، فيما خسرت بلجيكا أمام المكسيك والاتحاد السوفييتي  وانتهى اللقاء الذي جمع أصحاب الأرض مع السوفييت بالتعادل، وبالتالي تأهل الفريقين إلى دور ربع النهائي دون مفاجآت تذكر.

اقرأ/ي أيضًا:  هندوراس في مواجهة السلفادور.. المباراة التي أشعلت حرب الـ100 ساعة

وفي المجموعة الثانية سجّلت إيطاليا هدفاً واحداً في مباراتها الأولى التي غلبت بها السويد، ثمّ تعادلت دون أهداف مع الأوروغواي وفريق الاحتلال الإسرائيلي، ومع ذلك تأهلت للدور التالي برفقة الأوروغواي التي خسرت أمام السويد و فازت على فريق الاحتلال، هذا الأخير كان سبباً في خروج السويد بعد تعادله معها 1-1.

ضمّت المجموعة الثالثة أبطال العالم منتخب إنجلترا وفريق البرازيل الذي يطمح لاسترجاع سيادته على كرة القدم التي سُلبت منه في النسخة السابقة، وكان على رومانيا وتشيكوسلوفاكيا الاستمتاع بمشاركتهم لا أكثر، فالأخيرة تعرّضت للخسارة في كافة مبارياتها، بينما حققت رومانيا فوزاً كان على حساب التشيكوسلوفاكيين، كان هذا واقع القاع في المجموعة الثالثة، في وقت ترقّب به الجميع ما ستؤول إليه نتيجة لقاء القمّة بين البرازيل وإنجلترا.

استبعد مدرب البرازيل بيليه قبل المونديال، فقرر الاتحاد البرازيلي إقالته وتعيين زاجالو بدلاً منه

كان الفريقان في قمّة مستواهما، فالإنجليز هم أقوى مما كانوا عليه في النسخة السابقة التي ظفروا بها، ودفاعهم بات من أقوى دفاعات العالم بسبب وجود حارس اسمه غوردون بانكس، بينما حظيت البرازيل بتشكيلة رائعة، وأسلحة هجوميّة فتّاكة بقيادة بيليه، والذي قرر بعد مشاركته في المونديال الأخير 1966 اعتزال اللعب الدولي قبل أن يعود عن قراره، وقبل بدء النسخة الحالية من البطولة قرر المدرب البرازيلي سالدانيا استبعاده من تشكيلة السامبا، لكنّ سالدانيا لم يكن يعلم أن قراراً كهذا سيعني بالتأكيد استبعاده من تدريب المنتخب وتبديله بماريو زاغالو، وانتظرت الجماهير الكرويّة هذا اللقاء على اعتبار أنه يمثّل مواجهة حقيقية بين قطبي الكرة العالمية آنذاك.

استمتع ملايين المتابعين عبر العالم بلقاء الفريقين الذي شهد كلّ شيء بكرة القدم، فكانت المباراة بحقّ من أكثر اللقاءات متعة بتاريخ المونديال، إذ شهدّت أفضل تصدّي بتاريخ كأس العالم عبر الحارس الإنجليزي بانكس والذي أخرج من خطّ المرمى رأسيّة بيليه بشكل أسطوري، ما منحه لقب تصدّي القرن، كما أبدعت البرازيل وإنجلترا باللمحات الفنّية الجميلة التي أتى من إحداها هدف اللقاء الوحيد عبر البرازيلي جيرزينيو في مباراة لم تخلُ من الفرص المهدرة للجانبين، وهكذا تأهّل الفريقان للدور المقبل موجّهين إنذاراً شديد اللهجة للفرق التي تطمع بمنافستهم على اللقب.

ضمّت المجموعة الرابعة كلّاً من ألمانيا الغربية وصيفة البطولة السابقة، والبيرو التي كانت سبباً لعدم تأهل الأرجنتين للمونديال، إضافة إلى بلغاريا، والمنتخب العربي المغربي الذي وصل إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه بعد تفوّقه على كافّة المنتخبات الأفريقية، وهنا استطاعت المغرب في مباراتها الأولى التقدّم على ألمانيا الغربية بهدف لمحمد حومان جرير في الدقيقة 21، قبل أن ينتفض الألمان في الشوط الثاني ويسجّلوا هدفين أنهيا بهما اللقاء، في وقت تغلّبت به البيرو على بلغاريا 3-2.
 

حققت المغرب أول نقطة للعرب بتاريخ كأس العالم

وفي مباراة المغرب الثانية أمام البيرو صمد أسود الأطلس حتى الدقيقة 65 عندما انهارت دفاعاتهم لمدة 10 دقائق أتى منها 3 أهداف انتصرت بها البيرو، مقابل فوز ألمانيا الغربية على بلغاريا 5-2، وفي الجولة الثالثة استطاع الألمان أن يغلبوا البيرو بثلاثية مقابل هدف، فيما تقاسمت المغرب وبلغاريا نقاط اللقاء الهامشي الذي جمعهما وانتهى بالتعادل 1-1، تعادلٌ منح العرب نقطتهم الأولى بتاريخ كأس العالم.

وبعد انتهاء دور المجموعات دون مفاجآت كبرى، ترقّب العالم نتائج مباريات الدور ربع النهائي، والتي كانت أبرز مواجهاته اللقاء الذي جمع إنجلترا وألمانيا الغربية في تكرار لنهائي النسخة الثامنة، في وقت سيلاقي به أصحاب الأرض فريق إيطاليا الذي تأهّل إلى هذا الدور بتسجيله لهدف واحد فقط، بينما ستلاقي البرازيل جارتها البيرو، والأوروغواي الاتحاد السوفييتي.
 

فما هي النتائج التي ستؤول إليها مباريات دور ربع النهائي الذي جمع به كافّة الفرق التي أحرزت كأس العالم في نسخه الثمانية السابقة، وما هي أبرز الأحداث التي سيسجّلها التاريخ وتبقى خالدة في أرشيف كرة القدم الذهبي؟

تابعونا في الجزء القادم من قصة كأس العالم 1970..