أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد تسعة فلسطينيين من بينهم مسنة (60 عامًا)، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الخميس، في عملية هي الأكبر منذ الانتفاضة الثانية، كما أنه أعلى عدد من الشهداء خلال يوم واحد في نفس المنطقة بالضفة الغربية منذ عام 2005، مما يرفع حصيلة الشهداء بالضفة الغربية إلى 29 شهيدًا برصاص جيش الاحتلال منذ بداية العام الحالي.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد تسعة فلسطينيين من بينهم مسنة (60 عامًا)، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة
ودانت فصائل المقاومة الفلسطينية، المجزرة الإسرائيلية في مخيم جنين، متوعدةً الاحتلال بالرد على عمليات الاغتيال واستهداف الفلسطينيين بالضفة الغربية، مؤكدةً على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة. من جانبها، أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد العام، مطالبةً بالتحرك الدولي لإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية.
وعقب الاقتحام الإسرائيلي، عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية، فيما شيعت جنين وقراها الشهداء الذين ارتقوا صباح اليوم. كما اندلعت مواجهات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية مما أدى إلى إصابة العشرات بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والاختناق.
وفي السياق نفسه، أعلن مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه من المقرر إجراء مشاورات أمنية لتقييم الحالة الأمنية، فيما رفع جيش الاحتلال من حالة التأهب في الضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة، خشيةً من ردود المقاومة الفلسطينية عقب مجزرة مخيم جنين، كما أعلن جيش الاحتلال عن تعزيز فرقة الضفة الغربية بقوات إضافية.
من جانبها، تحدثت وزارة الخارجية الأمريكية، عن زيارة الوزير أنتوني بلينكن إلى الضفة الغربية ودولة الاحتلال ومصر المقررة نهاية الشهر الحالي، مشيرةً إلى أنه "سيحض على وقف أعمال العنف وتهدئة التوتر".
وإلى جانب ردود الأفعال الفلسطينية، توالت الردود المنددة بالمجزرة الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية.
ودانت دولة قطر العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين، مشيرة إلى أن هذا العدوان امتداد لجرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. وقالت وزارة الخارجية القطرية ، في بيان اليوم الخميس، إن الاحتلال الإسرائيلي أصبح مطمئنًا أكثر من أي وقت مضى لعدم المساءلة والإفلات من العقاب، مما شجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني، كما حملت الخارجية القطرية سلطات الاحتلال مسؤولية اتساع دائرة العنف التي ستنتج عن هذا التصعيد الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.
وشددت وزارة الخارجية القطرية على أن الالتزام بالقوانين الدولية والقضايا الإنسانية لا يمكن تجزئتها أو تطبيقها في مكان ما من العالم، ونسيانها أو تجاوزها في مكان آخر، واعتبرت ذلك ازدواجيةً غير مقبولة لأن حرمة دماء الناس وحقوقهم متساوية مهما اختلفت الأماكن.
وأضافت الخارجية القطرية أنه لم يعد ممكنا تفهم استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وتفضيل سياسات القوة وفرض الأمر الواقع على مبادئ العدالة والإنصاف.
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام تور وينيسلاند، إنه "يشعر بقلق وحزن عميقين لاستمرار دوامة العنف في الضفة الغربية المحتلة".
بدورها، أعربت وزارة الخارجية التركية عن إدانتها لاقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين بالضفة الغربية. وقالت في بيان الخميس، إنها تلقت ببالغ الأسى نبأ مقتل الكثير من الفلسطينيين جراء اقتحام الجنود الإسرائيليين مخيم جنين للاجئين. مضيفةً "نعرب عن قلقنا العميق إزاء التوتر المتصاعد ووقوع خسائر بالأرواح في الضفة الغربية، وندين بشدة هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل مدنيين".
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، الاقتحام الإسرائيلي، محملةً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة.
وفي السياق نفسه، ندد الأمين الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بحالة الصمت الدولي على العدوان والاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية على هذا النحو المشين الذي تشهده مدينة جنين ومخيمها، والذي يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي المحتلة.
من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين اليوم الخميس. واستنكر الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي حملة التصعيد العسكرية الإسرائيلية التي تنذر بتفجر دوامة جديدة من العنف الذي سيدفع الجميع ثمنها.
وأدان البرلمان العربي، الاقتحام الإسرائيلي لمدينة جنين صباح اليوم، محملًا حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة المسؤولية الكاملة عما يحدث، والذي يؤدي إلى مزيد من التوتر والعنف، وتفجير الأوضاع في المنطقة، مطالبًا "المجتمع الدولي ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، والبرلمانات العربية والأوروبية بالتدخل الفوري لوقف ما يحدث في جنين، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل".
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح مبارك الحجرف، استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة، والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين الذي أدى إلى شهداء وجرحى إثر هذه المجزرة البشعة.
دانت فصائل المقاومة الفلسطينية، المجزرة الإسرائيلية في مخيم جنين، متوعدةً الاحتلال بالرد على عمليات الاغتيال واستهداف الفلسطينيين بالضفة الغربية
ودعت وزارة الخارجية المصرية "إلى الوقف الفوري لهذه الاعتداءات على المدن الفلسطينية، والتي تهدد بخروج الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية عن السيطرة"، محذرةً من تداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة.
