15-أكتوبر-2016

التهديد الأمريكي بشن ضربات ضد الأسد، يبدو أنه سيلحق بغيره من التهديدات التي أطلقتها أمريكا وتراجعت عنها(وين ماك نامي/Getty)

بعد تصعيدات كلامية بين روسيا والولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما قد التقى يوم الجمعة الماضي مع فريقه للأمن القومي لمناقشة الحرب ضد ما يعرف بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" والحرب في سوريا.

التهديد الأمريكي بشن ضربات ضد الأسد ردًا على مذابح حلب، يبدو أن أمريكا قد تراجعت عنه دون جديد

وكانت رويترز، قد ذكرت، في وقت سابق، أن أوباما ومستشاريه سيناقشون في الاجتماع الخيار العسكري والخيارات الأخرى في سوريا، في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات السورية والروسية قصف مدينة حلب وأهداف أخرى، وذلك حسب ما قال مسؤولون أمريكيون.

اقرأ/ي أيضًا: لأول مرة..مصر وروسيا تقيمان مناورات عسكرية مشتركة

لكن استعراض الاجتماع الذي نشره البيت الأبيض، خلا من أي ذكر للخيارات العسكرية، وأشار فقط إلى أن الولايات المتحدة أوقفت المحادثات الثنائية مع روسيا بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في سوريا. وأضاف أن أوباما أصدر تعليمات لفريقه بمواصلة المحادثات المتعددة الأطراف مع ‬"الدول الرئيسية" سعيًا للتوصل إلى حل دبلوماسي للحرب الأهلية.

ولم يذكر الملخص المقتضب الخيارات الأمريكية الأخرى في سوريا، بينما أبرز تأكيد أوباما أن منع الهجمات على الولايات المتحدة ومواجهة التهديدات الإرهابية من قِبل داعش والقاعدة في سوريا يظل هو الأولوية القصوى.

انتهاء اجتماع أوباما بخصوص سوريا دون جديد، يعني أن أمريكا مستمرة، في المدى القريب، في نهجها "الدبلوماسي" في سوريا، والذي يركز بالأساس على التواصل مع روسيا للوصول إلى حل سياسي يتمحور حول فترة انتقالية بقيادة بشار الأسد مع التركيز الأكبر على القضاء على تنظيم داعش وبقية التنظيمات التي تصنفها أمريكا كمنظمات إرهابية.

وذكرت رويترز أن وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف يعودان إلى المحادثات السورية يوم السبت بعد ثلاثة أسابيع من إخفاق وقف إطلاق النار الذي توصلا إليه بشق الأنفس. وأضافت أن كيري تجنب بوضوح عقد محادثات ثنائية جديدة مع لافروف وستؤدي دعوته لوزراء خارجية تركيا والسعودية وقطر وإيران للانضمام إليهما في المحادثات في مدينة لوزان السويسرية إلى توسيع المباحثات لتضم أقوى مؤيدي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.

وتتزايد الضغوط من أجل وقف هجوم عنيف بدأته الحكومة السورية قبل ثلاثة أسابيع للسيطرة على المنطقة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمدينة حلب حيث تقول الأمم المتحدة إن 275 ألف مدني عالقون في وسط القتال الدائر بينما يتحصن ثمانية آلاف مقاتل من المعارضة المسلحة ضد القوات السورية والروسية والميليشيات المدعومة من إيران التي تشن الهجوم.

وكان فشل الهدنة الأخيرة في سوريا، وكذلك فشل مجلس الأمن، بالوصول إلى قرار ينهي المأساة السورية، وخاصة التدمير الروسي للجزء الشرقي من مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، قد أعاد لهجة التهديد بالتدخل العسكري على لسان المحللين الأمريكيين، وبدأ الحديث عن ضربات أمريكية للمطارات الحربية للأسد، إلا أن هذا التهديد بالتدخل يبدو أنه سيلحق بغيره من التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة بين حين وآخر بخصوص الحرب السورية، ثم ما تلبث أن تتراجع عنها وتسلم بـ"الأمر الواقع الجديد" الذي تفرضه حلول الآخرين العسكرية.

فبالعودة إلى طاولة المفاوضات، يبدو أن روسيا قد استطاعت مرة أخرى، إرغام الجميع على القبول بـ"الأمر الواقع"، وهي الاستراتيجية التي تستمر في اتباعها منذ بداية تدخلها في سوريا، إذ تعتمد روسيا على تغيير الخارطة العسكرية للحرب، في الوقت الذي تمنع فيه القوى الأخرى، عن طريق إرهاقها في مفاوضات ماراثونية، من القيام بأي فعل يعارض أهدافها في سوريا.

اقرأ/ي أيضًا:

بقطع البترول..هل بدأت السعودية بالتخلي عن مصر؟

هل تعزل موسكو نفسها دوليًا؟