03-نوفمبر-2017

لقطة من الفيلم

شهدت مدينة اللاذقية السورية عرض فيلم المخرج جود سعيد "مطر حمص" يوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/أكتوبر 2017، وسط حالة احتفال "فيسبوكي" بالعمل الذي يتوافق مع الرؤية السياسية للنظام في سوريا، وهذا ما أعطى الخبر المنشور حوله تفاعلًا كبيرًا.

لن تصدمك كلمة "سفلة" كتعليق على "أفيش" فيلم "مطر حمص" لأنك ستذهب في بحر من التعليقات القذرة أحيانًا، والماجنة في مرات كثيرة

فيلم "مطر حمص" أنتج عام 2016 وشهد عرضه اليوم حضور مسؤولين من ساسة ومثقفين وفنانين في صالة "سينما سيتي" بدمشق. وتم تصوير فيلم "مطر حمص" وسط دمار المدينة، وبطلا حكايته هما يوسف وهدى في محاولتهما النجاة مع بعض الأشخاص في ظل رمزية مقصودة (أطفال- قس) بين شباط/فبراير وآيار/مايو 2014 بعد وقف القتال في المدينة، وخروج قوات المعارضة منها.

فيلم "مطر حمص" كما يقول عنه مخرجه جود سعيد: "يجسد حكاية عائلة عاشت الحرب في حمص القديمة وعاشت حصار التنظيمات الإرهابية ويرصد حياتهم خلال ثلاثة أشهر، وهو من الأفلام التي تحدثت عن الواقع السوري خلال الحرب البشعة على سوريا، ولا يقدم مقولة جاهزة ومباشرة، بل يحترم عقل ووعي المتلقي من خلال صورة سينمائية بكل تقنياتها".

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Blade Runner 2049".. خيال علمي ينافس أوديسة الفضاء

وعند العرض الأول فيلم "مطر حمص" قال محمد الأحمد، مدير مؤسسة السينما ووزير الثقافة حاليًا: "مطر حمص هو تداعيات تلك المشاعر المتراكمة المتسربة من ألبوم ذكريات موجعة ألمت بنا وعصفت بوطننا الحبيب، مخيلة الأمس حاضرة، والحكايات محفورة في بؤرة الذاكرة وثنايا القلب".

أما المعارضة فترى فيلم "مطر حمص" من زاوية تزوير الحقائق عن دمار المدينة بطائرات الجيش والميليشيات المتعاونة معه، والتي اقتفت مجازر مروعة أقلها حصار الأحياء الثائرة ومن ثم تهجيرها، وأن مخرج الفيلم جود سعيد لا يختلف عن نجدة أنزور في فيلمه "رد القضاء" الذي صوره بين أنقاض مدينة داريا المدمرة.

أما كيف استقبل أهالي اللاذقية منشور الدعاية لفيلم "مطر حمص"، فهي قصة تعكس الانفصال الكبير عن واقع المشهد السوري على الأرض قبل الرؤية الفنية لما حصل، ولم يتعد الأمر بعد منشور "أفيش" الفيلم تعليقات حول القبلة الساخنة للبطل.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Joy".. ما الجديد الذي تقدمه قصة صعود رائدة أعمال؟

لن تصدمك كلمة "سفلة" كتعليق على "أفيش" فيلم "مطر حمص" لأنك ستذهب في بحر من التعليقات القذرة أحيانًا، والماجنة في مرات كثيرة، فمثلًا تعلق إحداهن: "يييي تسلمولي يارب ، شو هالانفتاح هاد يلي نحنا فيه؟ صرنا متل الأجانب برافو كتير برافو".

علق آخرون على شكل القبلة، وبعضهم ناقش عن كانت صورة مرسومة أم لقطة: "أنفك ضارب بأنفها يا.... مو هيك يبوسو لعنة الله، عليك لك حتى بالبوس فاشلين". معلق يبدو أنه معارض رأى أنها من فظائع النظام "القبلة": "منشان موضوع الوقاحة وهي شو يعني الرقابة عندكن بالنظام سمحت... والبوس بالأفلام".

بينما آخرون قال أن القبلة أمر عادي ولا يصح أن يصبح قضية: "إنو يعني ع بوسة صار في انفلات و ضجة واللي تحت الطاولة أعظم من هيك بكتير".

أحدهم رأى أن الدراما السورية نجحت دون قبلات أو مناظر إثارة، وهنا يبدو الخلط الكبير بين التلفزيون والسينما لدى البعض: "يعني ليش البوس واكل الهوى الدرامة السورية نجحت وغزت الدول العربية بدون هالمناظر وكانت معتمدة على قوة الفنان واحترام المشاهدين".

المعارضة ترى فيلم مطر حمص من زاوية تزوير الحقائق عن دمار المدينة بطائرات الجيش والميليشيات المتعاونة معه والتي اقتفت مجازر مروعة

هكذا كان شكل تلقي الإعلان عن فيلم "مطر حمص" عند هذا الجمهور الذي يعيش في طمأنينة بعيدًا عن القصف والحصار، واختصروا مأساة مدينة حتى وفق وجهة نظر من يؤيدونهم بانتقاد قبلة حارة بين ممثلين.

أما وجهة النظر الفنية والإنسانية حول فيلم "مطر حمص" فيختصرها الناقد السينمائي راشد عيسى في مقال تحت عنوان: "السينمائي السوري جود سعيد يصور حمص على ظهر دبابة"، في شبه رسالة موجهة إلى مخرج الفيلم: "لو أنك يا جود استمعت إلى الشهادات المؤثرة لأهالي حمص يعدوننا بالرجوع إلى الخالدية وكرم الزيتون والبياضة وبابا عمرو وسواها من أحياء حمص، لعرفت أن هناك رواية عميقة لن تقدر عليها البراميل المتفجرة حتى لو لبست لبوس السينما. هي رواية أهالي تلك الأحياء التي لن تقدر سينما الطغاة على احتكارها وتزويرها. لك الآن السينما كلها، والحارات الفارغة من سكانها، والأثاث، نعلم أخيرًا أنه لن يبقى في الوادي غير حجارة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "A Ghost Story".. أن يكون الشبح بطلًا رومانسيًا

فيلم "The Big Sick".. كوميديا رومانسية تصلح لإجازة نهاية الأسبوع