من المنتظر أن يبدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة شرق أوسطية تستمر 3 أيام يزور فيها مصر ودولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، وتهدف الزيارة إلى تهدئة الأوضاع التي شهدت تصعيدًا إسرائيليًا في مخيم جنين، أسفر عن مجزرة أوقعت 9 شهداء و20 جريحًا، بالإضافة إلى شهيد في الرام بالقدس المحتلة.
قبيل الزيارة، وصل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بيل بيرنز، أمس الخميس، إلى دولة الاحتلال، بالإضافة إلى زيارة متوقعة للضفة الغربية
وقبيل الزيارة، وصل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" وليام بيرنز، أمس الخميس، إلى دولة الاحتلال، بالإضافة إلى زيارة متوقعة للضفة الغربية. وبحسب مصادر إعلامية فإن الزيارة كانت مخططةً بشكلٍ مسبق، لكنها تأتي خلال التصعيد الإسرائيلي الأكبر في الضفة الغربية.
وكان من المفترض أن تركز زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية على الملف النووي الإيراني والتعاون العسكري بين إيران وروسيا وأنشطة إيران في المنطقة، لكن التصعيد الإسرائيلي سيكون على جدول أعمال الزيارة. وتأتي الزيارة مع إعلان السلطة الفلسطينية إيقاف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، وهو ما تلعب فيه وكالة المخابرات الأمريكية دورًا أساسيًا.
ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، يوم الأحد القادم، في زيارة سوف تنطلق من مصر، وصولًا إلى دولة الاحتلال يوم الإثنين في زيارة هي الأولى له إلى المنطقة "منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو الشهر الماضي"، ومن المتوقع أن تستكمل النقاشات التي حملها مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال زيارته قبل أسبوع.
وتعليقًا على الزيارة قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان: "يسافر الوزير بلينكن إلى مصر وإسرائيل والضفة الغربية خلال الفترة الممتدة بين 29 و31 كانون الثاني/يناير الجاري، وذلك بهدف التشاور مع الشركاء حول مجموعة من الأولويات العالمية والإقليمية، بما في ذلك الغزو الروسي لأوكرانيا، وإيران، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية والحفاظ على حل الدولتين (..) وحماية حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، من بين موضوعات أخرى"، وفقا للبيان.
وستكون القاهرة هي المحطة الأولى لبلينكن حيث "سيلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، وكبار المسؤولين المصريين".
وأوضح بيان الخارجية الأمريكية أن زيارة مصر تهدف "لدفع الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة وتعزيز السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك من خلال الدعم المشترك للانتخابات في ليبيا، والعملية السياسية الجارية بقيادة السودان".
وبعد القاهرة يتوجه بلينكن يوم الإثنين إلى فلسطين ودولة الاحتلال، حتى يوم الثلاثاء، حيث من المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء في دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته إيلي كوهين، وقادة كبار آخرين لمناقشة استمرار الولايات المتحدة بدعم أمن إسرائيل ،بالإضافة إلى "تعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، والعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، وأهمية حل الدولتين، ومجموعة من القضايا العالمية والإقليمية الأخرى" حسب البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية.
أما في زيارته للضفة الغربية فسيلتقي الوزير بلينكن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية لمناقشة العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، وأهمية حل الدولتين، والإصلاحات السياسية، وتعزيز العلاقة الأمريكية مع الشعب الفلسطيني وقيادته"، بحسب بيان نيد برايس.
وتابع البيان المذكور: "مع كل من القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، سيؤكد وزير الخارجية على الحاجة الملحة لأن يتخذ الطرفان خطوات لتهدئة التوتر بغية وضع حد لدائرة العنف التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، كما سيناقش أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للحرم الشريف في القدس، بالقول والفعل".
وقالت باربرا ليف مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، مساء الخميس، في مؤتمر صحفي إنه من المتوقع أن يناقش وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، الذي سيصل إلى إسرائيل، خطة الحكومة الإسرائيلية بشأن النظام القضائي، قائلةً: "أثار هذا الموضوع نقاشًا حيويًا في المجتمع الإسرائيلي وهذا مؤشر على وجود ديمقراطية نشطة، يود بلينكن أن يسمع من داخل الحكومة الإسرائيلية ومن خارجها ما يفكرون به حول هذا المشروع".
كان من المفترض أن تركز الزيارة على الملف النووي الإيراني والتعاون العسكري بين إيران وروسيا وأنشطة إيران في المنطقة، لكن التصعيد الإسرائيلي سيكون على جدول أعمال الزيارة
وكان جيش الاحتلال، قد اقتحم أمس الخميس مخيم جنين، منفّذًا مجزرةً راح ضحيتها 10 شهداء فلسطينيين (9 في جنين وواحد في الرام) بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالإضافة لعشرين جريحًا، صنّفت جراح 4 منهم بالخطيرة. وبعد عملية الاقتحام أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي برفع "مستوى التأهب" لدى جيش الاحتلال، فيما أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن نيتها الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلية داعيةً إلى تصعيد المقاومة. وأعلنت السلطة الفلسطينية في المقابل عن "وقف التنسيق الأمني ودعت الفصائل لاجتماع طارئ". فيما انطلقت عدة صواريخ من قطاع غزة منتصف الليلة الماضية، رد عليها جيش الاحتلال بقصف استهدف عدة مواقع في قطاع غزة.
