16-أكتوبر-2015

جماهير المنتخب الموريتاني(ألترا صوت)

نجحت كرة القدم في تحقيق إجماع وطني بموريتانيا حول أداء لاعبي منتخب "المرابطين"، الذي حقق انتصارات كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية رفعت من تصنيفه الدولي بأكثر من مائة رتبة، بعد سنوات طويلة كان خلالها بين المنتخبات الكروية الأضعف أداء على مستوى العالم وذلك بعد أن كان يحتل المرتبة 205 والأخيرة عالميًا عام 2012، حسب تصنيف الاتحادية الدولية لكرة القدم "الفيفا". ويرجع متابعون للشأن الرياضي نجاح المنتخب الموريتاني إلى أداء مكتب الاتحادية الوطنية لكرة القدم الجديد، والتحديثات التي جرى القيام بها وشملت تشجيع اللاعبين والتعاقد مع مدربين أوروبيين محترفين.

اقرأ/ي أيضًا: أيام الفيفا السوريّة

حسب التصنيف الجديد الذي أعلنت عنه "الفيفا" مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري فقد حل المنتخب الموريتاني لكرة القدم "المرابطون" في المرتبة الـ 89 عالميًا ليدخل بذلك قائمة المائة منتخب الأفضل في العالم، قادمًا من المرتبة 114 ومتجاوزًا وصيفه المنتخب النيجري بواحد وثلاثين نقطة، ومحققًا تقدم على منتخبات قوية من بينها منتخب كندا وقطر والأردن وعمان والكويت والبنين وأنغولا وليبيريا وملاوي، مع أنه لا يزال يطمح إلى المرتبة الخامسة والثمانين عالميًا التي وصل إليها في العام 1995، وهي النتيجة الأفضل في تاريخه الكروي.

حل المنتخب الموريتاني لكرة القدم في المرتبة التاسعة والثمانين عالميًا بعد أن كان في آخر التصنيف العالمي سنة 2012

ويأتي هذا التقدم بعد نجاحات متتالية للمنتخب الموريتاني، كان من آخرها الفوز بنتيجة 3ـ1 على منتخب جنوب أفريقيا في الخامس من سبتمبر/أيلول الماضي ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2017. كما جاء بعد سلسلة انتصارات على أرضه وأمام جماهيره وأخرى على أرض منافسيه، ترافقها انتصارات أخرى لكرة القدم الموريتانية منها فوز المنتخب الوطني للشباب (أقل من عشرين عامًا) على منتخب المكسيك بنتيجة 2ـ1 ضمن تصفيات بطولة كوتيف بفالانسيا. ويخوض "المرابطون" هذه الأيام المنافسة على ثلاث جبهات: تصفيات بطولة أفريقيا للمحليين 2016، وتصفيات كأس أمم أفريقيا 2017، وتصفيات كأس العالم 2018.

وخضعت مرافق كرة القدم الموريتانية لتطوير إضافة إلى رسم سياسات جديدة لقيت تأييدًا واسعًا من الفاعلين في الشأن الرياضي بالبلاد، ما أسهم في تشجيع اللعبة في الأوساط الشبابية وأعاد الثقة في لاعبي المنتخب الوطني.

يتحدث الصحفي الرياضي حمود ولد أحمد لـ"ألترا صوت": "من أهم إنجازات مكتب الاتحادية الوطني لكرة القدم الجديد، إنشاء أكاديمية وطنية لكرة القدم تتوفر على ملعب خاص بها وانتظام جولات الدوري الموريتاني، إضافة إلى إجراءات تطويرية أخرى مكنت المنتخب في فترة وجيزة من خوض مائة واثنان وسبعين مباراة رسمية وودية". ويشير ولد أحمد إلى أن المدرب الفرنسي "باتريس نيفه"، الذي قاد "المرابطين" في السنوات الأخيرة، والمدرب الفرنسي أيضًا "كورينتان مارتنيز" الذي يقوده منذ أشهر، استطاعا أن يقدما الكثير للمنتخب الموريتاني.

ورغم عمق الخلاف الذي يقسم الساحة السياسية والهوة التي يخلفها بين مكونات المجتمع، فإن نجاحات المنتخب الموريتاني لكرة القدم جعلته يحقق إجماعًا وطنيًا حول أداء لاعبيه المنتمين إلى مختلف المكونات الاجتماعية، إضافة إلى المكانة المرموقة، التي أصبحت تحظى بها الاتحادية الوطنية لكرة القدم بتشكيلاتها الجديدة منذ أواخر 2011.

حقق المنتخب الموريتاني لكرة القدم إجماعًا وطنيًا حوله رغم عمق الخلاف السياسي والاجتماعي

فقد أشادت مختلف القوى السياسية الموريتانية في الموالاة والمعارضة بنجاحات المنتخب في الفترة الأخيرة وبالدور الجديد للاتحادية التي كانت تعرف ركودًا في الفترات الماضية، في مشهد إجماع وطني ظل غائبًا بفعل الانقسامات السياسية الحادة والتباين في وجهات النظر حول كافة القضايا الوطنية. وهو ما يرجعه معارضون للنظام إلى حاجة الموريتانيين إلى أي نجاح تحققه بلادهم ليشيدوا به ويلتفوا حول صانعيه، بينما يراه أنصار النظام جزءًا مما يصفونه "مظاهر التقدم التي تعيشها البلاد في ظل حكم الرئيس الحالي".

يقول المدون محمد فاضل حميلي لـ"ألترا صوت": "الأخبار السعيدة التي حملتها أقدام اللاعبين أنست السياسيين خلافاتهم وجعلت الشعب يهرب من همومه، واكتشف الجميع أنه لا يزال هناك قاسم مشترك يمكنهم الالتفاف حوله ولو مؤقتًا".

اقرأ/ي أيضًا:  كرة القدم النسائية في لبنان.. أحوالها ومستقبلها