24-أبريل-2018

أكثر من 80% من الفيديوهات المحذوفة من يوتيوب، أبلغت عنها أدوات الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

في تقرير لها، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن التقرير ربع السنوي لموقع يوتيوب، أنه حذف ملايين الفيديوهات خلال فترة ثلاثة أشهر، في محاولة للتجاوب مع الانتقادات الموجهة لمنصة الفيديوهات الأشهر، بخصوص المحتوى العنيف والمهين. في السطور التالية ننقل لكم التقرير مترجمًا.


كشفت شركة يوتيوب عن حذف الموقع لثمانية ملايين و300 ألف مقطع فيديو من على الموقع، بسبب خرق الإرشادات الخاصة باستخدام المنصة، وذلك في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر الماضي، في محاولة للتعامل مع الانتقادات الموجهة للموقع بسبب المحتوى العنيف والمهين.

خلال ثلاثة أشهر فقط حذف يوتيوب أكثر من 8 ملايين فيديو، في محاولة من الموقع للتفاعل الجاد مع الانتقادات الخاصة بالمحتوى العنيف والمهين

ونُشر التقرير ربع السنوي الأول لشركة يوتيوب في خضم سيلٍ متزايد من الشكاوى حول عدم مقدرة يوتيوب البينة في التعامل مع المحتوى المتطرف والمسيء.

اقرأ/ي أيضًا: "يوتيوب تي في".. هل يعلن التلفزيون موته؟

وفي تدوينه لها، ذكرت الشركة أنها أزالت ما يزيد عن 8.3 مليون فيديو خلال فترة ثلاثة أشهر، ما بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر الماضي. والغالبية العظمة من هذه الفيديوهات كانت محتوى مكرر أو محاولات لرفع محتوى إباحي. وقالت الشركة إن هذه الفيديوهات مثلت نسبة لا تذكر من إجمالي المشاهدات على المنصة خلال الفترة المذكورة.

وقالت الشركة إن ستة ملايين و700 ألف مقطع فيديو، أُبلغ عنهم بواسطة الريبوتات أولًا، وأزيل 76% منها قبل أن تحظى بمشاهدة واحدة.

ونال يوتيوب قدرًا من الانتقادات كذلك بشأن المحتوى الذي يسمح بعرضه. فبعد أيام من مذبحة ثانوية "Marjory Stoneman Douglas" بالولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي، نُشرت مقاطع فيديو تزعم أن الناجين من المذبحة، كانوا عناصر فاعلين فيها، أي مزروعي خصيصًا لبناء موقف معارض لانتشار الأسلحة في البلاد.

وحصد أحد هذه المقاطع أكبر نسبة مشاهدة على الموقع قبل أن يحذف بسبب خرقه لسياسة "التنمر والتحرش". ولا تمنع سياسات مجتمع يوتيوب المعلومات الخاطئة أو التضليل تحديدًا، رغم إعلان الشركة عن خططها لربط بعض المحتوى بصفحات ويكيبيديا لمواجهة أكثر نظريات المؤامرة انتشارًا.

احتجاجات للطلبة بعد مجزرة ثانوية مارغوري (أسوشيتد برس)
احتجاجات للطلبة بعد مجزرة ثانوية مارغوري (أسوشيتد برس)

وكانت جوجل، الشركة المستحوذة على شركة يوتيوب، قد وعدت بتوظيف عشرة آلاف شخص للعمل على تطبيق سياسات الاستخدام بنهاية عام 2018، ليرتفع العدد عن آلاف كانوا في نفس المكان العام الماضي. وستكون أغلب هذه العمالة من البشر، وليست كلها، وستضم كذلك مهندسين يقومون بتطوير آليات التعرف على المحتوى المزيف، والذكاء الاصطناعي، والبحث في محتوى مقاطع الفيديو.

وتحتاج عملية الإزالة الفاعلة حاليًا، أن يكون المحتوى أولًا  قد تم الإبلاغ عنه بأنه غير مناسب قبل مشاهدته، لمعرفة إن كان يطابق سياسات الاستخدام، ثم يتخذ قرار بمحوه أم لا.

وأعلنت الشركة أن الغالبية العظمى من الفيديوهات التي تمت إزالتها (حوالي 80%)، أُبلغ عنها باعتبارها غير مناسبة، بواسطة إحدى أدوات جوجل الأوتوماتيكية، لا من قبل أفراد. وتعمل هذه الأنظمة بشكل عام بواحدة من ثلاثة طرق: تستعمل بعضها خوارزمية لتمييز اللقطات غير المناسبة ثم تقارنها بمحتوى شبيه مستقبلًا، فيما تتابع بعضها النمط المشكوك به في رفع مقاطع الفيديو، ويفيد ذلك في التعرف على المحتوى المزيف والمكرر.

أما الطريقة الثالثة فتتمثل في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الشركة، للتعرف على مقاطع الفيديو المخالفة للقواعد، بناءً على مشابهتها لفيديوهات سابقة. على سبيل المثال، دُرّب البرنامج الذي يتعرف على المحتوى المتطرف على مليوني فيديو تمت مراجعتها يدويًا. وتقول الشركة إن آلية التحديد الأوتوماتيكية هذه، قد مكنتها من إنجاز مستهدفها بإزالة مقاطع الفيديو في فترة مبكرة من نشرها على الموقع.

وفي حين يمسك برنامج الذكاء الاصطناعي بالعديد من مقاطع الفيديو المخالفة، ما يزال يوتيوب يسمح للأفراد بإمكانية الإبلاغ عن المحتوى غير المرغوب فيه، فيمكن لأي مستخدم للموقع أن يشير إلى أي فيديو يخالف قواعد الاستخدام فيما يراه. كما أن هناك مجموعة من "المُبلّغين الثقات"، وهم مجموعة من الأفراد المستقلين، بالإضافة إلى 150 منظمة؛ بمثابة خبراء في عدة مجالات تخص المحتوى المختلف عليه، منحوا أدوات خاصة لتحديد الفيديوهات المخالفة المنشودة.

80% من الفيديوهات التي تزيلها شركة يوتيوب من الموقع، مُبلّغ عنها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي

ويبلغ المستخدمون المنتظمون عن 95% من الفيديوهات التي لم تلتقطها أدوات الكشف الأوتوماتيكية، في حين يقوم المبلغون الثقات بالإبلاغ عن نسبة الـ5% المتبقية. إلا أن نسب النجاح جاءت معكوسة، فالبلاغات التي سجلها المبلغون الثقات أدت إلى 14% من النسبة الإجمالية، التي تم محوها، و5% فقط هي نسبة مقاطع الفيديو التي محيت بسبب بلاغات المستخدمين العاديين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يقوم "يوتيوب" بتعقيم أرشيفه من جرائم الأسد؟

كيف تفوقت البيانات على النفط كأهم مورد في عالم اليوم؟