21-يناير-2021

هدف الانتصار لديبورتيفو ألكويانو (Getty)

ودّع ريال مدريد كأس ملك إسبانيا من دور الـ32، بعدما تلقّى هزيمة صادمة أمام نادٍ يلعب في دوري الدرجة الثالثة واسمه ديبورتيفو ألكويانو، والذي حسم اللقاء لصالحه بنتيجة 2-1 بعد التمديد، رغم لعبه في الأشواط الإضافيّة ناقص الصفوف بسبب طرد أحد لاعبيه بالبطاقة الحمراء.

يعيش ريال مدريد فترة عصيبة على صعيد النتائج، ففي آخر مباراتين له فشل في تحقيق الانتصار، تعادل مع أوساسونا في الدوري الإسباني، وهُزم أمام أتلتيكو بلباو في نصف نهائي كأس السوبر، تقلّصت آماله في الحفاظ على لقب الليغا، وخسر كأسًا كادت أن تدخل خزائن النادي، حدث كلّ ذلك في أسبوع واحد فقط، وزاد الأمور سوءًا الفضيحة الكرويّة التي تعرّض لها الميرينغي في وقت متأخّر من مساء الأربعاء.

ريال مدريد ودّع بطولة كأس إسبانيا من دور الـ32، بعد أيّام من الإطاحة به من كأس السوبر الإسباني، في ثلاث مباريات متتالية تقلّصت آماله في الليغا وودّع بطولتين هامّتين، الطامّة الكبرى هي أنّ خصمه ليس معروفًا في الأوساط العالميّة على الإطلاق، وهو ما جعل هذه الهزيمة تمثّل فضيحة بحقّ ريال مدريد ومدرّبه زين الدين زيدان.

ينشط ديبورتيفو ألكويانو في الدوري الإسباني للدرجة الثانية ب، أي الدوري من المستوى الثالث، ولا يملك حسابه على موقع تويتر سوى بضعة آلاف من المتابعين، وسبق أن سمع به الميرينغي حينما واجهه في البطولة نفسها قبل 8 سنوات، وقتها فاز الريال بسهولة ذهابًا وإيابًا، وليس بالأمر الصعب تكرار أفضليّة الريال، بل ذلك يعتبر من البديهيّات، فلن يجرؤ أيّ ساذج على التفكير بأمر غير ذلك.

فور إجراء الاتحاد الإسباني لكرة القدم قرعة دور الـ32 من كأس إسبانيا، وجد فريق ألكويانو نفسه بمواجهة ريال مدريد، وهنا انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه احتفال لاعبي ألكويانو بطريقة جنونيّة حينما وضعتهم الأقدار أمام ريال مدريد، ربّما لم يفكّر أحدهم بهزيمة بطل إسبانيا، غالبًا كان همّهم أكثرهم اللعب مع أبطال أوروبا، مع نجوم رفعوا كأس العالم للأندية، وبعضهم نال كأس العالم للمنتخبات، مع شخصيات يرونها في التلفاز فقط، سيلعبون معهم بجدّية في لقاء رسمي، اتّضح لاحقًا أنّ جميع اللاعبين كانوا يملكون هدفًا خفيًّا في وجدانهم، فثمّة من يهمس في أذهانهم بأنّها ليلة العمر، فعلينا أن نعيشها بأبهى ما يمكن، فإن لم يكن هذا التوقيت مناسبًا لدخول التاريخ، فمتى يكون..!

ريال مدريد كان الأفضل في المباراة التي جمعته في ميدان خصمه، بدأ مهاجمًا منذ البداية، وتسابق لاعبوه على إهدار الكثير من الفرص، إلى أن نجح إيدير ميليتاو في تسجيل الهدف الأوّل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأوّل، من كرة رأسيّة رفعها مارسيلو، لكنّ الشوط الثاني شهد إهدار الريال لمزيد من الفرص المحقّقة، وهو ما أغضب زيدان كثيرًا، فصرّح بعد اللقاء أنّ "هذه هي كرة القدم، يجب أن تستغل الفرص لكن الكرة لم ترغب في الدخول للشباك".

أصحاب الأرض دافعوا بشكل جيّد عن مرماهم، وفعلوا معجزة بالنسبة لهم حينما نجحوا في تسجيل هدف التعديل من فرصتهم الأولى قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، ومع نهاية اللقاء بالتعادل تمّ التمديد لشوطين إضافيّين، حيث طُرد لاعب من ألكويانو بالدقيقة 109، وهنا ظنّ الجميع أن ريال مدريد سيحاول قدر الإمكان النأي بنفسهم عن الوصول لركلات الترجيح، من خلال استغلال النقص العددي لخصمه وتسجيل هدف انتصار قاتل.

هذا الهدف تمّ تسجيله بالفعل، ولكن في شباك الميرينغي، ألكويانو صعق بطل إسبانيا بهدف قاتل رغم النقص العددي، وأطاح به خارج المسابقة، ليثبت أنّ كرة القدم تعطي من يعطيها، وأبرز مثال على ذلك هو حارس الفريق خوان خوسيه فيغراس، والذي يبلغ من العمر 41 عامًا، لقد بدأ مسيرته الاحترافية في القرن الماضي، ولم يلعب في دوري الدرجة الأولى سوى مباراة واحدة، ووضعته الأقدار كهلًا أمام ريال مدريد، لكنّه كان سيّدًا للمباراة ونجمها الأوّل، أنقذ مرماه من 10 تسديدات لنجوم ريال مدريد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النصيري يخطف أضواء الليغا.. تعادل مخيّب لريال مدريد وفوز مبهر لبرشلونة

تعادل مخيّب لريال مدريد وأتلتيكو ينهي عام 2020 منفردًا بصدارة الليغا