15-سبتمبر-2019

الغرامة التي فرضت على جوجل هي الأكبر في التاريخ (بلومبيرغ)

أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية تغريم شركة جوجل مبلغ 170 مليون دولار، بعد التحقيق الذي أجرته اللجنة حول مزاعم بوجود انتهاكات لقانون خصوصية الأطفال على موقع يوتيوب التابع لجوجل.

فرضت على شركة جوجل أكبر غرامة في التاريخ، بواقع 170 مليون دولار أمريكي لانتهاكها خصوصية الأطفال عبر موقع يوتيوب

ونقلاً عن موقع "The Verge"، قال النائب العام لمدينة نيويورك، ولجنة التجارة الفيدرالية، خلال التسوية، أن شركة جوجل سوّقت منصة يوتيوب، لأصحاب الإعلانات، مع علمها بأن غالبية رواد هذه القنوات هم من الفئات العمرية الأصغر سنًا.

اقرأ/ي أيضًا: في 3 أشهر فقط.. يوتيوب يحذف 8 ملايين فيديو "إباحي وعنيف ومسيء"

كما ادعت اللجنة، أن الشركة قامت بتتبع التاريخ الذي قام فيه الأطفال باستعراض القنوات حتى تعرض الإعلانات أمامهم، وهو ما ينتهك قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت (COPPA).

أكبر غرامة في التاريخ

وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي أكبر غرامة تفرض حتى يومنا هذا، متفوقةً على الغرامة التي فُرضت على الشركة الأم لشركة "TikTok" في شهر شباط/فبراير الماضي، لانتهاكها القانون ذاته.

يوتيوب
يفرض القانون على يوتيوب إجراء تغييرات على المحتوى وشروط الخصوصية بما يناسب الأطفال

وقال رئيس اللجنة جو سايمنز، إن "منصة يوتيوب استغلت رواج استخدامها بين فئة الأطفال، لإغراء العملاء من شركات مختلفة"، مضيفًا: "وعندما تعلق الأمر بالالتزام بقانون حماية خصوصية الأطفال، رفضت الشركة الاعتراف بأن هناك أجزاء محددة من المنصة موجهة نحو الأطفال"، مؤكدًا: "وليس هناك أي عذر يسمح لمنصة يوتيوب بانتهاك القانون".

وتطالب التسوية، شركة جوجل بإجراء تغييرات في ممارساتها، مثل أن تطلب من صناع المحتوى، عنونة المحتوى الموجه نحو الأطفال والمراهقين، وتصنيفه، ووقف جمع البيانات على الفيديوهات التي من الواضح أنها تستهدف فئة القاصرين. 

وتعليقًا على الغرامة، كتب يوتيوب: "بعد أربعة أشهر من الآن، سنقوم بالتعامل مع البيانات القادمة من أي مشاهد لقناة أطفال على منصة يوتيوب، بأنها بيانات خاصة بالأطفال، بغض النظر عن عمر المستخدم". وتابعت القول: "وهذا يعني أننا سنقلص من كمية البيانات التي نقوم بجمعها واستخدامها من الفيديوهات المخصصة للأطفال إلى الحد الأدنى الذي يسمح باستمرار دعم عمل الخدمة".

وتعد هذه التسوية بين اللجنة وشركة جوجل المالكة ليوتيوب، وما أفضت إليه من غرامة؛ إحدى المحاولات في الآونة الأخيرة لردع الممارسات التي تقوم بها شركات وادي السيليكون من انتهاك للخصوصيات.

وقد سبق أن غرمت اللجنة، شركة فيسبوك بخمسة ملايين دولار أمريكي، بعد تحقيق طويل امتد قرابة عام، حول انتهاكات فيسبوك لخصوصية الأفراد، بعد فضيحة كامبريدج أناليتيكا.

انتقادات للغرامة.. "أقل مما ينبغي"!

في تصريح للسيناتور إد ماركلي، وهو الذي صاغ قانون حماية خصوصية الأطفال، انتقد اللجنة لأنها لم تغلّط العقوبة أكثر من ذلك، قائلًا إن "اللجنة كشفت النقاب عن مثل هذه الممارسات، لكنها لم تقم بما يجب من وضع لسياسات مسائلة صارمة".

تغريم جوجل
يعتبر البعض أن الغرامة التي فرضت على جوجل هزيلة، وكان يمكن فرض عقوبة أغلظ من ذلك

واعتبر السيناتور الأمريكي أن اللجنة "سمحت لشركة جوجل بالإفلات من العقاب، بفرضها غرامة هزيلة، إلى جانب مجموعة من المتطلبات التي لا تلبي المطلب الفعلي بتحويل يوتيوب إلى مكان مناسب وآمن للأطفال".

تعرض قرار تغريم جوجل لانتقادات من جهة أنه كان من الممكن تغليظ العقوبة أكثر من ذلك، بما يحمي تمامًا خصوصية الأطفال

كما انتقدت كيلي سلاوتر، المفوضة من الحزب الديمقراطي، التسوية بين اللجنة الفيدرالية وجوجل، قائلة: "سيعمل هذا الأمر على جعل يوتيوب مكانًا أكثر أمانًا للأطفال مما كان عليه، لكن غياب وجود رقيب ينقح المحتوى غير المناسب لن يجعل المنصة آمنة بما يكفي"، مشددة: "نحتاج إلى المزيد من التحرك، وآمل أن يقوم شركاؤنا في النيابة العامة بإتمام المهمة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لماذا يهجر المراهقون فيسبوك ويتحولون إلى إنستغرام ويوتيوب؟

التحرّش الجنسي في جوجل.. فصل صغار الموظفين والتستّر على كبارهم!