في العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر القادم، تبدأ منصة "+Apple tv" بعرض فيلم "The Pigeon Tunnel" للمخرج الأمريكي إيرول موريس، وهو وثائقي يسلط الضوء على مراحل مختلفة من حياة الروائي البريطاني جون لو كاريه (1931 - 2020) الذي يُعتبر أحد أشهر وجوه الأدب الجاسوسي في العالم.
الفيلم مقابلة مطوّلة مع لو كاريه، مع مشاهد أرشيفية نادرة وأخرى درامية تصوّر أجواء بعض رواياته ومشاهد منها، حول حياته ومسيرته ككاتب، وكذلك الحرب الباردة والجاسوسية التي تمحورت حولها أعماله الروائية. والفيلم، بحسب "+Apple tv"، استكشاف إنساني عميق وشيق لرحلة لو كاريه الاستثنائية، وكذلك للحد الفاصل بين الواقع والخيال.
يسلط الفيلم الضوء على مراحل مختلفة من حياة جون لو كاريه الذي يُعتبر أحد أشهر وجوه الأدب الجاسوسي في العالم
يكشف الفيلم الكثير من التفاصيل حول حياة لو كاريه، الذي اعتبرته صحيفة "فايننشل تايمز" أستاذ فن الرواية الجاسوسية، وأعادت المكانة الرفيعة التي يحظى بها، مقارنةً ببقية كتّاب الرواية الجاسوسية، إلى التدفق المستمر للانفعالات والمشاعر في أعماله. بينما أدرجته "تايمز"، عام 2008، في المرتبة الـ22 ضمن قائمة أبرز الأدباء البريطانيين ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعود جزء كبير من الأهمية التي تحظى بها أعماله الروائية، بشهادة النقّاد والقرّاء معًا، إلى حكاياتها وتفاصيلها التي جعلت منها مدخلًا أساسيًا لفهم التحولات السياسية منتصف القرن العشرين، أي زمن الحرب الباردة. ناهيك كونها خريطة أدبية مفصلة لتلك الحقبة نسجها الروائي البريطاني عبر حكايات جواسيسها.
والأهم مما سبق هو قدرة لو كاريه على تجنيب رواياته الوقوع في فخ التسطيح والتسخيف. ومردّ ذلك إلى عوامل عدة منها أن لو كاريه جاء إلى الأدب الجاسوسي بعد رحلة قصيرة وواقعية في عوالمه، إذ ذكر أنه تعاون في خمسينيات القرن الفائت مع جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 16"، الذي تجسس لصالحه على الطلبة اليساريين داخل الجامعة وخارجها أيضًا.
أضافت هذه التجربة الكثير إلى مسيرته الأدبية، ومنحته إلى جانب المواد الخام التي استخدمها في بناء عوالم رواياته، اسم "جون لو كاريه" الذي اختاره لنفسه خلال سنوات عمله جاسوسًا بدلًا من اسمه الأصلي "دايفيد جون مور كرونوبل"، ثم اختاره فيما بعد ليوقع به رواياته التي سلط من خلالها الضوء على طبيعة أجواء العمل الروتيني لعملاء الاستخبارات، وكشف عبرها تفاصيل العلاقات الإنسانية المعقدة التي تنشأ، عادةً، ضمن سياق العمل الاستخباراتي.
