20-يناير-2023
gettyimages

حذر سولفيان الحكومة الإسرائيلية من خططها للإصلاح القضائي (Getty)

يزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان المنطقة لعقد سلسلة لقاءات استهلها بلقاء رئيس حكومة دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية بالإضافة لإجرائه لقاءً رباعيًا عبر تقنية الفيديو مع نظرائه في الإمارات والبحرين وإسرائيل، وناقش المبعوث الأمريكي مجموعة من الملفات أبرزها الملف النووي الإيراني والتطبيع العربي الإسرائيلي ضمن اتفاقيات أبراهام وملف المستوطنات في الضفة الغربية ضمن إطار الحديث عن حل الدولتين.

بشأن الاستيطان الإسرائيلي، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين في واشنطن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان "أعرب لنتنياهو عن مخاوف واشنطن بشأن توسيع مستوطنات الضفة الغربية"

وبشأن الاستيطان الإسرائيلي، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين في واشنطن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان "أعرب لنتنياهو عن مخاوف واشنطن بشأن توسيع مستوطنات الضفة الغربية"، وذلك في اللقاء الذي جمعهما، أمس الخميس، في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكان مكتب نتنياهو نشر بيانًا  جاء فيه أن رئيس حكومة دولة الاحتلال: "التقى في مكتبه سوليفان في اجتماع موسع، ضم مدير مجلس الأمن القومي تساحي هانغبي ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ووزير الخارجية إيلي كوهين، وبعد ذلك التقى سوليفان بنتنياهو على انفراد".

وأضاف البيان أن الطرفين الأمريكي والإسرائيلي "أشادا بأهمية العلاقة الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة"، وخاطب نتنياهو ضيفه بقوله: "أعرف الرئيس جو بايدن منذ 40 عامًا كصديق عظيم لدولة إسرائيل، وأدرك أيضا كم يثق الرئيس بايدن بك بما يتعلق بقضايا الأمن القومي، ونحن في إسرائيل نراك شريكًا محل ثقة بما يتعلق بالأمن والسلام".

getty

لكن الجانب الآخر الذي لم يلفت إليه بيان الحكومة الإسرائيلية النظر، أنّ سوليفان جاء محمّلًا برسالة من البيت الأبيض، موجهة خصيصًا لنتنياهو الذي شكل الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، ومفادها، حسب مصادر متعددة، "تحذير نتنياهو من القيام بأي إجراءات من شأنها أن تقضي على السلطة الفلسطينية وتقوض نهائيًا فرص حل الدولتين"، في إشارة إلى الاستيطان في الضفة الغربية والعقوبات المالية على السلطة الفلسطينية من قبل تل أبيب.

وبحسب ذات المصادر، فإن رد نتنياهو خلال المحادثات على مستشار الأمن القومي الأمريكي تمثّل أساسًا في تحميل الفلسطينيين كامل المسؤولية، معتبرًا أن "تحركات الفلسطينيين على الساحة الدولية تمثل هجومًا على إسرائيل يستدعي ردًا"، وفق وصفه.

أمّا فيما يخص الملف النووي الإيراني، فكان النقاش حوله أكثر هدوءًا، حيث اقتصر على مناقشة "الجهود المشتركة لوقف البرنامج النووي الإيراني وتحركات طهران في المنطقة"، وفي هذا الصدد جدد سوليفان التزام إدارة بايدن بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي بأي ثمن، وهو التزام كان محل امتنان من طرف نتنياهو الذي سبق وأن قال أثناء تنصيب حكومته "أن منع إيران من امتلاك السلاح النووي يُعد أولوية لفريقه الحكومي".

وحول التطبيع العربي الإسرائيلي ضمن ما بات يعرف باتفاقيات أبراهام، ناقش الجانبان الإسرائيلي والأمريكي سبل تعميق اتفاق أبراهام للسلام مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان وتوسيع، ما وصفوه بـ"دائرة السلام" لتشمل دولًا عربيةً أخرى.

وعلى ارتباط باتفاق أبراهام، عقد سوليفان اجتماعًا رباعيًا بتقنية الفيديو مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي والإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان والبحريني ناصر بن حمد آل خليفة، دون ذكر تفاصيل حول أجندة الاجتماع، مع الحديث عن أنه بحث في التعاون المشترك.

وبحسب المعلق السياسي لموقع والاه العبري باراك رفيد، فقد تحدث سوليفان مع نتنياهو عن خطة الحكومة بشأن الإصلاح القضائي خلال اجتماعه الفردي مع نتنياهو، بحسب مصدر أمريكي مطلع على المحادثة. وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها أمريكا حول هذه القضية، وقال الموقع إن الإدارة الأمريكية قلقة من أي خطة ستضر باستقلالية القضاء الإسرائيلي.

getty

وأشار الموقع العبري إلى أن البيت الأبيض، ناقش على مدار أسابيع تدخله في هذه القضية، وكانت الفكرة الأساسية هي عدم التحدث علنًا عن القضية، قبل أن تتغير الخطط في الأيام الأخيرة.

ودافع الزيارة الأساسي بحسب مصادر أمريكية، هو شعور البيت الأبيض بالقلق إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك خطط توسيع المستوطنات، وشرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية وغيرها من الإجراءات التي تشكل ضمًا للضفة الغربية بحكم الأمر الواقع، وقلقًا على أن هذه الإجراءات تجعل حل الدولتين غير ذي صلة بالواقع. بالإضافة إلى القضية الإيرانية.

ومن أجل تهيئة الأجواء للزيارة، فقد قامت بلدية الاحتلال بالقدس، بتجميد الموافقة على 100 وحدة استيطانية في حي جبل المكبر، بطلب من السفارة الأمريكية، مع إشارة مصادر إسرائيلية إلى أن عملية التجميد مؤقتة.

والتقى وزير أمن الاحتلال يوآف جالانت ورئيس أركان جيش الاحتلال هيرتسي هاليفي، يوم الخميس، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان. وأوضحت وزارة الأمن أن "القضية الأساسية في الاجتماع مع سوليفان كانت قضية التهديد النووي الإيراني للمنطقة وتسخير المجتمع الدولي لمحاربة البرنامج النووي"، وفق المصادر العبرية.

وأشارت وزارة الأمن إلى أن "غالانت أعرب للمستشار سوليفان عن تقديره لالتزام الإدارة الأمريكية بأمن إسرائيل، وناقشا سبل تعميق العلاقات الخاصة بين الأجهزة الأمنية في البلدين".

getty

واكتفت وزارة الأمن بالإشارة للجانب الأمني باعتبار أنه موضوع الاجتماع الوحيد، إلّا أن مصادر إعلامية عبرية أشارت إلى أن الاجتماع تطرق إلى التطبيع مع الدولة العربية، وتحديدًا "أهمية اتفاقيات أبراهام كفرصة لتحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال التعاون الأمني ​​والسياسي والتكنولوجي"، وفق المصدر العبري.

كما التقى سولفيان الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ في أول يوم له خلال زيارة تل أبيب، بالإضافة إلى قادة من المعارضة الإسرائيلية.

رام الله على الهامش

وفي رام الله، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سولفيان، وطلب عباس من سوليفان تدخل الإدارة الأمريكية بشكلٍ فوري، في الإجراءات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، محذرًا من إنهاء ما تبقى من فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، محذرًا من خطورة الإجراءات الإسرائيلية وتداعياتها.

التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سولفيان، وطلب عباس من سوليفان تدخل الإدارة الأمريكية بشكلٍ فوري، في الإجراءات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية الجديدة

اللقاء الذي عقد في مقر السلطة الفلسطينية برام الله، أطلع فيه عباس المستشار الأمريكي مستجدات الوضع الراهن محذرًا من خطرها على حل الدولتين، قائلًا: "لن نقبل باستمرار هذه الجرائم الإسرائيلية، وسنتصدى لها وسندافع عن حقوق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا"، مؤكدًا على "أهمية إيفاء الإدارة الأميركية بالتزاماتها، التي أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الاميركية في القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ووقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب".