30-أكتوبر-2017

لقطة من الفيلم (Christcore)

يعرض فيلم "جوي Joy" القصة الحقيقية لسيدة الأعمال "جوي مانغانو" في تسلسل لحياتها وحتى الوصول إلى الواقع الذي كانت تحلم به منذ سنين، من قاع المستحيل إلى واقع غلفته بالصلابة التي اكتسبتها من محيطها المليء بالمسؤولية، والخالي من منطقة خاصة تكتفي بها لنفسها، خاصة بين رعايتها لأم وأب منفصلين، وطليق وثلاثة أبناء.

"جوي" فيلم دراما سيرة ذاتية من إنتاج 2015، وهو إخراج وتأليف ديفيد أو. راسل، وبطولة جينفير لورانس، وبرادلي كوبر

"جوي" فيلم دراما سيرة ذاتية من إنتاج 2015، وهو إخراج وتأليف ديفيد أو. راسل، وبطولة كل من جينفير لورانس، وبرادلي كوبر، وروبرت دينيرو، وفيرجينيا مادسن، وإيزابيلا روسيليني .

يلقى فيلم "جوي" الضوء على سيدة الأعمال جوي مانغانو منذ طفولتها، فنعرف منه كيف كانت حالمة بين ابتكاراتها المتعددة، وذلك حتى انفصال والديها، وتحطم جزء غير واضح من مستقبل كان معلومًا بدرجة كبيرة، ورعايتها لوالدتها المصابة بالاكتئاب، إذ أنها لازمت غرفتها ومشاهدة الأفلام العاطفية زمنًا طويلًا.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "The Imitation Game".. أن تعيش متنكرًا لميولك ليس حلًا

عاشت جوي مانغانو زواجًا انتهى بالطلاق وثلاثة أبناء، لكن أكثر ما يميز هذا الطلاق كان علاقة طليقها كصديق أفضل منه كزوج، ثم والدها الذي فشل في علاقاته الغرامية وقرر أن يسكن مع ابنته في منزلها، واضطرارها في فترة من حياتها للتوقف عن دراستها. كُل ذلك بالطبع لم يصب في مصلحتها، وأدى لأن تكون "جوي" مختفية كشخصية وأفكار تجاه العالم.

ثم جاءتها فكرة ابتكارها الأول: وهي ممسحة عملية لربات البيوت، يمكن غسلها وتنظيفها بغسالة الملابس حيث قامت جوي بتقديمها للجمهور بنفسها، لتبدأ من هذه الممسحة قصة كفاحها، لكن سرعان ما حاربها التجار لتكون بين خيار الاستسلام والمضي قدمًا، فتأخذ وقتها للتفكير ولتفحص الأخطاء وتقرر إكمال الطريق الذي بدأت فيه. لتصبح جوي الآن واحدة من أكثر المؤثرين في أوساط أمريكا باختراعاتها وابتكاراتها، فشخصيتها كانت تلعب دورًا رئيسًا في تحمل كُل تلك العقبات والضغوط.

ربما كان فيلم "Joy" مملًا بعض الشيء، وبالفعل فقد وجه له النقاد بعض الانتقادات السلبية، لكنه نجح في إبراز فكرة القصة المقتبسة عن حياة جوي مانغانو، وجعلنا حقًا نقدر هذه المرأة وطريق نجاحها الذي لم يكن أبدًا مفروشًا بالورود.

حاز الفيلم على عدة جوائز، منها جوائز الرابطة السنوية لأفلام البالغين كأفضل ممثلة مساعدة، وحصلت على الجائزة الممثلة ديان ليد (قامت بدور "ميمي" بالفيلم)، وترشح لجائزة الأوسكار أفضل ممثلة (جينيفر لورانس)، وتم ترشيحه لجوائز المحررين الأمريكية، وجوائز نقابة المخرجين، وجائزة غولدن غلوب في فيلم موسيقي والتي كانت من نصيب الممثلة جينيفر لورانس أيضًا.

ربما كان فيلم "joy" مملًا بعض الشيء، لكنه نجح في إبراز فكرة القصة المقتبسة عن حياة رائدة الأعمال الامريكية جوي مانغاتو

يحمل فيلم "Joy" قصصًا كثيرة مختصرة، قصص حكاياتها تتمركز في الموقع بين تقبل الواقع والسير معه، لكن في النهاية يصل أبطال هذه القصص لما يصبون إليه، لتؤكد لنا تلك القصص أن الواقع كالبحر، لا يمكن أن تسير عكس الأمواج فتغرق، لكن يمكنك مسايرتها فتحملك كالسحر طوعًا لأمرك حيث تُريد أنت، تمامًا كما سايرت "جوي" ظروف فشل مشروعها وإفلاسها وبحثها من جديد عن ورقة رابحة، وعندما تجدها تقابل تجار السوق المحتالين وتواجههم بنفس لغتهم.

تعلمنا جوي مانغانو أن الاستسلام خيانة، فلا يجب أن نستسلم أبدًا. وأن علينا تحمل عقبات النجاح كُلها، وأن عقبات النجاح تحتاج لجُهد بدني مثل الجهد الذهني، وأن مكمل هذا الجهد الأهم ربما يكون صلابة الرأي وإرادة التحدي. فلأن أحلامنا تقدم لنا سببًا للتنفس والصبر بين زحام الضغوط، فسوف نحلم، حتى لو كانت الدنيا لا تسع إلا لأشبار من أصابع قدمنا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "Annabelle: Creation".. رعب الدمى الذي لا ينتهي

فيلم "شيخ جاكسون".. لم يجب أن نمنح عمرو سلامة فرصة أخرى؟