13-مايو-2023
Getty

قصف إسرائيلي استهدف قطاع غزة عام 2021 (Getty)

تحول إسرائيل قطاع غزة إلى ساحة حرب مستمرة، وذلك من خلال حصار مستمر منذ 17 عامًا، أو من خلال الحروب المتكررة عليه كل عدة سنوات، والتي تسفر عن خسائر كبيرة في الأراوح والممتلكات.

الحروب الإسرائيلية تتكرر على قطاع غزة بشكلٍ دوري وكل عدة سنوات، مع استمرار الحصار عليه منذ 17 عامًا

وشهد القطاع عشرات الحروب الإسرائيلية، التي تكثفت عقب الانسحاب منه عام 2005، وازداد استخدام سلاح الطيران، في بقعة جغرافية صغيرة، لا تتجاوز مساحتها 360 كم، وتشكل 1% من مجمل مساحة فلسطين. وفي هذه المادة نقدم استعراضًا لأبرز الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة.

عملية قوس قزح

هي عملية عسكرية قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، ونفذت في 18 إلى 23 أيار/ مايو 2004، وذلك في أعقاب مقتل 18 جنديًا في أعمال مقاومة في قطاع غزة، وهدفت العملية إلى قطع طريق نقل الأسلحة إلى قطاع غزة.

دمرت العملية منطقة رفح بشكلٍ كبير، حيث أسفرت عن هدم 298 منزلاً، واستشهاد 60 فلسطينيًا.

Getty

اجتياح بيت حانون (الدرع الأمامي)

اجتياح بيت حانون ويطلق عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "الدرع الأمامي"، وهي عملية اجتياح بري، استهدفت منطقة بيت حانون شمالي قطاع، بدأت في 29 حزيران/ يونيو وانتهت في مطلع آب/ أغسطس 2004، وذلك بزعم منع انطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية تجاه مستوطنة سديروت.

نتج عن الاجتياح استشهاد 20 فلسطينيًا من بينهم 6 أطفال، كما تسبَّبَ في تدمير 70 منزلًا، وتجريف حوالي 2600-4000 دونم من الأراضي الزراعية.

Getty

أيام الغضب/ أيام الندم

أيام الغضب أو أيام الندم (التسمية الإسرائيلية)، هي عملية عسكرية بريّة مدعومة بالقوة الجوية، نفذها جيش الاحتلال في منطقة شمال غزة، في الفترة ما بين 29 أيلول/ سبتمبر وحتى 16 تشرين الاول/ أكتوبر 2004. 

ركّزت العملية على مناطق بيت حانون، بيت لاهيا وجباليا شمالي قطاع غزة واستهدفت بزعم الاحتلال، وقف إطلاق الصواريخ، تجاه المستوطنات الإسرائيلية.

استشهد في العملية 130 فلسطينيًا، مع مقتل جندي إسرائيلي، بالإضافة إلى خسائر مادية واسعة في المنطقة.

Getty

أمطار الصيف وغيوم الخريف

عملية "أمطار الصيف"، وهي عملية إسرائيلية انطلقت في 28 حزيران/ يونيو 2006، وذلك في أعقاب أسر فصائل المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وكانت العملية أول عملية برية كبيرة في قطاع غزة، بعد الانسحاب منه قبل عام. وهدفت العملية لاستعادة الجندي شاليط، ووقف إطلاق الصواريخ، لكنها لم تحقق هدفها.

توقفت العملية الإسرائيلية، سريعًا مع انطلاق حرب تموز/ يوليو 2006 في لبنان. لكن دولة الاحتلال، نفذت عملية جديدة في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، ونتج عن العملية استشهاد أكثر من 400 فلسطيني.

Getty

الرصاص المصبوب/معركة الفرقان

انطلق عدوان "الرصاص المصبوب" بحسب التسمية الإسرائيلية، ومعركة الفرقان بحسب تسمية فصائل المقاومة الفلسطينية، في 27 كانون الأول/ديسمبر 2008، بغارة جوية واسعة على مواقع حكومية في قطاع غزة، أسفرت عن مئات الشهداء في الضربة الأولى.

كان هدف العدوان،  إنهاء سيطرة حركة حماس على قطاع غزة والقضاء على المقاومة، واستعادة الجندي شاليط ووقف إطلاق الصواريخ.

استمر العدوان 23 يومًا، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دولية، مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، الذي ظهر على أجساد بعض الضحايا، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومراكز حقوقية ومؤسسات أوروبية، كما أطلق الاختلال أكثر من ألف طن من المتفجرات. 

توقف العدوان في 18 كانون الثاني/يناير 2009، وخلف 1430 شهيدًا، من بينهم أكثر من 400 طفل، و240 امرأة. ودمر العدوان أكثر من 10 آلاف منزل دمارًا كليًا أو جزئيًا. فيما قتل 13 إسرائيليًا، من بينهم 10 جنود خلال العدوان البري.

Getty

إعادة الصدى

عملية "إعادة الصدى" نفذها جيش الاحتلال، في أعقاب اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي، ونفذت من من 9 آذار/ مارس حتى 14 آذار/ مارس 2012. وأسفرت عن استشهاد 18 فلسطينيًا، وسط رد المقاومة الفلسطينية بقصف مستوطنات الغلاف وأسدود وعسقلان وبئر السبع.

عامود السحاب/حجارة السجيل

انطلقت العدوان في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ، بعد اغتيال إسرائيل، نائب قائد كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري، وأطلق الاحتلال على العملية اسم "عامود السحاب"، وردت  المقاومة الفلسطينية بمعركة "حجارة السجيل"، واستمرت لمدة 8 أيام، وانتهت بقصف فصائل المقاومة الفلسطينية تل أبيب لأول مرة. استشهد في هذا العدوان 180 فلسطينيًا.

Getty

الجرف الصامد/العصف المأكول

سبق عدوان 2014 سلسلة من الأحداث في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كان أبرزها عملية أسر وقتل 3 جنود إسرائيليين في الخليل، وخطف الطفل محمد أبو خضير، وتعذيبه وحرقه حيًا من قبل مستوطنين بالقدس المحتلة.

وبعد تحميل الاحتلال حركة حماس المسؤولية عن أسر الجنود في الخليل، انطلق في 7 تموز/يوليو 2014 عدوان "الجرف الصامد"، وردت عليها المقاومة بمعركة العصف المأكول، واستمر العدوان لمدة 51 يومًا، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع.

أسفر العجوان عن استشهاد 2322 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 11 ألف، وارتكبت إسرائيل مجازر بحق عدد كبير من العائلات الفلسطينية، وبالأخص في حي الشجاعية بغزة، بعد أسر الجندي شاؤول آرون، وفي رفح بعد أسر الجندي هدار غولدن. فيما قتل 68 جنديًا إسرائيليًا.

Getty

حد السيف

في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، حاولت قوة خاصة إسرائيلية، التسلل إلى قطاع غزة من خلال منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبعد اكتشافها من قبل المقاومة الفلسطينية، اندلعت اشتباكات واسعة، أدت إلى استشهاد 7 فلسطينيين ومقتل جندي من أعضاء القوة الخاصة. مما أدى إلى اندلاع مواجهة استمرت لمدة ثلاثة أيام، وأسفرت عن استشهاد 17 فلسطينيًا.

الحزام الأسود/ صيحة الفجر

في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، انفجرت طائرة مُسيّرة انتحارية، في منزل قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده وزوجته، وإصابة أطفال. بالتزامن مع ذلك، حاولت إسرائيل اغتيال قائد الدائرة العسكرية في الجهاد الإسلامي أكرم العجوري، دون نجاح. ويتم الاحتلال أبو العطا بالمسؤولية عن قصف عسقلان، خلال تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيها. وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 34 فلسطينيًا.

سيف القدس (هبة أيار)/ حارس الأسوار

بعد محاولة سلطات الاحتلال تهجير أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، بالتزامن مع اقتحام كبير للمسجد الأقصى، ترافق معه قمع كبير داخل المسجد، مما أدى إلى انطلاق عدوان جديد على قطاع غزة، أطلق عليه إسرائيليًا "حارس الأسوار"، فيما تسميه المقاومة الفلسطينية سيف القدس، وذلك في 6 أيار/ مايو 2021.

استمرت المعركة لمدة 16 يومًا، وأسفرت عن استشهاد 250 فلسطينيًا، فيما قتل 15 إسرائيليًا، واستمر العدوان بالترافق مع حراك شعبي واسع في كافة فلسطين التاريخية، وشهدت تطورًا كبيرًا في قدرات المقاومة الفلسطينية.

Getty

عملية بزوغ الفجر/وحدة الساحات

في 5 آب/ أغسطس 2022 اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس تيسر الجعبري، وذلك مع محاولة اغتيال قادة آخرين في سرايا القدس، وذلك في أعقاب أيام من التصعيد الإسرائيلي على حدود القطاع وفي شمال الضفة الغربية، عقب اعتقال القيادي في الجهاد الإسلامي بسام السعدي.

وأطلقت "إسرائيل" على هذه العملية اسم "بزوغ الفجر"، بينما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي على العملية "وحدة الساحات"، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مدن أسدود وبئر السبع وعسقلان، مستوطنات نتيفوت وسديروت.

اغتالت إسرائيل خلال العدوان قائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس خالد منصور، وأسفر العدوان عن استشهاد 52 فلسطينيًا.

الدرع والسهم/الثأر للأحرار

صبيحة يوم 9 أيار/ مايو 2023، اغتالت إسرائيل أمين سر المجلس العسكري في السرايا  جهاد شاكر الغنام، وعضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس خليل صلاح البهتيني، وأحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية طارق محمد عزالدين، مما أدى إلى انطلاق عدوان جديد على قطاع غزة، وذلك تحت اسم "الدرع والسهم" إسرائيليًا، والثأر للأحرار بحسب الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية. وشهد العدوان اغتيال عضو المجلس العسكري لسرايا القدس ومسؤول ملف العمليات إياد الحسني ومسؤول الوحدة الصاروخية علي حسن الغالي، ونائب مسؤول الوحدة الصاروخية أحمد أبو دقة، في حصيلة غير نهائية حتى الآن استشهد 33 فلسطينيًا في قطاع غزة، و5 بالضفة الغربية. فيما قصفت المقاومة الفلسطينية تل أبيب والقدس.