16-أكتوبر-2016

3 مرات في تاريخ أمريكا خسر مرشحون التصويت الشعبي بعدد الأصوات لكنهم فازوا برئاسة البيت الأبيض (أودي غروتشي/Getty)

الطريق إلى البيت الأبيض لا يحدده التصويت الشعبي ولا يتم انتخاب الرئيس الأمريكي بشكل مباشر كما هو معروف لدينا، ربما يخسر أحد المرشحين الانتخابات، ويفوز برئاسة البيت الأبيض، لكن كيف؟

ثلاث مرات في تاريخ أمريكا خسر مرشحون التصويت الشعبي بعدد الأصوات، لكنهم فازوا برئاسة البيت الأبيض، آخرهم جورج بوش الإبن عام 2000

ثلاث مرات في تاريخ الانتخابات الأمريكية خسر مرشحون التصويت الشعبي، وفازوا برئاسة البيت الأبيض وهم: (راذرفورد هيز عام 1876)، (وبنجامين هاريسون عام 1888)، (وجورج بوش الإبن عام 2000). كيف إذًا تتم الانتخابات وكيف وصل الخاسرون إلى الرئاسة؟

الانتخابات الأمريكية تتم عن طريق ما يعرف بالمجمّع الانتخابي والذي يتكون من 538 مندوبًا يمثلون كافة الولايات الخمسين، حيث تُمَثل كل واحدة منها حسب عدد أصواتها في الكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، والمحدد في 535 إضافة إلى ثلاثة أصوات لمقاطعة كولومبيا، ويحق لكل ناخب من المجمع إعطاء صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائب الرئيس، أما العدد المطلوب للفوز بمنصبيْ الرئيس ونائب الرئيس فهو 270 صوتًا، ويلاحظ أن هؤلاء الناخبين يجتمعون في كل ولاية على حدة للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس، لكنهم لا يجتمعون أبدًا كناخبين للولايات بشكل جماعي كهيئة قومية.

اقرأ/ي أيضًا: أمريكا تقرر..لا ضربات لبشار الأسد حاليًا

ولكي يضمن المرشح الفوز بالسباق الرئاسي عليه التركيز على بعض الولايات التي توصف بأنها الأكثر تأثيرًا في المجمع الانتخابي لاستحواذها على 191 صوتًا، وتمثل نسبة 35% من إجمالي عدد الأصوات، تتصدرها ولاية كاليفورنيا (55 صوتًا)، وتكساس (38 صوتًا)، وفلوريدا (29 صوتًا)، ونيويورك (29 صوتًا)، وإيلينوي (20 صوتًا)، وبنسلفانيا (20 صوتًا). ويمثل الولايات الصغرى ثلاثة أعضاء، أما العاصمة واشنطن، وهي غير ممثلة في الكونغرس على أساس انتخابي، فيمثلها ثلاثة أعضاء مثلها مثل الولايات الصغرى.

في جميع الولايات، تذهب كل أصوات ممثليها في المجمع الانتخابي للفائز بالاقتراع الشعبي في الولاية عدا ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تطبقان نظامًا نسبيًا وتقسم فيهما أصوات المجمع الانتخابي حسب نسبة الفوز في التصويت. ينتخب أعضاء المجمع الانتخابي الذين تختارهم أحزابهم الرئيس ونائب الرئيس ويمكنهم ألا يصوتوا لمرشحين من نفس ولايتهم.

لماذا تم العمل بهذا النظام في الانتخابات الأمريكية؟

هذا النظام توصل إليه واضعو الدستور الأمريكي في القرن الثامن عشر عام 1787، لضمان تمتع الرئيس بصلاحيات كافية تجعله مستقلًا عن الكونغرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) على مبدأ الفصل بين السلطات. وأيضًا جاء كحل وسط بين من يريدون انتخابات شعبية مباشرة وبين من يريدون إعطاء هذا الحق للمجالس التشريعية في الولايات المتحدة، وأرجع ذلك إلى الخوف في مرحلة ما قبل تشكل الأحزاب إلى تشتت الأصوات بشكل غير عملي بين عدد كبير من المرشحين.

يوجه لنظام المجمع الانتخابي في أمريكا انتقاد هو أن المرشح الفائز ليس بالضرورة  الحاصل على أغلبية أصوات الناخبين

ويرى مؤيدو هذا النظام أنه وضع كي يحافظ على النظام الفيدرالي الأمريكي لأنه يمنح كل ولاية ثلاثة أصوات على الأقل مهما قل عدد سكانها مقارنة بغيرها من الولايات الخمسين.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا ترامب هو مرشح الأحلام لداعش؟

أما عن معارضي هذا النظام فيرون أن المجمع يتحكم في هوية الفائز بالسباق الرئاسي. كما يرونه نظامًا غير ديمقراطي لحسم الانتخابات، لأن الفائز في كل الولايات، عدا ولايتين (نبراسكا وماين) تطبقان نظامًا نسبيًا، يفوز بكل أصوات الولاية مهما كانت نسبة تفوقه على منافسه ضئيلة، فمثلًا فاز جورج بوش في انتخابات عام 2000 بكل أصوات ولاية فلوريدا، رغم أنه فاز في الانتخاب العام بفارق 537 صوتًا فقط عن منافسه (آل جور). وهو ما دفع المرشحين، بعد ذلك، لتركيز جهودهما الدعائية على الولايات المتأرجحة، التي تتحكم في نتيجة السباق الرئاسي. فتتركز المقابلات والمؤتمرات في الولايات التي لا يضمن أي من الحزبين تصويت ناخبيها.

انتقاد آخر يوجه لنظام المجمع الانتخابي وهو أن المرشح الفائز ليس بالضرورة هو الحاصل على أغلبية أو أكثرية أصوات الناخبين في الانتخابات العامة، ففي بعض الأحيان يخسر المرشح الفائز بالانتخابات العامة السباق الرئاسي عند محطته الأخيرة في المجمع الانتخابي مثلما حدث في انتخابات أعوام 1824 و1876 و1888 وأخيرًا انتخابات عام 2000. ففي انتخابات عام 2000 حصل المرشح الديمقراطي (آل جور) على نسبة 48.38% من أصوات الناخبين مقابل 47.87% لمنافسه الجمهوري (جورج بوش الابن) بفارق أكثر من 543 ألف صوت ولكنه في النهاية خسر أصوات المجمع الانتخابي بعدما حصل على 266 صوتًا مقابل 271 صوتًا لبوش.

المنتقدون لنظام المجمع الانتخابي يرون أنه من الأفضل أن يكون الرئيس هو المرشح الحاصل على أكثرية الأصوات في الانتخابات الشعبية العامة، بينما يرى آخرون أنه من الممكن الإبقاء على المجمع الانتخابي مع إلغاء نظام (الفائز يفوز بالكل) واستبداله بالنظام المعمول به في ولايتي (نبراسكا) و(ماين) حيث توزع أصوات كل ولاية في المجمع الانتخابي بنفس نسب التصويت الشعبي.

اقرأ/ي أيضًا: 

تعرف على القوات التي ستشارك في معركة الموصل

لأول مرة..مصر وروسيا تقيمان مناورات عسكرية مشتركة